هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقد جنرال إسرائيلي بارز، جدار الفصل
العنصري الذي أقامه جيش الاحتلال في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، مؤكدا أن
له آثارا سلبية عظيمة على "حدود إسرائيل المستقبلية"، فهو خدعة سياسية
تحت غطاء أمني.
وأوضح القائد السابق للجيش الإسرائيلي
الجنرال غيرشون هاكوهين، والباحث في مركز "بيغن-السادات للبحوث
الاستراتيجية" التابع لجامعة "بار إيلان" العبرية، أن "آلاف
الفلسطينيين اجتازوا الأسبوع الماضي جدار الفصل في منطقة طولكرم وقلقيلة عبر
الثغرات الكثيرة في الجدار، ووصلوا لشواطئ البحر في أرجاء البلاد".
ونوه بأن هذا الحدث "أثار تساؤلات
عن أداء الجدار، فجدار لا تسيطر على طوله قوات غفيرة في عمل متواصل، لا يمكنه أن
يسد طريق أولئك الراغبين في المرور عبره".
وأكد هاكوهين، أن "جدار الفصل،
بني كخدعة سياسية تستغل الخوف من العمليات لتثبيت حدود سياسية من طرف واحد"،
مستدركا أن "الجدار كعائق مجد بلا شك في جملة الجهود التكتيكية للدفاع،
والسؤال عن حيويته يثور في المكان الذي يتحول فيه من أداة تكتيكية لميل
استراتيجي".
وأما السؤال الأكثر أساسية عن أداء
الجدار هو: "هل هذا عائق ضروري بالفعل لمنع العمليات؟"، موضحا أن
"نجاح الجيش والمخابرات الإسرائيلية في القتال ضد العمليات منذ حملة السور
الواقي في 2002، يفيد بأن أساس إحباط العمليات، يجب أن يعزى للأعمال المتواصلة في
الاحتكاك اليومي في عمق الأراضي، وليس للأعمال على طول الجدار".
وأضاف: "هنا يكمن الفارق المهم
بين نجاعة الجيش والمخابرات الإسرائيلية في قمع المواجهات في الضفة الغربية، وبين
عمل الجيش على طول الجدار مع قطاع غزة"، منوها بأن "البحث في مسألة
الجدار ليس مجرد مسألة أمنية، خاصة عندما يتداخل مسار الجدار بشكل كبير مع الخط
الأخضر".
وتابع الجنرال: "لقد أعطى دينيس
روس، المبعوث الأمريكي الأسبق للشرق الأوسط، تعبيرا صادقا عن ذلك في الأيام التي
بدأ فيها بناء السور، وخلال جولة على طول الطريق التي يجري فيها البناء، توقف روس
ونظر إلى المسار وقال: "تبدو هذه كحدود، إنها حدود".
اقرأ أيضا: الملكة نور تدخل على خط انتقاد التطبيع الإماراتي مع الاحتلال
ونوه بأن "فكرة بناء الجدار
الأمني بدأت تنضج مع اندلاع موجة "العمليات الاستشهادية" بعد التوقيع
على اتفاقات أوسلو، وكانت حكومة إسحاق رابين هي التي بدأت تدحرج الفكرة منذ 1995،
ولكن رابين فهم بأنه سيكون لبناء الجدار تداعيات سياسية بعيدة الأثر تحدد عمليا
مسار الحدود السياسية، وأدى ذلك إلى رد الفكرة".
وبخلاف رابين، كان هناك بعض الأشخاص من
حوله "رأوا في المشكلة الأمنية فرصة للدفع إلى الأمام بخطوة بعيدة الأثر؛
بمنزلة طريقة عمل بسيطة، سريعة وناجعة لتثبيت الانفصال عن الفلسطينيين وتسليم
الضفة عبر تثبيت ميل في الميدان، دون التعلق بنقاش جماهيري إسرائيلي وباتفاق
ومفاوضات".
وذكر الباحث، أنه "في الخلاف
الإسرائيلي الأكثر مركزية بين الترقب للانسحاب إلى الخط الأخضر، وميل بسط
السيادة في مناطق الضفة الغربية، شكل الحسم في بناء الجدار انعطافة شديدة المعنى لجر
الواقع في اتجاه الانسحاب".
ونبه إلى أن القائمين على الفكرة، توقعوا
حلا على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، مع بناء الجدار يعمل الجيش الإسرائيلي على
جانبيه بنية الانتقال بسرعة إلى المرحلة الثانية التي ينتشر فيها الجيش على
الجدار، وهكذا سيتم إنشاء خط حدودي بحكم الأمر الواقع".
وبين الجنرال، أن "جدار الفصل
يشكل أحد المشاريع الممتدة والأكثر كلفة التي نفذتها إسرائيل، حيث تقدر الكلفة حتى
الآن بأكثر من 15 مليار شيكل (دولار=3.4 شيكل)".
ورأى أن لمشروع جدار الفصل، "آثارا سلبية عظيمة المعنى على حدود إسرائيل المستقبلية، ومن ثم اجتياز الجماهير للجدار، يشكل
فرصة لفتح عيون الجمهور لأداء هذا الجدار كخدعة سياسية خطيرة تحت غطاء
أمني".