هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حصل الحزب الجمهوري على مقعد ولاية ألاسكا في مجلس الشيوخ، ليرفع بذلك عدد مقاعده إلى 50 من أصل 100 عضو، لتكون ولاية جورجيا التي تملك مقعدين، وستعاد فيها الانتخابات في كانون الأول/ يناير المقبل، الولاية الحاسمة بينه وبين الحزب الديمقراطي الذي حصل حتى اللحظة على 48 مقعدا.
ونظرا لارتباط نتائج منافسة مجلس الشيوخ بنتائج السباقات الرئاسية في الولايات ذاتها، يواجه الديمقراطيون حقيقة مؤلمة، تتمثل في أن العديد من الولايات تميل نحو الحزب الجمهوري.
وعلى الرغم من الإنفاق الكثيف من مرشحين ديمقراطيين مثل خايمي هاريسون في ساوث كارولينا، وكال كننغهام في نورث كارولاينا، وتيريزا غرينفيلد في آيوا، فإنه لم يفز أي منافس ديمقراطي بأي مقعد في مجلس الشيوخ في ولاية دعمت دونالد ترامب في الترشح الرئاسي.
اقرأ أيضا: جورجيا تحدد أغلبية "الشيوخ" في جولة إعادة مطلع 2021
وتشير شبكة "سي أن أن" في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن الديمقراطيين فشلوا حتى الآن بالإطاحة بأي سيناتور جمهوري في الولايات التي دعمت ترامب هذا العام، وهذا يسلط الضوء على المسار الذي يواجهه الحزب نحو الفوز بأغلبية مجلس الشيوخ، في عصر اتسع فيه الاستقطاب الحزبي، وهيمنة الحزب الجمهوري على الولايات الصغيرة التي يسكنها البيض في أنحاء البلاد.
وعلى الرغم من فوز الديمقراطيين في التصويت الشعبي في انتخابات غير مسبوقة، إلا أن عددا أكبر من الولايات صوتت في الحقيقة للجمهوريين. وهذا يعني أنه لفوز الديمقراطيين بالأغلبية، فإن عليهم قلب النتائج في الولايات الخمس التي صوتت لترامب في عام 2016، التي انتزعها بايدن منه هذا العام.
وتشمل تلك القائمة ولاية جورجيا، التي لطالما حكم الجمهوريون فيها على مدى جيل، ولم ينتخب فيها سيناتور ديمقراطي منذ عام 2000.
الآن، لتأمين أغلبية مجلس الشيوخ، فإن الفرصة الوحيدة للحزب الديمقراطي هي انتخاب اثنين لصالحه في يوم واحد في شهر كانون الأول/ يناير.
ويقول بريان فالون وهو مساعد سابق لقيادة مجلس الشيوخ الديمقراطي: "المشكلة الأساسية في مجلس الشيوخ للديمقراطيين لا تزال قائمة، ولن تختفي قريبا".
ومع أن آمال الجمهوريين تبددت في إزاحة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في ميتشيغان ومينيسوتا، إلا أن الميزة الأساسية للحزب الجمهوري هي سيطرته على الولايات ذات الكثافة السكانية المنخفضة عبر السهول والجبال الغربية، وهذا يعني أن الحزب مجهز بشكل أفضل للازدهار في عالم أصبح فيه الاقتراع المقسم هو الأكثر شيوعا.
ويقول آلان أبراموفيتز وهو عالم سياسي في جامعة إيموري: "مجلس الشيوخ صعب للغاية على الديمقراطيين، لأن الجمهوريين يبالغون في تمثيل الولايات الريفية ذات الكثافة السكانية المنخفضة".
وفي عام 2016، وللمرة الأولى منذ بدء الانتخابات المباشرة لأعضاء مجلس الشيوخ في عام 1918، انتهى كل سباق في مجلس الشيوخ بالطريقة ذاتها التي انتهى بها السباق الرئاسي في كل ولاية. حتى الآن اتبع كل سباق نفس النمط، باستثناء فوز سوزان كولينز في مين.
اقرأ أيضا: تقدم جمهوري نحو الاحتفاظ بأغلبية مجلس الشيوخ الأمريكي
وقال جو تريبي، كبير الاستراتيجيين في جونز، إن ترامب قام باستقطاب الناخبين بطريقة جعلت النصر شبه مستحيل لجميع الديمقراطيين المنافسين في الولايات ذات الميول الحمراء. وأضاف: "لا أعرف ما إذا كان هناك خرق ما، لكنه قام بعمل مذهل في جعل هذه المهمة مستحيلة".
ومن المحتمل أن تحدد كيفية تأثير هذه الديناميكية في جولتي الإعادة في جورجيا للسيطرة على مجلس الشيوخ. لا يثق أي من الحزبين في الكيفية التي سيصوت بها الناخبون. ويمكن أن يمنحوا بايدن الأغلبية في مجلس الشيوخ لتنفيذ جدول أعماله، أو يمنحوا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الأصوات لتقييد الرئيس المنتخب.
وبالنسبة لفالون، فإنه يؤكد تحدي جورجيا على حاجة الديمقراطيين إلى التركيز على العقبات الهيكلية التي يطرحها عليهم مجلس الشيوخ.
ويقول إنه إذا استطاع الحزب السيطرة على الحكومة، فيجب أن يعطوا الأولوية لإضافة مقاطعة كولومبيا وبورتوريكو كولايات، إذا أراد سكانها ذلك.
ويشير إلى أنها الطريقة الوحيدة للبدء في معالجة اختلال التوازي الريفي الذي يعني أن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في العام المقبل سيمثلون أغلبية واضحة من السكان.
وقال لي دورتمان، وهو رجل بارز في الإصلاح السياسي في "New America"، إنه حتى لو فاز الجمهوريون بمقاعد جورجيا، وحصلوا على الأغلبية، فإنهم سيمثلون حوالي 47% من مجلس الشيوخ القادم، بانخفاض عن 48% في المجلس الحالي.
اقرأ أيضا: تعرف على إدارة بايدن المحتملة.. كيف ستمر عبر "الشيوخ"؟
أما إذا فقد الجمهوريون مقعدي جورجيا، فسيشغلون نصف مقاعد مجلس الشيوخ، بينما سيمثلون أقل من 44% من إجمالي السكان.
وهذه الأرقام تجسد التحدي الديمقراطي الحقيقي في مجلس الشيوخ. ويقول فالون إنه في كل مرة يفشل فيها الديمقراطيون في الفوز بأغلبية مجلس الشيوخ، يقومون بتحليل كيف فشلت محاولاتهم في تجميع تحالف فائز في الولايات ذات الميول الجمهورية، من خلال "صد هجمات الاشتراكية، وتحفيز قاعدة تتعدد فيها الثقافات دون إهانة البيض غير الجامعيين".
ويقول إن عمليات التشريح هذه لا تدرك أن الإخفاقات ليست في الأساس نتيجة خيارات تكتيكية، ولكنها "نتيجة لسوء التوزيع" الذي يضاعف من تأثير الولايات الريفية الصغيرة في مجلس الشيوخ.