صحافة إسرائيلية

تخوف إسرائيلي من اتهام الجيش بارتكاب جرائم في الحرب القادمة

انتقادات عديدة وجهت للجيش الإسرائيلي بسبب استخدامه الجرافات في القتال- جيتي
انتقادات عديدة وجهت للجيش الإسرائيلي بسبب استخدامه الجرافات في القتال- جيتي

قال خبير عسكري إسرائيلي إن الخطاب الأخير لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي حمل رسائل رادعة إلى حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وكأنه أصدر البطاقة الحمراء حتى قبل الشروع في المواجهة العسكرية القادمة.

 

ولفت رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الخطاب يعني تهديدا للمدنيين في كلا المنطقتين، ولذلك أثار خطابه ضجيجا واضطرابا إعلاميا.

 

وأضاف أن "كوخافي بعد الضجة التي أثارها سارع إلى توضيح أن الجيش لن ينتهك قواعد القانون الدولي خلال المعارك، وسيمنح المدنيين إنذارا مبكرا وفترة راحة للمغادرة قبل تفعيل الضربات النارية القاتلة التي أعدها، خشية تقديم قادته للمحاكمة الدولية، لكن من المعقول أن نقدر أن ما أدلى به كوخافي جزء من التحضير للحملة العسكرية المقبلة".

 

وأوضح الكاتب الذي غطى الحروب العربية الإسرائيلية، أن "إسرائيل تعيش تهديدا فريدا من نوعه من قبل المنظمات المعادية، وجبهتها الداخلية تواجه عشرات آلاف الصواريخ الثقيلة: سبعة آلاف من لبنان، وعشرين ألفا من غزة.. علاوة على ذلك، فإن مثل هذا التهديد، الذي قد يسفر عن خسائر كثيرة ودمار رهيب، يمكن أن يتجسد في أي لحظة نتيجة للتصعيد أو التدهور الذي لا يريده أحد".

 

وأشار إلى أن "مواجهة هذا التهديد الذي يواجه إسرائيل اليوم يعيد لأذهانها القتال بمخيم جنين في الانتفاضة الثانية، أثناء تنفيذ عملية السور الواقي بالضفة الغربية، واعتراض المدنيين أمامها، لكن إسرائيل اضطرت أن تواجه القضاء الدولي برئاسة ريتشارد غولدستون بعد حرب غزة 2008-2009، وعقب قصف قرية قانا في حرب لبنان الثانية 2006، ما تسبب في أضرار سياسية وضعت صعوبات أمامها في أوساط الرأي العام الدولي".


وأكد أن "انتقادات عديدة وجهت للجيش الإسرائيلي بسبب استخدامه الجرافات في القتال، وتوقفت شركة كاتربيلر الأمريكية عن بيعه جرافات D-9، ورفضت شركة تصنيع سيارات بريطانية بيع سيارات الدفع الرباعي للجيش، فيما طالب رؤساء أمريكيون ودودون لإسرائيل مثل رونالد ريغان وجورج بوش الأب الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار في خضم القتال بسبب موجة معادية في وسائل الإعلام الدولية في تلك الأيام".


وأشار إلى أن "الحاجة لشرعية داخلية ودولية للنشاط العسكري ليست مقصورة على إسرائيل، وأصبحت "معركة الشرعية" مكونًا مهمًا في كل قتال، وتكرس الجيوش وسائل وجهود الدبلوماسية العامة لتحقيق الشرعية، والحفاظ عليها، لكن كوخافي يحاول تغيير هذا الوضع بشكل جذري، على الأقل في ما يتعلق بالشرعية الفريدة التي يحتاجها الجيش للعمل ضد الصواريخ في المناطق الحضرية في لبنان وقطاع غزة". 


التعليقات (0)

خبر عاجل