صحافة إسرائيلية

لماذا يسعى الاحتلال لرفع مكانة المغرب والسعودية بالأقصى؟

ذكر الكاتب الإسرائيلي أن الاحتلال يسعى إلى تجريد الأردن من السيادة على الأقصى- الأناضول
ذكر الكاتب الإسرائيلي أن الاحتلال يسعى إلى تجريد الأردن من السيادة على الأقصى- الأناضول

كشف كاتب إسرائيلي، عن سعي حكومة الاحتلال من خلال التطبيع إلى تحسين مكانة المغرب والسعودية في المسجد الأقصى المبارك. 

وأوضح الكاتب نداف شرغاي في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن هذه المساعي تأتي لتعزيز موقف الاحتلال في مواجهة الأردن صاحب السيادة على المسجد الأقصى.

 

وأوضح أن "التطبيع والعلاقات مع إسرائيل بالنسبة للمغرب، ليست فقط إعادة عناق مع سليلي المغرب في إسرائيل، بل لتحسين مكانتها في المسجد الأقصى".

 

ونوه أن المغرب يهتم منذ سنوات بما يجري في المسجد الأقصى، وحول الأموال لترميم المنازل في ومناطق في منطقة الحائط الغربي، وفي 2018، قام وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، بزيارة الحرم. 

وأكد شرغاي، أن الوزير بوريطة "هو الجهة المركزية في وضع التفاهمات والاتفاقات مع إسرائيل الآن"، منوها أن "منظومة القوى وخريطة اللاعبين في الحرم، ستجتاز تغييرا في الفترة القريبة القادمة". 

واعتبر أن "التقرب الإسرائيلي من السعودية إلى جانب التطبيع مع المغرب حليف السعودية، يخلقان محورا إسلاميا جديدا في الحرم القدسي". 

 

وأشار الكاتب إلى أن "الأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، واعٍ بما يجري وقلق أكثر من أي وقت مضى، ومكانة الوصاية له في الحرم وإن كان منصوصا عليها في اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1994، وفي تفاهمات عديدة؛ رسمية وغير رسمية، إلا أنه منذ أن انطلقت إلى الدرب "خطة القرن" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ارتفعت المنافسة على الصدارة الإسلامية في الحرم درجة". 

وقال: "الوصاية بالنسبة للأردنيين على الأقصى، ليست فقط إرثا وتقليدا دينيا وتاريخيا، بل مرسى وأساس مركزي يعزز حكمهم، ويمنحهم الشرعية في مواجهة المحافل الإسلامية في الأردن، وضعف الأردن في الحرم، كما يخشى، سيضعف الاستقرار في المملكة، لدرجة تعريض وجودها للخطر". 

 

ونوه شرغاي، أن "المغرب سينضم في المستقبل القريب إلى لعبة القوى في الحرم، فلجنة القدس برئاسة الملك الحسن الثاني، قضت منذ سنوات طويلة بأن المكانة التي يتمتع بها الأردن في الحرم مؤقتة، وكرد على ذلك، ترك المندوب الأردني في حينه مداولات اللجنة وعاد لعمان، وأيدتا مصر والسعودية موقف المغرب في حينه". 

وذكر أن "إسرائيل واعية بالحساسية الإسلامية العامة حيال مكانة الصدارة التي منحتها إسرائيل للأردن في الحرم"، كاشفا أن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إسحاق رابين، نقل للملك الأردني في حينه الحسين، "عرضا إسرائيليا لإقامة مديرية دينية متعددة القوميات في شأن الأقصى، يكون فيها معا ممثلون من الأردن، السعودية، المغرب والفلسطينيون". 

وتابع: "وعرض أن تكون المديرية هي التي تدير الحكم الذاتي الإداري - الديني الذي يتمتع به المسلمون في الحرم، ووافق الحسين على المبدأ، على أن تعطى للأردن أفضلية في إطار هذه المديرية"، بحسب الكاتب الإسرائيلي. 

 

وفي هذه الأثناء، "جاء إلى الحرم لاعب جديد؛ المغرب والسعودية اللتان تنسقان فيما بينهما، ستحاولان تصعيب الأمر على الأردن في كل ما يتعلق بحفظ مكانته في الحرم، ومن ثم ستتحديان تل أبيب وواشنطن في هذا الموضوع الحساس". 

وأشار شرغاي، إلى أن "فكرة المديرية متعددة الأديان ليست غريبة على رئيس الحكومة نتنياهو ورجاله، وهي كفيلة بأن تشكل قاعدة للمحادثات التي ستدار في المستقبل في هذه المسألة". 

التعليقات (0)