هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصلت على مدار عام 2020، اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية المدججة بالسلاح، ما حول المسجد إلى ثكنة عسكرية، وساحة للمواجهة بين المصلين ودائرة الأوقاف من جهة وبين المقتحمين وقوات الاحتلال.
وأوضح الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، أن "أعداد المتطرفين اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى خلال عام 2020 بلغ 18526 متطرفا، وذلك تحت حماية الشرطة وقواتها الخاصة المدججة بالسلاح، مما حول المسجد إلى ثكنة عسكرية".
وأكد في بيان صحفي اطلعت عليه "عربي21"، أن "المؤشرات والمعطيات كافة، تدل على تصاعد في وتيرة الانتهاكات بحق المسجد الأقصى وفي محيطه خلال هذا العام، رغم جائحة كورونا".
ونبه الخطي إلى أن هناك "سلسلة متواصلة من التجاوزات غير المسبوقة، التي تشكل في حد ذاتها مساسا بالوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى؛ كمسجد إسلامي للمسلمين وحدهم، تحت وصاية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولايته ورعايته".
ونوه بأن "إجراءات الشرطة كافة بحق موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد الأقصى؛ من ضرب واعتقال وإبعاد، وتعطيل المشاريع الحيوية للأوقاف الإسلامية، هي دليل آخر على نوايا الشرطة المبيتة في استهداف نشاط دائرة الأوقاف الإسلامية وتقويضه".
وأعرب مدير عام دائرة الأوقاف عن أمله أن يكون 2021، هو "عام خير على المسجد الأقصى المبارك وعلى العالم كافة، بانتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة العامة لطبيعتها".
وفي تقدير موقف بعنوان "القدس في 2020: العام الثالث لمشروع التصفية"، أكدت مؤسسة القدس الدولية، أن "القدس منذ ثلاث سنوات تعيش محاولة لتصفية هويتها باعتبارها مركزا لحرب الهوية، وهي تصفية مدفوعة بتمحور المشروع الصهيوني حول الهوية، وبالتبني الأمريكي غير المسبوق، وبالفراغ العربي، بينما تقف القوة الشعبية في مواجهة ذلك كله لتفرض تراجعات على الصهاينة في الخان الأحمر وباب الرحمة، ولتتجلى بحراكٍ واعد لم يكتمل في الفجر العظيم".
وأوضح التقدير الذي وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن هناك "خمسة اتجاهات مركزية استجدّت خلال 2020، هي؛ توظيف وباء كورونا لضرب الإرادة الشعبية، الأزمة الانتخابية الأمريكية، تجدد الأزمة السياسية الصهيونية، التحالف العربي مع الصهاينة، المصالحة الفلسطينية التكتيكية التي كرست عجز الفصائل إلى جانب السلطة الفلسطينية".
وذكرت المؤسسة، أنه "في محصلة ذلك، بات الأقصى اليوم مركزا لحرب التصفية ضد القضية الفلسطينية، وهذا يحمل في طياته فرصا أكثر مما يشكل من تحديات، يمكن ترجمتها لنتائج من خلال أربعة مسارات أساسية للفعل".
وعن هذه المسارات، بين التقدير أنها تتعلق بـ"تبني الفعل الشعبي والتحضير لاستعادته في صيف 2021 مع انجلاء وباء كورونا، وتركيز التغطية الإعلامية بما يمنع التمرير السهل لأي عدوان ويحضّر لدعم أي تحرك شعبي، إضافة إلى تمتين الوعي الإسلامي بموقف رافض لاقتحام الأقصى على أساس "اتفاق أبراهام" (اتفاقيات التطبيع بين الاحتلال والدول العربية) مهما كانت طريقة الاقتحام، وتعزيز حالة الدعم والإسناد للمقدسيين لاستعادة ثقتهم، التي بدأت تتبدد في حاضنتهم الخارجية".