قضايا وآراء

رسالة إلى الرئيس أردوغان

أحمد عبد الله المغربي
1300x600
1300x600

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان.. رعاكم الله وسددكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد


سيدي الرئيس:


قدّر الله عز وجل مجيئكم في زمن خلت فيه البشرية من رجل يقودها نحو العدالة، ويكون لها علما تنظر إليه بعين الترقب، وتنتظر منه تحقيق فكرة الفطرة التي خلق الله عز وجل البشرية عليها، وهي فطرة العدالة والرحمة، التي خلت الساحة العالمية منها إلا ما بني منها على العنصرية والجغرافية والعَقَدِية، مما ظلل البشرية بستار ظلم يجتال غالبية بني الإنسان.


سيدي:
لقد أنعم الله عليكم بما لم ينعم على غيركم من بني البشر، فقد آتاكم الله من فضله عقلا راجحا توزن به عقول الرجال فيزيد عليها ويفيض، وآتاكم فكرا ثاقبا جعلكم تنظرون إلى الأمور بغير ما يراه الآخرون، بل بما يحسبونه خطأ، فيكون بفضل الله صوابا، وآتاكم جرأة في قول الحق لا تخشون في ذلك إلا الله عز وجل، وآتاكم قبولا في الأرض بين عباده من كل جنس ولون ودين، ولا نحسبه عز وجل إلا أنه قد آتاكم قبولا في الملأ الأعلى، ندعو الله لكم بذلك.


سيدي:
هذه العطايا والمكارم والهبات ليست لذاتكم، مع أن ذاتكم عند الله عظيمة، نسأله عز وجل لكم ذلك، وإنما أقول أنكم جئتم على قدر أيها الرئيس، إنه قدر الله عز وجل أن يلهمكم أن تكونوا للبشرية جميعا، مسلمهم وغير مسلمهم، فقيرهم وغنيهم، كبيرهم وصغيرهم، صالحهم وطالحهم، وهذه سنة الله في البشرية أن يرسل إليهم من يعيد فيهم روح العدالة والحرية والانصاف.


سيدي:
تركيا التي تمددت قوتها الاقتصادية والصناعية والصحية والإنسانية، وخرجت من نطاقها الجغرافي بكل اقتدار وجدارة، عليها استكمال هذا التمدد والانتشار في المجال القانوني الإنساني والسياسي العالمي، وكما أجادت تركيا في الصناعة المادية، عليها ايضا أن تجيد في الصناعة القانونية، وعليها أن تقدم للبشرية النموذج الأمثل في التجميع تحت مباديء الحرية والعدالة والتكافل في اشباع الحاجات، عليها استلام راية مبادئ الاسلام القائمة على أن الخلق عيال الله، وأفضل الخلق عند الله أنفعهم للناس، لجميع الناس، ولدى تركيا أسباب النجاح للقيام بذلك.


سيدي:
التاريخ لا تصنعه الجماعات، بل الأفراد، وأنتم صنعتم مشروعا حضاريا إنسانيا في زمن القسوة والعنجهية المادية، وهذه الحضارة تحتاج الى تجميعها في كيان سياسي قانوني يتنزل في كل بقعة من الأرض، ويشُدُّ كل قلب إلى مغناطيس العدالة والحق الموجود في تركيا، فقد حولتم يا فخامة الرئيس تركيا إلى قلب العالم، القلب الحاني العطوف المدافع عن الحق والعدالة.


سيدي:
ليس لديكم خيار في التقدم وتحمل المسؤولية، لأنه أصلا لا يوجد خيار أمامكم غير ذلك، فالبشرية تعيش فراغ المبدأ والضمير الشفاف الحيادي الموضوعي، وإذ البشرية تنتظر وتتطلع، ها أنتم تملؤون السمع والبصر، وخاطبيتم العالم بما في ضمائر المظلومين المعتدى عليهم، وقدمتم للبشرية في أزمتها (جائحة كورونا) ما تقاعست عنه حكوماتهم، وتصديتم، لوحدكم، دوما لآلام البشرية، وجمعتم المسلمين على رأيكم عندما تم التعرض لدينهم ورسولهم الكريم، وجمعتم حولكم من البشرية أعدادا لا يستهان بها، فأصبح لزاما عليكم التقدم وقيادة المهمشين المستضعفين المظلومين، وإعادة ترتيب النظام العالمي، بقوة الشعوب، آن لكم الدخول إلى الشعوب والقفز من فوق رؤوس الحكام، بنظام قانوني علني، يشارككم فيه أهل القانون من كل دول العالم، لإعادة الحق لصاحبه، واحترام مكون الإنسان المادي والمعنوي.


أسأل الله لكم تمام الحفظ والتوفيق، ولتركيا تمام الأمن والاطمئنان والتقدم وللبشرية جميعا.

التعليقات (0)