صحافة دولية

WP: بايدن يختار مديرا لـ"CIA" من خارج عالم التجسس

على مدى سنوات طور بيرنز (يجيد العربية والروسية) علاقات مع الدول التي تعتبر من الشركاء الرئيسيين لـ"سي آي إيه"- جيتي
على مدى سنوات طور بيرنز (يجيد العربية والروسية) علاقات مع الدول التي تعتبر من الشركاء الرئيسيين لـ"سي آي إيه"- جيتي

قال ديفيد إغناطيوس في صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس المنتخب جوزيف بايدن اختار ويليام جي بيرنز، الدبلوماسي السابق ليتولى منصب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) خلفا للمديرة الحالية جينا هاسبل.

وقال إن بيرنز خدم في الإدارات الجمهورية والديمقراطية ونال احتراما في داخل أمريكا وخارجها حيث سيتولى وكالة تعرضت للضربات السيئة من الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف أن تسمية بيرنز من الإدارة المقبلة هو آخر القرارات الشخصية ويظهر الكفاءات التي تطبع فريق بايدن الموكلة إليه مهمة السياسة الخارجية.

فبيرنز هو لاعب من الداخل؛ ذكي ومتحفظ ويحب العمل الجماعي موال للمسؤولين عنه وحتى عندما يكونون مخطئين كما اعترف في مذكراته عام 2019.

ومع أنه رجل دبلوماسي بالممارسة وليس جاسوسا لكنه مثال كلاسيكي عن "الرجل الرمادي" مثل الرجال الذين يعيشون في عالم الاستخبارات. وعادة ما لعب دور المبعوث السري وهو عنوان مذكراته "القناة السوداء" والذي يشير في جزء منه إلى دوره في الوساطة السرية في المحادثات الأولية مع إيران والتي قادت إلى الاتفاقية النووية عام 2015.

ويعتقد إغناطيوس أن بيرنز يعتبر خيارا مناسبا لوكالة تعمل من خلال الثقة الشخصية. وكما كتب قبل عامين تقريبا عندما قدم مراجعة لمذكراته، فبيرنز "يعتبر وبشكل واسع أحسن مسؤول في الخدمات الخارجية في جيله"، وقائمة المشرفين عليه في السلك الدبلوماسي تضم جيمس بيكر الذي عمل وزيرا لخارجية جورج هيربرت بوش في السنوات الأخيرة للحرب الباردة.

ويقول إغناطيوس إن اختيار بيرنز سيخيب آمال الذين كانوا يتوقعون مسؤولا للوكالة من المخابرات ليحل محل هاسبل.

وحظي مايكل موريل، المحلل في "سي آي إيه" والقائم بأعمالها سابقا بشعبية بين مدراء الوكالة السابقين الذين قالوا إنه يعرف عيوب الوكالة بطريقة تجعله قادرا على إعادة تشكيلها حسب احتياجات القرن الحادي والعشرين. لكن بايدن مال في النهاية لبيرنز، كشخص من الخارج ولديه القدرة على تقديم رأي مستقل بشأن إدارتها.

ويقال إن بايدن عرض المنصب أولا على توماس إي دونيلون، مستشار الأمن القومي السابق في عهد باراك أوباما وصديق بايدن. وفكر بعد ذلك بتعيين ديفيد كوهين، المسؤول السابق في الخزانة وعمل لعامين في "سي آي إيه" أثناء إدارة أوباما. ولكن ما يعطي بايدن الراحة هو أن بيرنز يعتبر مرشحا غير حزبي وعمل في مهام صعبة وأماكن قاسية في روسيا والشرق الأوسط.

وعلى مدى سنوات طور بيرنز علاقات مع الدول التي تعتبر من الشركاء الرئيسيين لـ"سي آي إيه".

 

وستكون مهمته الأصعب هي مواجهة الثقافة الملتوية والشللية التي تحاول إحباط التغيير. وتعلم العملاء في المخابرات على مدى السنين وبذكاء كيفية دفع مدراء الوكالة لخدمة أولوياتهم. وعلى بيرنز التغلب على هذا والتشجيع على التغيير داخل وكالة اهتزت أساساتها بالتكنولوجيا الجديدة.

وحاولت الوكالة حماية نفسها في عهد ترامب، وتعلّم العاملون فيها كيفية الالتزام بمهامهم وجمع المعلومات الأمنية حتى بعد تحويل ترامب الوكالة إلى هدف يضربه حينما يريد.

ونظر لأول مدير مخابرات للوكالة في عهد ترامب وهو مايك بومبيو على أنه ذكي وقاس ولكنه عصبي ومتلون في نفس الوقت. واستطاعت هاسبل التعامل كنائبة لبومبيو ببراعة معه وحلت محله عندما تركها وذهب لوزارة الخارجية. وابتعدت عن الأضواء ورفصت المقابلات الصحفية وتجنبت الصدام مع ترامب ذي المزاج المتفجر كالبركان.

ورأى رؤساء المخابرات الخارجية في فترة هاسبل دليلا على أن الولايات المتحدة لا تزال شريكا يوثق به في مجال التبادل الاستخباراتي، رغم ما حاوله ترامب من التلاعب والتحايل.

وتمسكت هاسبل بموقفها عندما اقتضى الأمر. فعندما قتل الصحفي جمال خاشقجي، أخبرت الكونغرس أن وكالتها توصلت بدرجة عالية من الثقة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤول عن الجريمة، مع أن الزعيم السعودي كان المفضل لدى ترامب.

وقبل أسابيع من انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر هددت بالاستقالة لو قام ترامب ومدير الاستخبارات القومية جون راتكليف بنشر معلومات سرية حساسة حول أساس التحقيق في التدخل الروسي واعتقدت أن نشرها سيضر بالأمن القومي.

وسيرث بيرنز مهمة "قول الحقيقة للسلطة" حيث يتم وصف مهمة "سي آي إيه". ويظهر سجله أنه ناقد مدرك للقرارات المتعلقة بالسياسة لكنه يتكيف مع من يعتقد أنهم على خطأ. وحذر في أحاديثه الخاصة عن "المقترحات الوردية المتهورة" التي قام عليها قرار جورج دبليو بوش لغزو العراق عام 2003 ولكنه سأل في مذكراته "لماذا لم أقاتل من موقعي أو أستقيل؟".

ومنذ تركه الخارجية الأمريكية عام 2014، عمل مديرا لوقفية كارنيغي للسلام العالمي، وهو يتحدث العربية والروسية بطلاقة، ولكن تجربته قليلة فيما ينظر إليها التحدي المقبل لـ"سي آي إيه" وهي الصين التي تمثل تحديا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا للولايات المتحدة.

وعلى بيرنز التركيز على التغيرات التكنولوجية التي تدعم الاستخبارات وتهدد قدرة "سي آي إيه" على العمل في عالم يترك فيه أي تحرك آثارا رقمية أو للحمض النووي (دي أن إي). وحتى ينجح في "سي آي إيه" على بيرنز أن يتخلى عن الدبلوماسية، وستكون هذه غريزته الطبيعية. وتقتضي وظيفته أن يخبر مرؤوسيه أشياء لا يحبون سماعها.

3
التعليقات (3)
فريد
الجمعة، 15-01-2021 09:52 ص
من المفروض أن يبعد هؤلاء من طرف شعوبهم ، ولكن الانسان في هذه الدول مازال في غرفة الانعاش .
سعيد
الجمعة، 15-01-2021 09:38 ص
الجواب : أيام هؤلاء الثلاثة ستكون ضعبة للغاية في عهد ويليام جي بيرنز والسبب أنه يعرف أن هؤلاء لا علاقة لهم بشعوبهم ولا بالسياسة ومن المستحسن ابعادهم من مناضبهم .
رابح بوكريش
الجمعة، 15-01-2021 08:30 ص
لا شك أن الحكام العرب هم أقل تأثرا بهذا الموضوع ، و لا غرابة في ذلك حيث أن اجهزة المخابرات الأمريكية تعرف كل شيء عنهم !!! واكثر من هذا فهي تتجسس على شبكات الهواتف المحمولة عبر الوطن العربي الهدف منه طبع هو المحافظة على النظام القائم !!! . إن أغلبية الحكام العرب كما هو معلوم يستمدون قوتهم من الغرب وبالذات أمريكا ولهذا فإنهم تعودوا الاقتناع بهذه الحقيقة بحيث صاروا يخضعون دائما لأوامر أمريكا . وهكذا فإن الحكام العرب دفعهم العمى إلى درجة الادعاء بأن ذلك يدخل في إطار المصلحة العليا لبلدانهم !!! وقد حاول بعض الحكام الخروج من هذا الواقع فوقعوا في مأزق حقيقي !. زيادة عن ذلك أن أغلب الدول العربية ضعيفة من حيث الصناعة والبحث العلمي والنووي وهذا معناه أن امريكا ليست بحاجة الى التجسس عليها . ومن الجائز أن تتجسس على بعض البلدان العربية التي تدعم الإرهاب !! . نستنج مما سبق أن أغلب الحكام العرب لا يمكنهم الاستمرار في الحكم بدون موافقة المخابرات الأمريكية تماما كما تتوقف حياة الرضيع على ثديي أمه.والسؤال الافتراضي هنا هو :ما مصير ديكتاتور ترامب المفضل ومحمد بن سلمان و بن زايد في عهد جون بايدن ؟