هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار شروع القوات الروسية بعمليات توسيع لقاعدة حميميم الجوية في الساحل السوري في وقت تشهد فيه جبهات القتال في البلاد حالة من البرود، العديد من التساؤلات حول أهدافها، وطبيعة المهام التي تتحضر لها القاعدة.
وأظهرت صور مُلتقطة عبر الأقمار الصناعية، نشرها موقع "The war zone"، عمليات توسعة لأحد مدارج الطائرات في القاعدة.
وبحسب الموقع، فإن التوسعة ستسمح بالتمديد للقاعدة بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك الرافعات الجوية الثقيلة وحتى القاذفات، موضحا أن صور الأقمار التي يعود تاريخها إلى منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تثبت أن الروس يضيفون الامتدادات إلى طرفي المدرج الغربي.
اقرأ أيضا: نظام الأسد يمنح روسيا أرضا ومساحة بحرية لتوسيع "حميميم"
وقال الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، إن من الواضح منذ عام 2015 أن العملية العسكرية الروسية في سوريا لم تكن تتطلب وحدها إقامة كل تلك القواعد الروسية، على الأراضي السورية، لا سيما قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية.
وأضاف لـ"عربي21" أن "روسيا منذ البداية وجدت في "مأزق الأسد" وطلبه الحصول على مساعدة فرصة لتحقيق حلمها بإقامة قواعد تطل على المياه الدافئة، لا سيما في منطقة استراتيجية مثل المتوسط حيث الأسطول السادس الأمريكي، وأوروبا تكاد تكون ضمن المدى المجدي للأسلحة الصاروخية التقليدية.
وبحسب عبد الواحد، فإن توسعة مدرجات حميميم أمر طبيعي بالنسبة للروس في سياق المهام الاستراتيجية التي يريدون تحقيقها عبر تلك القاعدة، وفي مقدمتها تثبيت الوجود العسكري الروسي في تلك المنطقة الحساسة من العالم، وتأهيل البنى التحتية للقواعد الروسية حتى تكون قادرة على استقبال مختلف أنواع الطائرات، وليس المقاتلة فحسب، بل والقاذفات الاستراتيجية، وطائرات الشحن الاستراتيجية والعملاقة القادرة على حمل مجموعات قوات بكامل عتادها، مع الدبابات والمروحيات، من قواعدها إلى الخطوط الأمامية، أو مسرح العمليات.
وقال: "إن توسيع مدرجات حميميم لم يأت خارج سياق الرؤية الروسية لمهام تلك القواعد، ومن الواضح أن روسيا تريد من حميميم أن تكون بمثابة قاعدة استراتيجية لها تمتد عبرها أذرع النفوذ في الشرق الأوسط وحوض المتوسط، والأمر ذاته بالنسبة للقاعدة البحرية في طرطوس التي يحق لغواصات وسفن نووية دخولها بموجب الاتفاق مع النظام السوري".
بقاء طويل
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أحمد حمادة، إن توسعة حميميم ومدارجها حتى تصلح لاستخدام طائرات جديدة ضخمة، يؤكد أن بقاء روسيا في القاعدة سيكون طويلا.
وأوضح لـ"عربي21"، أن هبوط الطائرات الروسية الحديثة يتطلب مدارج طويلة، وهذا يعني استيلاء الروس على مزيد من المساحات واقتطاعها من الشعب السوري.
وبسؤاله عن وجود رابط بين توسعة حميميم واحتمالية التصعيد، أجاب عليوي: "كل الجيوش تعمل وكأن الحرب ستقع غدا، ويعني ذلك أن هذه التحركات غير مرتبطة بمعارك عسكرية في شمال غرب سوريا، لأن إدلب لا تحتاج إلى كل هذا الكم من الطائرات والقاذفات العملاقة".
وقال: "على ذلك، نستطيع القول إن روسيا تقوي نفوذها في المنطقة، لتثبت للعالم أنها موجودة بقوة في البحر المتوسط، وحتى ترسل رسائل للإدارة الأمريكية الجديدة، التي كان من وعود رئيسها جو بايدن الانتخابية، تقويض النفوذ الروسي"، وفق حمادة.
اقرأ أيضا: تقرير عن اجتماع لنظام الأسد والاحتلال بحميميم.. ودمشق تنفي
وتقع قاعدة حميميم بين محافظة اللاذقية ومدينة جبلة، وفي عام 2016، قررت روسيا توسعتها بعد أن كانت معدة لاستقبال الطائرات المروحية، وذلك بعد أن وقعت اتفاقا مع النظام السوري في آب/ أغسطس 2015، حصلت فيه على حق استخدام هذه القاعدة دون مقابل، ولأجل غير مسمى.
وتحتوي القاعدة على تشكيلة واسعة من طرازات الطائرات الروسية العسكرية، إلى جانب منظومات للدفاع الجوي، وأخرى للاتصالات والتجسس والاستطلاع.