حقوق وحريات

الأوضاع الاقتصادية المتردية تعصف باللاجئين السوريين بلبنان

مع مجيئ الشتاء تزداد الأوضاع المعيشية قسوة على السوريين بلبنان- أرشيفية
مع مجيئ الشتاء تزداد الأوضاع المعيشية قسوة على السوريين بلبنان- أرشيفية

زادت الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعصف بلبنان من معاناة اللاجئين السوريين، ووضعتهم في مواجهة مباشرة مع ظروف معقدة، بسبب فصل الشتاء، وانقطاع المساعدات الأممية.

وحسب تقديرات شبه رسمية، يعيش نحو 90 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان، البالغ عددهم نحو مليون ونصف مليون لاجئ، تحت خط الفقر، ويعتمدون بشكل أساسي على المساعدات التي تقدمها "مفوضية اللاجئين" والمنظمات المحلية.

وقال الصحفي السوري أحمد القصير، المقيم في لبنان، إن الوضع الاقتصادي المتدهور أثر على اللبنانيين بشكل كبير، وكذلك على اللاجئين الذين كانوا أساسا يعانون من وضع اقتصادي صعب.

وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن اللاجئين السوريين عرضة للجوع؛ نتيجة صعوبة العثور على فرصة عمل، علما بأن الشريحة الأكبر منهم يعملون في مجال الأعمال اليدوية اليومية، مشيرا إلى عدم سماح السلطات اللبنانية للسوريين بالعمل في كل المهن.

وتابع القصير، بأن اللاجئ الذي يجد اليوم عملا في لبنان يتقاضى أجرا يوميا لا يتجاوز الـ20 ألف ليرة لبنانية (8300 ليرة لبنانية لكل دولار)، وهذا المبلغ لا يسد أدنى احتياجات الأسرة في ظل الغلاء والتضخم السائد في السوق اللبنانية.

 

اقرأ أيضا: جنبلاط يكشف تجنيس عائلات مقربين من نظام الأسد (أسماء)

 

وحول الحلول، قال الصحفي: "بكل أسف، لا يوجد حلول، والأزمة متجهة للتفاقم، في ظل تخفيض الدعم المالي المقدم لـ"مفوضية اللاجئين" والمنظمات"، لافتا إلى عدم قدرة الجمعيات المحلية على مد يد العون لهذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين في لبنان.

ومضى بقوله: "لا حلول تلوح بالأفق، فالبلد ما زالت دون حكومة، والعقوبات تتجدد".

التمويل المشروط

رئيس مركز "وصول" لحقوق الإنسان، المركز المراقب عن كثب لأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، محمد حسن، قال لـ"عربي21": إن "الحل لتحسين أوضاع اللاجئين في لبنان، وضع لبنان لسياسة واضحة بآلية تدخل وزاراتها المعنية، التي حصلت مسبقا على دعم دولي لإنقاذ اللاجئين، وتسهيل عمل منظمات المجتمع المدني العاملة مع اللاجئين في الميدان وعدم التضييق عليهم".

وأضاف أن "المسؤولية تقع كذلك على مفوضية اللاجئين وتقاعسها بوضع سياسة لإنقاذ اللاجئين قبل فوات الأول كما كل عام".

ودعا حسن إلى الضغط على المجتمع الدولي؛ من أجل تنفيذ فرص تمويل مشروطة بحماية اللاجئين، وتأمين أبسط متطلباتهم الأساسية، لا سيما في الشتاء القارص الذي يمر على مخيمات اللاجئين، معتبرا أن "على الأمم المتحدة الاعتراف بفشل دور المفوضية في لبنان".

في السياق، أكدت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، ميراي جيرار، أن وضع اللاجئين في لبنان يتدهور باستمرار منذ عامي 2013 و2014، مع تأثرهم بالاضطرابات، ونفاد مدخراتهم التي جلبوها معهم، وأضافت قبل أيام أن كل اللاجئين تقريبا أصبحوا تحت خط الفقر الآن، قائلة: "هذا وضع مأساوي، إنه خطير جدا".

وتابعت جيرار: "الناس يشعرون بأن أبواب المستقبل موصدة أمامهم، ولا يرون نورا في نهاية النفق، الوضع في غاية الخطورة. في هذه اللحظة نحتاج إلى حشد جهود الجميع، من أجل دعم الناس الأكثر ضعفا قدر الإمكان".

يذكر أن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، وهو منظمة غير حكومية مقرها الرئيسي في مدينة جنيف، كان قد دعا السلطات اللبنانية إلى "حماية اللاجئين السوريين من العمليات الانتقامية"، وذلك على خلفية العمليات الانتقامية التي تعرض لها عدد من اللاجئين، بعد حادثة مقتل مواطن لبناني على يد سوري في بلدة بشرّي، الشهر الماضي.

التعليقات (0)