صحافة إسرائيلية

تقديرات إسرائيلية لسياسة بايدن تجاه الصراع مع الفلسطينيين

أبو مازن يتوق لرئيس آخر في البيت الأبيض، لأنه شعر بالخيانة والتخلي عنه، عقب نقل ترامب سفارته إلى القدس- جيتي
أبو مازن يتوق لرئيس آخر في البيت الأبيض، لأنه شعر بالخيانة والتخلي عنه، عقب نقل ترامب سفارته إلى القدس- جيتي

تناول خبراء إسرائيليون التطورات المتوقع حدوثها على سياسة الرئيس الأمريكي الجديد تجاه القضية الفلسطينية، وما يمكن أن تفصح عنه الأيام القادمة من خدمات لإسرائيل قبيل تنصيب الرئيس الجديد للبيت الأبيض، في 20 كانون ثاني/ يناير المقبل.  

 

من جانبها، قالت عاتيرا غيرمان بمقالها بصحيفة "مكور ريشون"، ترجمته "عربي21" إن "دوائر صنع القرار الإسرائيلي تترقب إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء بتأكيد فوز جو بايدن، أو بقاء دونالد ترامب رئيسا لولاية ثانية في المستقبل القريب، وحينها سيتمكن الرئيس الحالي من تمرير القرارات المتعلقة بإسرائيل، فهل سيستمر في موجة اتفاقيات السلام والتطبيع، أم سيدلي بتصريحات مهمة حول موضوع الاستيطان في الضفة الغربية".

وأضافت: "إن اضطر ترامب للانفصال عن البيت الأبيض، ورغم أن نتائج الانتخابات لم تتضح بالكامل بعد، فهناك سؤال وثيق الصلة بكل نتيجة، عما يمكن لترامب أن يصدره من قرارات لصالح إسرائيل في الشهرين المقبلين، لأن الدستور الأمريكي يجيز للرئيس المنتهية ولايته تمرير أي قرار يرغب به في الفترة بين الانتخابات وتنصيب الرئيس المنتخب".

وأكدت أن "الأغلبية المطلقة من الرؤساء الأمريكيين الذين لم يتم انتخابهم لولاية أخرى لم يتخذوا خطوات لا رجوع عنها، باستثناء حالة واحدة مثلت إحدى نقاط الضعف في العلاقة بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في كانون أول/ ديسمبر 2016، بعد فترة وجيزة من فوز ترامب، حين امتنع أوباما عن استخدام حق الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن على قرار ضد إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: قادة الاحتلال يعلقون على فوز بايدن.. تهنئة متأخرة من نتنياهو

وأوضحت أنه "على غرار أوباما، صرح الجمهوريون أنه إذا لم يتم انتخاب ترامب فسيشعرون بالحرية لتمرير المقترحات التي تهمهم فيما تبقى من ولايته، مع أنه عمليا، ليس لديه حرية التصرف للعمل من خلالها، ولكن قد تصبح قراراته الصغيرة في الواقع مهمة للغاية لمسيرة التسوية مع الفلسطينيين، خاصة على صعيد اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، لتعزيز الإرث الذي تركه ترامب وراءه، ومعرفة أن الرئيس المقبل لن يلغيها".

وأضافت أن "ذلك قد يتبعه بيان أو رسالة رسمية، استمرارا لخط وزير الخارجية مايك بومبيو الذي ادعى أن المستوطنات لا تنتهك القانون الدولي، وإعلان كهذا سيعترف بسيادة إسرائيل على مناطق الضفة الغربية، مع أنه خلافا لسياسة أوباما، يوجد اتفاق بين إسرائيل وأمريكا اليوم على عدد رخص البناء في المستوطنات".


وختمت بالقول إن "هناك مشكلة أخرى قد تطرأ، وهي تنظيم التجمعات والبؤر الاستيطانية الحديثة التي كان هناك صراع حولها مؤخرًا، ومن المحتمل أن يكون نتنياهو هو الشخص الذي يطلب من ترامب عدم تقديم المقترحات من أجل تجنب الضغط من اليمين".

من جهته، قال الخبير العسكري الإسرائيلي، أمير بار شالوم، إن "بايدن سيكون أكثر تصالحية تجاه السلطة الفلسطينية في رام الله، لكنه اهتم دائما بذكر التزامه العميق بمصالح إسرائيل الأمنية، ويبدو أن القيادة الإسرائيلية تستوعب التغير الوشيك في واشنطن، كما يتضح من صمت وزراء الليكود، الذين تلقوا تعليمات بعدم إجراء مقابلات حول الانتخابات الأمريكية، رغم المخاوف التي أعربوا عنها في المحادثات المغلقة".


وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" ترجمته "عربي21" أن "التجربة السابقة تثبت أن بايدن كان أحد العوامل الرئيسية في الدعم المالي الأمريكي لأنظمة القبة الحديدية، وسيرث صفقة المساعدة الحالية بعد إعلان الولايات المتحدة بالحفاظ على تفوق إسرائيل في المنطقة، ولكن من غير الواضح لأي مدى سيوافق على الذهاب بعيدا، فإسرائيل تريد حيازة الطائرة "أف22"، لكنها تعلم أن الفرص ضئيلة، إن لم تكن معدومة".

وأوضح أن "بيع هذه الطائرة لإسرائيل، يتطلب من بايدن أن يذهب بعيدا جدا، من خلال تغيير قانون أمريكي يحظر بيع هذه الطائرة لجيش أجنبي، وهي خطوة ستثير معارضة كبيرة من بعض المهنيين في البنتاغون، ثم يتعين عليها بعد ذلك تمويل إعادة فتح خطوط الإنتاج، وأخيرًا أيضًا تمويل جزء من الصفقة، حتى ترامب لم يفكر في مثل هذا الشيء".


وأشار إلى أن "أبا مازن يتوق لرئيس آخر في البيت الأبيض، لأنه شعر بالخيانة والتخلي عنه، عقب نقل ترامب سفارته إلى القدس، وحوّل التركيز من الفلسطينيين إلى دول الخليج المعتدلة، وترامب هو من ترك رام الله معزولة، وفي الإدارة الديمقراطية الجديدة، ستكون الروح تجاه رام الله مختلفة، وأكثر تصالحية، حيث سيحاول أولا تجديد الثقة مع الفلسطينيين، وبعد مرحلة الحد من الضرر، سيحاول الشروع في أي عملية".

وختم بالقول إن "الكثير من العلاقات الفلسطينية الأمريكية تعتمد في هذا السياق على الفريق الذي سيشكله الرئيس الجديد حوله، فإذا كانوا من خريجي إدارة أوباما، فمن المرجح أن يكون الخط تجاه إسرائيل أكثر صرامة، وبعد كل ذلك، فإن على الإسرائيليين أن يتذكروا أن بايدن كان هناك في 2016، في نهاية إدارة أوباما، عندما اتخذ مجلس الأمن القرار ضد المستوطنات في إسرائيل".

التعليقات (0)