قضايا وآراء

لن ندع غزة تفسد "الليلة"..

محمد أبو قمر
1300x600
1300x600
ثلاثة أسابيع مرت من التصعيد الميداني بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، شهدت إغلاقا للمعابر وقصفا جويا، قابلها إطلاق المزيد من البالونات الحارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة.

كانت جميع التطورات الميدانية تتجه إلى جولة قتال جديدة، مع اتخاذ فصائل المقاومة قرارا بالتصعيد لأبعد الحدود حتى فك الحصار عن غزة، ما قابله من تهديد لقادة الاحتلال بأن حماس ستدفع ثمن تصعيدها، بعد إجهاز البالونات الحارقة على 5500 دونما زراعيا في غلاف غزة.

بعد جولات مكوكية قضاها السفير القطري محمد العمادي متنقلا بين غزة واسرائيل، خرج بيان مقتضبا من قائد حماس في غزة يحيى السنوار  قال فيه: "بعد جولة حوارات واتصالات تم التوصل إلى تفاهم لاحتواء التصعيد ووقف العدوان الصهيوني على شعبنا، وسيتم الإعلان عن عدد من المشاريع التي تخدم أهلنا في قطاع غزة، وتساهم في التخفيف عنهم في ظل موجة كورونا التي حلت بقطاع غزة، فضلاً عن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد".

عقب الإعلان عن التوصل للتفاهمات ثار السؤال الأبرز في الشارع الفلسطيني: كيف استجاب الاحتلال الإسرائيلي بهذه السرعة لمطالب تخفيف الحصار بضغط البالونات الحارقة فقط؟

لن تحتاج الإجابة الى تفكير كثير، فمن يلتفت إلى مراسم الليلة الإسرائيلية الإماراتية التي بدأت في أبو ظبي، سيعلم حينها أن إسرائيل ستتنازل هنا في غزة مقابل ألا تدعها تعكر نشوتها هناك مع ابن زايد.

تحاول إسرائيل الاستفادة من تجاربها السابقة، ودائما تفضل التركيز على هدفها دون تشويش من جهات أخرى، ولن تكرر الخطأ الذي وقعت فيه في الرابع عشر من أيار/ مايو 2018، باستهدافها الدموي لمسيرة العودة في غزة آنذاك، بالتزامن مع حفل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مما دفع الإعلام الدولي لتقسيم شاشاته الى نصفين لأهمية الحدثين، وعكر مشهد الانتصار الإسرائيلي الجديد في ذلك الوقت.

التجربة السابقة تبرز أهمية التنازل الإسرائيلي لغزة في هذا التوقيت، وذلك لأن نتنياهو يريد أن تبقى الصورة مركزة على مائير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وقدماه تحطا على أرض مطار أبو ظبي، مرتديا قبعته الصغيرة "كيباه ساروجاه"، شعار الصهيونية الدينية.

يريد نتنياهو أن تبقى كلمات بن شبات التي رددها باللغة العربية فرحا بوصوله العلني إلى أبو ظبي مرورا بالأجواء السعودية، حاضرة بقوة وأن يتردد صداها في كل مكان.

اللقطة الإعلامية لنتنياهو يريدها أن تنقل مراسم الزفاف العلني مع أبو ظبي، بعد سنوات طويلة من العقد العرفي الذي غاب عن وسائل الإعلام.

نتنياهو لن يدع غزة تفسد ليلته في الامارات، وسيشتري سكوت غزة بأي ثمن.
التعليقات (0)