قضايا وآراء

رحيل شيلدون وترامب ومصير نتنياهو

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

أعلن يوم أول أمس الثلاثاء 12 كانون الثاني (يناير) الحالي وفاة الملياردير الصهيوني الأمريكي شيلدون أديلسون الذي عرف إلى جانب دعمه لحملة ترامب الانتخابية؛ بسخائه الكبير في دعم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال أذرعه المالية والإعلامية والتي من أبرزها صحيفة "إسرائيل هيوم". 

شيلدون رافق نتنياهو في رحلة صعوده إلى سدة الحكم منذ العام 1996 إلى لحظة تمريره لقانون يهودية الدولة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ فشيلدون أحد عرابي اليمين الإسرائيلي وداعمي خطط الاستيطان والضم في الضفة الغربية فضلا عن كونه الراعي الرسمي والممول الكبير لنتنياهو وزوجته سارة؛ فهل يتبعه نتنياهو في رحلة سقوطه وغيابه؟

رحيل شيلدون في هذا التوقيت الحساس نذير شؤم على نتنياهو؛ إذ تزامن مع النهاية الصاخبة لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ومجيء وريث أوباما للحكم جو بايدن؛ منذرا بمصير مماثل لنتنياهو. 

غياب ترامب وشيلدون اقترن ولسوء حظ نتنياهو باقتراب موعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي الرابعة خلال عامين في آذار (مارس) المقبل؛ غياب امتزج بواقع تفكك التحالفات واختلاط الأوراق داخل الساحة السياسية ومن ضمنها حزب الليكود الذي فقد تماسكه وانشق عنه أبرز قياداته (جدعون ساعر) ليشكل حزب أمل جديد فاتحا الباب لمزيد التفكك والضعف في الائتلافات الحاكمة وفاتحا الباب لمزيد من العزلة لنتنياهو داخليا وإقليميا ودوليا. 

نتنياهو الذي خاض انتخابات 2020 بشعارات كان أبرز عناوينها قانون يهودية الدولة ونقل السفارة الأمريكية وضم الجولان والإعلان عن قرب ضم غور الأردن لسيادة الكيان الإسرائيلي؛ عاد هذا العام متسلحا باتفاقات التطبيع (إبراهام) مع المنامة وأبوظبي والرباط والخرطوم على أمل أن يحظى بقبول الإدارة الأمريكية الجديدة وبدعم وتمويل المطبعين العرب.

 

نتنياهو يخوض معاركة على كل الجبهات ويخترق كل المحاذير ويقفز على كل الحواجز فبعد أن كان معارضا لتصويت العرب في انتخابات الكنيست بات متحمسا لمشاركتهم بشرط ألا يكون التصويت لصالح القائمة المشتركة؛

 



انقلب نتنياهو وبزاوية 180 درجة نحو عرب فلسطين المحتلة عام 48؛ إذ أطلق حملته بزيارة عدد من المدن والقرى الفلسطينية كان آخرها مدينة الناصرة يوم أمس الأربعاء 13 كانون الثاني (يناير) الجاري؛ فهواجس نتنياهو ومخاوفه من انقلاب حلفائه في اليمين ونجاح القائمة العربية المشتركة في حصد ذات عدد المقاعد التي حققتها في انتخابات 2020 فاقم هواجسه وضاعف من مخاوفة باستحالة تشكيل الائتلاف المناسب لقياددة الحكومة القادمة. 

لم يعد مستغربا أن يستعين نتنياهو بالمطبعين وبخطاب الانفتاح على بعض دول الخليج والمغرب العربي لدعم إعادة انتخاب حزبه؛ وليس مستغربا أن ينقلب على مبادئه باللجوء لأصوات العرب في الناصرة التي استقبلته خلافا لارادة رئيس بلديتها (علي سلام) بالاحتجاجات والأعلام الفلسطينية؛ فنتنياهو يخوض معاركة على كل الجبهات ويخترق كل المحاذير ويقفز على كل الحواجز فبعد أن كان معارضا لتصويت العرب في انتخابات الكنيست بات متحمسا لمشاركتهم بشرط ألا يكون التصويت لصالح القائمة المشتركة؛ ونتنياهو الداعم لقانون القومية اليهودية العنصري بات متحمسا لدعم القرى والمواطنين الفلسطينيين العرب بالإعلان عن خطط لمكافحة الجريمة وأخرى للتنمية وبتمويل من الدول المطبعة هذه المرة وليس من شيلدون على أمل تشتيت الصوت العربي وإضعافه. 

توازن نتنياهو اختل إلى حد كبير في هذه الانتخابات افتقد حلفاءه وعلى رأسهم ترامب الذي انضم إليه شيلدون ولكن بالرحيل من عالم الأحياء إلى عالم الأموات؛ فوفاة شيلدون مفاجأة تفقد اليمين عرابه وموحده وتربك خطط الاستيطان والاقتحامات للمسجد الأقصى بغياب الممول والراعي المخلص لنتنياهو ومشاريعه السياسية وتزيد من اعتماده خلال الأشهر المقبلة على المطبعين لتفكيك التحالفات الداخلية والكتل العربية. 

ختاما: القلق والخوف يعتري نتنياهو من نتائج الانتخابات القادمة؛ واليأس يدفعه إلى الناخب العربي الذي حاربه بقانون يهودية الدولة على أمل تفكيك الصوت العربي وتشتيته بالاستعانة بالحلفاء العرب المطبيعن؛ فإما أن يشكل الحكومة أو ينضم إلى ترامب الصاخب في معركته؛ أو ينتقل وزوجته سارة إلى السجن بهدوء وبدون صخب في حال خسارته؛ مصير يخشاه نتنياهو ويحاول تجنبه من جديد. 

hazem ayyad 
@hma36 

التعليقات (0)