سياسة دولية

برلمان فرنسا بشقيه يعترف باستقلال قره باغ.. وغضب أذري

الجمعية الوطنية الفرنسية تتضمن النواب والشيوخ- جيتي
الجمعية الوطنية الفرنسية تتضمن النواب والشيوخ- جيتي

تبنت "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان والشيوخ)، بأغلبية كبيرة، أمس الخميس، قرارا مؤيدا للاعتراف باستقلال "قره باغ" عن أذربيجان، رغم الانتصار الأذري واستعادة غالبية مناطقها التي كانت تعدّها محتلة من أرمينيا.

 

ويأتي موقف الجمعية الوطنية الفرنسية، بعد موقف مماثل من مجلس الشيوخ، وكلاهما غير ملزمين للحكومة، التي عارضت ذلك "من أجل الحفاظ على دور فرنسا وسيطا" في الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا.

 

في المقابل، قالت مصادر أذربيجانية إنه سيتم استدعاء السفير الفرنسي في باكو إلى وزارة الخارجية، على خلفية اعتماد الجمعية الوطنية الفرنسية، لقرار يدعو حكومة البلاد إلى الاعتراف باستقلال قره باغ.

وذكرت الخدمة الصحفية بوزارة الخارجية الأذربيجانية: "سيتم استدعاء السفير الفرنسي لدى أذربيجان إلى وزارة الخارجية، على خلفية اعتماد الجمعية الوطنية الفرنسية لقرار متحيز وعديم الأساس. وخلال اللقاء سيعلن الجانب الأذربيجاني احتجاجه الحاسم للسفير".


وتم تبني القرار غير الملزم الذي قدمته مجموعة الجمهوريين في مجلس النواب بأغلبية 188 صوتا، مقابل ثلاثة أصوات وامتناع 16 عن التصويت. 

 

اقرأ أيضا: بعد الاحتجاج الأذري.. فرنسا: لن نعترف بـ"جمهورية قره باغ"

وقام النواب المؤيدون للأرمن، بتعبئة منذ فترة طويلة لمصلحة هذا النص الذي صوت ضده عضوان من مجموعة الصداقة الفرنسية الأذربيجانية، في الجمعية الوطنية.

 

ويدعو القرار بشكل خاص إلى "تنفيذ عملية السلام والاعتراف بناغورني قره باغ".

إلا أن لودريان الذي حضر الجلسة، أكد أنه "لا يشارك" البرلمانيين طلب الاعتراف هذا ، مؤكدا أن "أصدقاءنا الأرمن أنفسهم لا يطلبون ذلك". 

وشدد على أن مثل هذا القرار، "قد يعني استبعاد أنفسنا من الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك"، التي تضم باريس وموسكو وواشنطن، في البحث عن حل لهذا الصراع.

 

وقال: "سيشكل ذلك تخليا عن دورنا كوسيط "، مشيرا إلى أهمية مجموعة مينسك لحل النزاع، بينما تطالب تركيا، حليفة باكو، بصيغة جديدة للمفاوضات تكون طرفا فيها. 

وصوت مجلس الشيوخ الفرنسي أيضا في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على قرار يدعو إلى الاعتراف بناغورني قره باغ، ما أثار احتجاج أذربيجان وتركيا. 

وطالب البرلمان الأذربيجاني باستبعاد فرنسا من الوساطة، بينما نددت تركيا بما عدّته "نموذجا لتجاهل مبادئ القانون الدولي (...) لاعتبارات سياسية داخلية".

 

اقرأ أيضا: احتجاج أذري على قرار "الشيوخ الفرنسي" بشأن "قره باغ"

وشهد إقليم ناغورني قره باغ حربا دامية من 1988 إلى 1994 ثم في خريف هذا العام عندما استمرت المعارك ستة أسابيع، وأسفرت عن سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل وسمحت لأذربيجان باستعادة جزء من المنطقة. 

ووقع اتفاق وقف الأعمال العدائية في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر برعاية الكرملين.

وانتقد بيار إيف بورنازيل من كتلة "لنتحرك معا"، ما أسماه "التوسع العثماني الجديد للرئيس إردوغان"، بينما رأت نييس تيل أن "تركيا لم تعد حليفنا داخل حلف شمال الأطلسي"، مشيرة إلى ضرورة فرض "عقوبات" على أنقرة. 

غير أن العديد من البرلمانيين عبروا عن تضامنهم مع الأرمن، لكنهم نأوا بأنفسهم عن الإشارات الدينية في القرار الذي يؤكد "ضرورة الدفاع بفاعلية عن الأقليات المسيحية المهددة في أوروبا والشرق والعالم". 

وتركت كتل عديدة لأعضائها حرية التصويت.

التعليقات (7)
محلل سياسي متواضع
السبت، 05-12-2020 03:33 ص
نجحت القوى الكبرى في الغرب و الشرق في اختراق النسيج المجتمعي لفرنسا نتيجة مفاهيم فردية كانت منتشرة هناك ، و هذا الاختراق نتج عنه تدني هائل في الكليات التي كانت تقوم بإعداد رجال الدولة أو السياسيين . لذلك صارت في فرنسا أزمة قيادة و صعد إلى المناصب الرئاسية و الوزارية و البرلمانية أشخاص "تافهون" لا يصلحون لإدارة بلد . هذا القرار من الجمعية الوطنية (بشقيها البرلمان و الشيوخ) دليل ساطع على الانحدار و الانحطاط في تسيير العملية السياسية و العلاقات الدولية . أنا أرى أن فرنسا تقوم حالياً بتوجيه الصفعات لنفسها ، و ليس كما يزعم ساستها لخاصتهم من أن عدة بلدان تتآمر عليهم و على رأسها أمريكا و روسيا و ألمانيا ...
al Moghraby
الجمعة، 04-12-2020 05:42 م
أضم صوتي لدعوة و رجاء سيد علي الدمنهوري : - رجاء من الرئيس إردوغان ...لا تعطيه "المطلوب" إلا بشروط...و أهمها أن ينطق الرئيس ميكرون بالشهادتين ...على رؤوس الأشهاد ...
امين عارف
الجمعة، 04-12-2020 04:04 م
فرنسا تريد ابقاء النزاع قائماً لاشغال تركيا و بيع اسلحتها للارمن.
سيد علي الدمنهوري
الجمعة، 04-12-2020 03:45 م
- تــــــابــــــع - يظهر الأمر في غاية البساطة...العجوز لودريان في بعثة ديبلوماسية رسمية إلى أنقرة لـــــلحصول من يد الرئيس رجب طيب إردوغان على "المطلوب" و هو جزء من نعل أردوغان الشخصي... من فردته اليسرى و حرقها في كنيس في ساعة و يوم معلوم و تاريخ معلوم......لكي يتخلص من نحس مشاكله المتعاظمة كل يوم و آن ... بدأت بثورة السترات الصفراء و لكن التطورات اللاحقة كانت قاصمة لظهر ميكرون.... -و كل شيء هذه الأيام في فرنسا متأزم...و هناك من يدعو للثورة ضد منظومة عجز الجمهورية نمرة 5... - هذه الحكاية عجيبة و غريبة !...و العهدة على الراوي... آخر الأخبار ان العجوز لودريان في الخارجية الفرنسية رفض القيام بــــ"المهمة" ... لكن وزير الداخلية الفرنسي و هو من أصل "حركية جزائرية" سيتطوع للقيام بهذه المهمة ...تضحية و خدمة لسيده ميكرون.... - رجاء من إردوغان ...لا تعطيهم "المطلوب" إلا بشروط...و أهمها أن ينطق ميكرون بالشهادتين ...على رؤوس الأشهاد ...
rmb
الجمعة، 04-12-2020 03:17 م
لا يوجد شيء عجيب فرنسا لا تريد دور الوسيط ببساطة لأن المحور التركي الأذري انتصر بشكل ساحق ولا يوجد هناك ما يمكن التوسط فيه وبقية الإقليم سيعود في النهاية خصوصا بعد هذه النكسة لن يريد أحد استيطانه بعد الآن كما كان يحدث سابقا..