أكد رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية الدكتور عبد الرزاق مقّري أنه مطمئن لمستقبل الإسلام وأمته، إذ أن "المتمعّن في حركة التاريخ والسنن التاريخية التي تصنع تلك الحركة يدرك أن الأمة نحو النهوض وافتكاك سيادتها رغم المآسي وحالة الضعف والمهانة ضمن موازين القوى الأممية المختلة".
وقال مقّري في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي بمناسة العام الهجري الجديد: "مهما كان فساد وظلم وبطش وعمالة وانفاق القوى الداخلية المعيقة للانعتاق الحضاري، وعلى رأسها مؤخرا قوى الثورة المضادة، كحكام الإمارات والسعودية ومصر فإن سعيهم في تباب، لأنهم ـ بكل بساطة ـ يسيرون عكس حركة التاريخ".
وأضاف: "مهما كان تآمر وكيد وهيمنة وسطوة القوى الخارجية فإن نفوذها في أوطاننا إلى نهايته بسبب ما يبرز لأولي النهى من تحولات سننية ستغير الموازين الدولية، وبسبب اضطرار تلك القوى الاستعمارية للأخذ بعين الاعتبار ثورات الشعوب المتمردة على النظم القائمة، الثائرة على فساد وظلم النخب الحاكمة في داخل الدول الغربية ذاتها وكذا في كل القارات".
وأشار مقّري إلى "أن ذكرى الهجرة النبوية سانحة لفهم معنى حركة التاريخ"، وقال: "إن التحولات الكبرى التي وقعت في زمن الهجرة وبعدها لم يصنعها رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل هي حركة التاريخ التي لا تتغير ولا تتبدل، وإنما رسول الله قرأها وسار على سَنَنها".
ورأى "أن حركة التاريخ اليوم لا تسير لصالح القوى الاستعمارية الغربية الرأسمالية الظالمة"، وقال: "لقد أضعفتها أزمات النظام الرأسمالي المالية والاقتصادية المتواصلة منذ 2008، والتي قال عنها أحد كبار الاقتصاديين الغربيين "إنها نهاية نظام وليست أزمة النظام". كما أن صعود قوى إقليمية ودولية جديدة سيفرض عليها تغيير قواعد اللعب الدولية، كما أن تناقضات مكوناتها الاجتماعية سيجذبها نحو الأسفل رغما عنها، وأن الكيان الصهيوني الذي صنعوه لإضعافنا سيكون عبئا كبيرا عليهم".
وأشار مقّري إلى "أن تبني القوى الصاعدة للنظام الرأسمالي الذي أخذته عن الغرب لن يجعلها في وضع أحسن على المدى الأبعد، إذ ستفرض قوى التغيير الشعبية في كل القارات البحث عن نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي ودولي أكثر عدلا يحفظهم من ويلات الحروب والجريمة والفتن والأوبئة والفقر ولن يجدوا ذلك في غير الإسلام بإذن الله".
وأضاف: "الأمر أوضح في أوطاننا إذ صار عجز وفساد أنظمة الحكم العربية يدل لمن يملك مستوى متوسط من الذكاء والنباهة والاطلاع والعلم بأن تلك الأنظمة ورجالها لم تعد قادرة على كسب رهان المستقبل وأن سيرورة التاريخ ستطحنهم إن أصروا على التفرد والهيمنة.. ولو لم يكن ثمة من يقدر على مواجهتهم في بلدانهم! إذ ستتكفل بهم السنن الغلابة".
ودعا مقّري قوى الإصلاح الصادقة الجادة في هذه المرحلة الحاسمة المؤذنة بتغيرات عميقة دوليا ومحليا، إلى أن "تتخذ العبرة من التحول الكبير في حوادث الهجرة وأن تفهم ما يحدث في بلدانها والعالم، ليس على الصعيد السياسي فحسب بل على مستوى كل مكونات مسيرة التاريخ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودوليا، وألا يهتموا كثيرا بجبروت قوى الفساد والظلم والرداءة ومن والاهم من ضعاف النفوس .. بل لا يجب عليهم الاهتمام باختلال موازين القوة إن أدوا الذي عليهم"، على حد تعبيره.