قضايا وآراء

آن الأوان لقيامة أردوغان

أحمد عبد الله المغربي
1300x600
1300x600

اليوم، خلت الساحة الدولية من أي منظمة أو جامعة أو تجمع أو هيئة أو مؤسسة تعمل على حماية حقوق البشرية الفردية والجماعية التي وضعتها قبل سنين عديدة أو استقرت في ضمير القوانين والأعراف في صيغ مواثيق أو مبادئ أو معاهدات أو أي مسمى آخر.

ما يحدث اليوم في العالم كله، وتركيزا على المسلمين بالذات، من اعتداء صريح واضح على سلامة أبدانهم، وعلى معتقداتهم الوجدانية، ينبئ أن القادم أسوأ، وأن النظام العالمي الجديد يقوم على القهر والاستعباد والاحتقار لمن لا قوة له ولا سندا، لتعود البشرية إلى عصر أسوأ من عصور الجاهلية المتوحشة.

اليوم، تتجمع الدول والأحزاب والجماعات التي تستظل بالقوة المادية العاتية لتقتسم البشرية المستضعفة، وبعقلية الاستعباد، قفزت عن أي ضابط شرعي أو إنساني أو عرفي، فلا حرج لديها في القتل، ولا حرج لديها في الظلم، ولا حرج لديها في إهانة الشعور الديني لأكثر من مليار ونصف مليار إنسان، كل ذلك في عنجهية العقلية الاستئثارية البغيضة، ولتتكاتف هذه العقلية في تسديد الطعنات مخالفة شرعيتها وتقنيناتها التي وضعت بيدها.

اليوم، يولد عالم جديد، شعاره نحن ولا أحد سوانا، نحن السادة وغيرنا عبيد، إنها العقيدة المحرفة، باتت مرجعية العالم الأول في مواجهة باقي العوالم، في مواجهة البشرية جمعاء.

الشرق الأوسط تم، ويتم تسليمه للصهاينة، دولة إثر دولة، بقعة بعد بقعة، بثمن بخس، بيد حكام منهزمين تمت صناعتهم على عين خبيثة، صادروا شرعية الشعوب وقوانينها وتوجهاتها ومعتقداتها عدا عن مقدراتها وأموالها وعقول أبنائها وحرياتهم.

أوروبا تخلت عن مبادئها، وكأنها أصابها الملل من إعلانات مبادئها عن الحقوق والحريات، فما عادت تقيم وزنا لها، وها هو رئيس فرنسا يتعرض بالإهانة لمعتقدات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، ما سبب ويسبب أزمة عالمية تضرب الأمن الاجتماعي والسلم والأمن الدوليين، وتسانده أوروبا في ذلك، دون حسيب أو رقيب عليه أو عليها.

 

الشرق الأوسط تم، ويتم تسليمه للصهاينة، دولة إثر دولة، بقعة بعد بقعة، بثمن بخس، بيد حكام منهزمين تمت صناعتهم على عين خبيثة، صادروا شرعية الشعوب وقوانينها وتوجهاتها ومعتقداتها عدا عن مقدراتها وأموالها وعقول أبنائها وحرياتهم.

 



وأمريكا تنصب مدافع عدائها في قلب المسلمين، وتوجه صواريخ استهانة وحقد لمشاعر الأمة وتزرع في الشرق الأوسط ألغاما قابلة للانفجار في أي لحظة.

وباقي دول العالم تعاني من انحراف في التقدير وسوء في التكاتف وخذلان الشعور القومي، وهذا الوضع السيء يظلل الكرة الأرضية كافة.

وماذا بعد؟؟

الوحيد الذي بقي يقظا عندما نام الحكام عن مسؤولياتهم هو الرئيس التركي أردوغان، أبدع في تحمل المسؤولية الصحية عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم، فقدم الدعم المادي والمعنوي للعديد من الدول، منها دول عظيمة وأخرى صغيرة أو فقيرة، وجابه التنمر الدولي على المعتقدات والمبادئ التي تمس وجدان أي شخص على الأرض، استنجد به الأفراد، أتراك وغير أتراك، فأجاب في الحال.

تحدث الرئيس أردوغان كثيرا عن ظلم الهيئات والمؤسسات الدولية، وعن النظام الدولي القائم الآن الذي يزرع الفرقة بين الدول قويها وضعيفها، غنيها وفقيرها، وعن التمييز غير المبرر الذي تمارسه القوى العظمى ضد الأمم، وأنه لا بد من بديل قائم على العدالة والحرية والتنمية والتكافل.

هو الحاكم الوحيد الذي يتصدر ويتصدى لمختلف أنواع الظلم الواقع على البشرية، بذات الطريقة وذات القدر الذي تصدى به أرطغرل وعثمان لظلم الصليبيين والمغول ووحشيتهم التي لم تميز بين لون أو عرق أو جنس أو دين، كما يحدث اليوم في النظام العالمي، واستطاع أرطغرل (الفرد) وعثمان (الفرد) القيام بفكرة الدولة العادلة، فحكمت الفكرة الأرض قرونا من العدالة والحرية والتكافل والاطمئنان.

واليوم، يعود التاريخ كما الحال أيام أرطغرل وعثمان، واليوم البشرية تنتظر قيامة أردوغان، قيامة الفكرة المبنية على التصدي للظلم، وتجميع العالم ليتكاتف، وإعادة البشرية إلى الفطرة الصالحة.

 

تحدث الرئيس أردوغان كثيرا عن ظلم الهيئات والمؤسسات الدولية، وعن النظام الدولي القائم الآن الذي يزرع الفرقة بين الدول قويها وضعيفها، غنيها وفقيرها، وعن التمييز غير المبرر الذي تمارسه القوى العظمى ضد الأمم، وأنه لا بد من بديل قائم على العدالة والحرية والتنمية والتكافل.

 



وأعتقد أن على أردوغان واجب التقدم لتحقيق الفكرة، بصرف النظر عن أدواتها، وأدواتها كثيرة ومتوفرة ولها من الأتباع المظلومين ما يعد بمئات الملايين، ويبقى فقط أن يعقد الرئيس أردوغان عقدة البداية وتنطلق الفكرة ليفتح للبشرية باب خلاص مما هي فيه من ويلات.

للقيامة مكوناتها المتوفرة اليوم: شخصية فذة جامعة محبوبة مخلصة تحمل الهم البشري، إرادة تخليص الإنسان مما هو فيه، القوة الاقتصادية، الانتشار الواسع للشخصية بين جميع البشر، القدرة الفذة على التخطيط، التصميم على الوصول إلى الهدف، تعطش الساحة الدولية للعدالة. الصفات الشخصية موجودة في الرئيس، والقوة الاقتصادية موجودة في تركيا، والظلم والظلام موجود في العالم حكاما وأنظمة دولية، تبقى شارة البداية، والأمل أن تكون سريعة.

التعليقات (1)
ابو محمد
الخميس، 29-10-2020 02:56 م
ارجو ذلك