صحافة دولية

صاندي تايمز: معارضون بإيران كانوا يأملون فوز ترامب بفترة ثانية

رغم العقوبات ومنع البلاد من بيع النفط واستيراد المواد الأساسية كالدواء، إلا أن الخبراء يشككون في فكرة حدوث انهيار بإيران- جيتي
رغم العقوبات ومنع البلاد من بيع النفط واستيراد المواد الأساسية كالدواء، إلا أن الخبراء يشككون في فكرة حدوث انهيار بإيران- جيتي

نشرت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية تقريرا، سلطت فيه الضوء على تعليق معارضين في إيران آمالا على فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفترة ثانية، رغم ما تسبب به من تدهور لاقتصاد بلادهم طوال السنوات الماضية.

 

وبحسب تقرير الصحيفة، الذي ترجمته "عربي21"، فإن معارضين للنظام في طهران يعتبرون أن الضغط الخارجي "هو الأمل الوحيد المتوفر لهم لكسر السلطة" القائمة.

 

وقالت معدة التقرير، لويز كالاغان، إنها قضت أسابيع هذا الربيع في إيران، وتحدثت مع شرائح مختلفة، حيث لمست إحباطا عاما، سواء من قبل المعارضين أو المؤيدين؛ جراء ما يتعرضون له من ضغوط اقتصادية خانقة.

 

لكن اللوم كان يلقى تارة على الأمريكيين، وأخرى على المتشددين في البلاد، وثالثة على الإصلاحيين الذين يمثلهم الرئيس حسن روحاني.


وبالنسبة لمعارضين، فقد كانت إدارة ترامب "هي الإدارة الوحيدة التي فرقت بين إيران فيما يتعلق بشعبها وتاريخها وجغرافيتها وبين الجمهورية الإسلامية كحكومة.. ومن وجهة النظر هذه، لم تعد الجمهورية الإسلامية عصية على التغير، ويمكن تغييرها".


ويقارن المعارض "مهدي أشرفي" ترامب بدونالد ريغان، الذي صعد الحرب الباردة وسباق التسلح مع الاتحاد السوفييتي، ووصفها بـ"إمبراطورية الشر".

 

ورغم أنه تعرض لانتقادات، واتهم بأنه داعية للحرب، لكن ثبتت رؤيته عندما انهار الاتحاد السوفييتي، بحسب زعم "أشرفي".

 

وقالت الصحفية التي تعيش في طهران، أناهيتا، إنها دهشت عندما كتبت مقالا عن الانتخابات الأمريكية، وتلقت تعليقات مؤيدة لترامب.

 

وأضافت: "ما تلقيته من تعليقات يعطي صورة أن الناس كانوا يحبذون فوز ترامب، وهو ما صدمني.. أعرف أن الكثير من الناس يعتقدون أن هذا ليس جيدا لنا؛ لأن بايدن سيتحدث مع الحكومة، وكل شيء يعود لما كان عليه، وتنجو الجمهورية الإسلامية".

 

لكنها استدركت بالقول: "أعتقد أن في هذه السنوات منذ خروج ترامب في عام 2018 من الاتفاقية النووية، فمن عانى كثيرا ليست الحكومة، وكان أمرا صعبا علينا".

 

اقرأ أيضا: أزمة إيران مع الغرب تدخل مرحلة جديدة.. هذه أولى ملامحها


ووعد بايدن بالعودة إلى الاتفاقية النووية، والبدء بمفاوضات لو التزمت إيران بواجباتها منها لكن أشرس المعارضين يرون أن ذلك سيمنح عمرا جددا للنظام.

 

ويوضح التقرير أنه ورغم ما تسببت به العقوبات المستمرة على النظام، ومنع البلاد من بيع النفط واستيراد المواد الأساسية كالدواء، إلا أن الخبراء يشككون في فكرة انهيار في إيران، حتى لو بقي ترامب في الحكم.

 

ويقول اسفنديار باتمنغيلدج، مؤسس "بورز أند بازار" للأبحاث: "لو فاز ترامب لزاد التضخم وساء، وكان هذا التوجه طوال العام، وتفاقم بسبب كوفيد-19، وربما قاد إلى حالة عدم استقرار سياسي واضطرابات بسبب الوضع الذي دفع فيه الإيرانيون لحافة الفقر. وربما قاد إلى نزع الشرعية عن الحكومة ومشاركة متدنية في الانتخابات، وهذا أمر مختلف عن انهيار النظام".

 

وبحسب الصحيفة، فإنه ورغم تزايد نسبة الأشخاص الذين يقدمون نفسهم كعلمانيين، إلا أن الغالبية منهم تعتمد على الحكومة في الوظائف وتوفير الاحتياجات الأساسية.

 

ويقول باتمنغيلدج: "هناك نوع من التبعية المضنة، التي تعني أن تخيل انهيار الحكومة هو وضع محفوف بالمخاطر للكثير من البيوت في إيران.. سيكون وضعا خارقا للعادة، ويعني زيادة في المتاعب لملايين الإيرانيين، حتى لو اعتقدوا أنها مرحلة ضرورية".

 

وبدورها، لفتت إيلي جيرمانية من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أن إدارة ترامب "أرادت خلق موجة من الاحتجاجات لا تستطيع إيران التعامل معها.. شاهدنا احتجاجات كبيرة، لكنها تلاشت، خاصة وسط كوفيد".

 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، بحسب جيرمانية، فقد "كان من الواضح أن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة لسحق التظاهرات. ولم يكن هذا كافيا للحفاظ على زخم التظاهرات لمدة أطول بسبب غياب القيادة في داخل أو خارج البلاد".

 

وأضافت أن الكثير من الإيرانيين يفتقدون للبديل الحقيقي عن قادتهم الحاليين، "هناك الكثير من الإحباط من القيادة السياسية، لكن الكثير من الناس يركزون انتباههم على توفير معايشهم اليومية.. ولا يوجد مثال ينظرون إليه على أنه مثال لنجاح تغيير النظام".

التعليقات (0)

خبر عاجل