هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقدت صحيفة عبرية، كشف محفل أمني إسرائيلي مسؤولية الاحتلال عن استهداف السفينة الإيرانية "ساويز" في البحر الأحمر، محذرة من المخاطر المترتبة على تشقق عرف السرية الخاص بتلك العمليات.
واستنكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في مقال لمعلقها العسكري أليكس فيشمان، إطلاع محفل إسرائيلي لآخر أمريكي على مسؤولية الاحتلال عن استهداف السفينة الإيرانية "ساويز"، حيث أطلع المحفل الأمريكي صحيفة "نيويورك تايمز" على التفاصيل.
وتساءلت: "أي مصلحة توجد لمحافل في الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل بنشر مثل هذا الحدث؛ باستثناء الحاجة المهووسة لارتداء عباءة "السوبرمان" واجتراف الإعجاب الجماهيري؟"، لافتا إلى أن "إسرائيل لم تدرج على إطلاع محافل أجنبية بعمليات قواتها الخاصة، وهذا متبادل، وكان دارجا على مدى سنوات طويلة".
ونوهت إلى أن "الحديث يدور عن عمليات في أعماق أراضي العدو أو بعيدا عن حدود الدولة، وتنطوي ليس فقط على خطر جسدي على المقاتلين بل وإمكانية فشل العملية أو انكشافها، ما قد يلحق ضررا سياسيا جسيما".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "قادة الوحدات الخاصة – الكوماندوز البحرية، "سييرت متكال" وأمثالهما، على علم جيد بسكين الجراح الدقيقة التي وضعت في أيديهم، وليس صدفة أن السفن لا تغرق بل تصاب فقط، وكل عملية كهذه تدرس بعناية بميزان الكلفة قبالة المنفعة، وكل عملية كهذه تقر على الأقل في مستوى رئيس وزراء ووزير الأمن".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي يتحدث عن أهداف مهاجمة السفينة الإيرانية
ونبهت إلى أن "عدد شركاء السر ضيق جدا، والسرية تتيح لإسرائيل أن تنفي العملية، كما أن السرية هي أداة عمل، أما نشر عملية إسرائيلية خاصة، يلحق ضررا مزدوجا؛ فهو يكشف طريقة العمل، مما يمنع تكرار نمط العمل في المستقبل وكذا يستدعي رد فعل من الطرف المصاب، إضافة لحرج دولي".
وأكدت "يديعوت" أن "النشر في "نيويورك تايمز"، الذي أفاد بأن محافل إسرائيلية أطلعت الإدارة الأمريكية، بأن إسرائيل هي المسؤولة عن الإصابة التي لحقت بالسفينة الإيرانية "ساويز" في البحر الأحمر قبالة شواطئ إرتيريا، هو حدث خطير".
واعترفت أن "السنوات الأخيرة شهدت تشقق عرف السرية، وصيغة محفل أمني إسرائيلي يطلع محفلا أمريكيا مسؤولا، يطلع بدوره وسيلة إعلام أمريكية بشأن عملية سرية إسرائيلية، يكرر نفسه بشكل غريب، ولا يوجد أي تبرير لهذا"، منوهة إلى أن "البراغي التي يفترض بها أن تحمي المصالح الأمنية والقومية، تحلحلت وباتت خاضعة لأغراض شخصية".
وذكرت أنه "في السنوات الأخيرة، يتبدل هنا وزراء الأمن مثلما يبدل المرء جواربه، وليس ثمة من يمسك اللجام، وبدأ هذا مع الكشف الفضائحي لسرقة الأرشيف النووي الإيراني، وتواصل التنقيط على التوالي حتى تصفية عالم الذرة النووي في إيران، والآن وصلنا لفصل عمليات الكوماندوز البحري الإسرائيلي في البحر الأحمر".
وأشارت "يديعوت"، إلى أن "المنشورات الأجنبية تكشف بأن حملات سلاح البحرية ضد سفن إيرانية تنقل النفط أو السلاح إلى سوريا تجري منذ أكثر من عامين، وحتى الآن أصيبت أكثر من 20 سفينة إيرانية، وعندما تظهر سفينة متجهة لتمويل أعمال معادية في لبنان وسوريا يجب وقفها، ومرغوب أن يتم ذلك على مسافة أبعد ما تكون عن الحدود".
كما "تفترض مثل هذه العملية على أي حال، تواجدا دائما في المنطقة لغرض جمع المعلومات الاستخبارية والمتابعة في الزمن الحقيقي، ولما كان الحديث يدور عن عمليات على حدود القانون الدولي مع احتمال تورط سياسي، معقول جدا الافتراض بأن مثل هذه العمليات تستوجب تواجد محفل عملياتي كبير يقرر على الفور؛ التنفيذ أو عدم التنفيذ".
ونبهت إلى أن "كل محاولة لعزو توقيت العملية لذكاء سياسي ما يربطها ببدء المحادثات على استئناف اتفاقات النووي مع إيران، بهدف تشويشها؛ هي محاولة مبالغ فيها"، مضيفة: "في الحالة الأخيرة، يعزى لإسرائيل ضرب السفينة الأم التابعة لذراع الحرس الثوري البحري، ويدور الحديث عن سفينة تحمل اللوجستيات، الوقود، العتاد العسكري، رجال كوماندوز وما شابه".
ولفتت إلى أن السفينة الإيرانية المستهدفة في البحر الأحمر، "تشكل نوعا من قاعدة توريد في البحر أو قاعدة انطلاق لوحدات تخرج إلى عمليات خاصة، وكل هذا تحت غطاء سفينة شحن"، موضحة أن "المحفل الإسرائيلي الذي "أطلع" محفلا أمريكيا، لن يهدأ حتى يرى سفينة إسرائيلية تتفجر، وعندها يمكن أن تندلع مواجهة وتكون له فرصة لأن يلوح بعباءة سوبرمان".