صحافة إسرائيلية

"يديعوت": إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لعملياتها ضد إيران

الصحيفة أضافت أن إحدى المشاكل هي الثرثرة والتبجح الإسرائيلي بعد العمليات- جيتي
الصحيفة أضافت أن إحدى المشاكل هي الثرثرة والتبجح الإسرائيلي بعد العمليات- جيتي

أكدت صحيفة إسرائيلية، أن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنا باهظا بسبب عملياته المتواصلة ضد إيران، وذلك في حال لم تقف الولايات المتحدة خلف ظهره. 

ونقلا عن "مصادر مخابراتية"، أكدت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن "الموساد نفذ هجوما إلكترونيا تسبب في ضرب مفاعل نطنز النووي الإيراني الليلة الماضية. 

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها إيتمار آيخنر بعنوان "رهان خطير"، أنه بمناسبة "اليوم النووي الإيراني"، أمر الرئيس حسن روحاني بتفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وإيران لم يقدر أنها في تلك اللحظة ستتلقى "هدية" خاصة بمناسبة الحدث؛ تعمل على تعطيل قدرتهم على تفعيل أجهزة الطرد المركزي في المنشأة، وربما لفترة زمنية ذات مغزى". 


وذكرت محافل استخباراتية في الغرب، أن "الحديث يدور عن عملية يقف خلفها الموساد، وإسرائيل الرسمية بالطبع لا تأخذ الرسمية، ولكن ما كان يمكن تجاهل صور رئيس الوزراء نتنياهو، وهو يرفع النخب بمناسبة يوم الاستقلال في مقرات الموساد، الشاباك والجيش، ما يعطي الانطباع بأن إسرائيل، ظاهرا، تفعل كل شيء كي تخرب على الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية في الطريق إلى إحياء الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات على طهران". 

ونبهت إلى أن "الخلل في نطنز يأتي في توقيت حساس آخر؛ بالتوازي مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل، وهذه هي الزيارة الأولى لمسؤول كبير في إدارة جو بايدن إلى تل أبيب". 

ولفتت الصحيفة، إلى أنه "ليس صدفة أن بايدن بعث إلى هنا بوزير الدفاع وليس بوزير الخارجية؛ فالولايات المتحدة تريد أن تتأكد من أن الاتفاق النووي لن يمس بأمن إسرائيل، وستوفر واشنطن حلولا لاحتياجاتها الأمنية إذا ما نشأت احتياجات كهذه كنتيجة لإلغاء العقوبات عن طهران والعودة إلى الاتفاق". 

 

اقرأ أيضا: ظريف عن حادث نطنز: سننتقم من الاحتلال الإسرائيلي

وأضافت: "لكن في زيارة أوستن توجد رسالة أخرى؛ فالولايات المتحدة تسعى لأن تتأكد أن إسرائيل لا تعتزم المس بجهودها باستئناف المسار الدبلوماسي حيال إيران في فيينا، وثمة من يرون في زيارة أوستن، في هذا التوقيت، محاولة أمريكية للجم إسرائيل". 

وأفادت "يديعوت"، بأن "تل أبيب تأخذ هنا رهانا خطيرا؛ فعمليات محتملة في المستقبل حيال إيران من شأنها أن تشعل المنطقة فيما لا يكون لها ريح إسناد أمريكية". 

وذكرت أنه "حتى هذه اللحظة تتناوش إسرائيل وإيران بينهما بقوى متدنية نسبيا، تبحث طهران عن الثأر على تصفية العالم النووي فخري زادة، ولكنها تسير على أطراف الأصابع، ويبدو أنهم لا يريدون تحطيم القواعد فيتسببوا بتصعيد شامل، وقد وجد هذا النهج تعبيره في محاولة تنفيذ عملية قرب سفارة إسرائيل في دلهي، وفي الاعتداء على سفن بملكية إسرائيلية". 

ورأت الصحيفة، أن "إحدى المشاكل هي الثرثرة والتبجح الإسرائيلي بعد عمليات ناجحة؛ وهذا من شأنه أن يجبي لاحقا ثمنا باهظا، ويحتمل أن تكون العملية في نطنز، إذا ما نسبت لإسرائيل ستوقظ أيضا إعادة نظر في البيت الأبيض في كيفية التصرف تجاهها". 

وأكدت أن "المعركة حيال إيران معقدة جدا وعديدة الوجوه، وعليه فمرغوب فيه أيضا الأخذ بالحسبان بسيناريو آخر"، منوهة إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة تنسقان وتتقاسمان فيما بينهما العمل وفقا للطريقة المعروفة؛ الشرطي الطيب والشرطي الشرير، وذلك انطلاقا من الافتراض أن طهران لن تعود إلى المفاوضات على الاتفاق النووي إلا عندما تشعر جيدا بالخطر". 

التعليقات (0)