سياسة عربية

بلحاج لعربي21: صمت الجزائر على اتفاق الإمارات وإسرائيل مريب

علي بلحاج: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي كارثة الكوارث وداهية الدواهي (فيسبوك)
علي بلحاج: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي كارثة الكوارث وداهية الدواهي (فيسبوك)

انتقد القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، الشيخ علي بلحاج، بشدة الصمت العربي الرسمي إزاء اتفاق التطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي، وخص بالذكر موقف النظام الجزائري، ووصف ذلك بأنه "صمت مريب، وباعث على القلق على مصير فلسطين والمنطقة برمتها".

وأكد بلحاج في حديث خاص مع "عربي21"، أن "اتفاق التطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي يمثل كارثة الكوارث وداهية الدواهي، وأن الموقف العربي الرسمي كان باهتا وباعثا على القلق والحيرة، ليس فقط لأنه لا يتناسب وحجم الكارثة، وإنما لأنه قد يخفي ما هو أدهى وأمر".

وقال: "أنا مستغرب فعلا للموقف الجزائري الرسمي، الذي بنى كل سياساته الخارجية على الحديث عن الثوابت والمبادئ، وعلى أنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، فإذا به حتى الآن غير قادر على إصدار موقف إدانة لهذا الاتفاق العار".

وتساءل بلحاج: "موقف الصمت المريب هذا يدفع إلى التساؤل عما إذا كان الأمر يتعلق بخشية النظام الجزائري من الإمارات؟ أم أن هناك علاقات مخفية لا يريدون للشعب معرفتها، لا سيما أننا جميعا نعلم علاقات قائد الأركان الراحل قائد صالح مع النظام الإماراتي؟".

وأشار بلحاج إلى أن ما يزيد من حالة الغموض والحيرة إزاء الموقف الجزائري الرسمي الصامت إزاء ما تتعرض له فلسطين من خيانة، هو اقترانه مع حديث لقائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنڨريحة، عن أنّ بلوغ الأهداف الوطنية في مجال سياسة الدفاع الوطني يفرض تبني مقاربات أمنية وطنية، تكون أكثر انفتاحا واستيعابا لأساليب مواجهة جديدة، لتشمل كافة القدرات الوطنية السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية الإعلامية، وذلك بانسجام وثيق مع قدراتنا العسكرية".

واعتبر بلحاج أن "خطورة تصريحات شنقريحة تكمن في أنها أيضا تترافق مع استعدادات لتعديل الدستور الجزائري، محذرا من أنه قد يكون في الدعوة إلى الانفتاح مخاوف لتوسيع صلاحيات الجيش الجزائري خارج الحدود، لتسهم في صياغة الخارطة الجديدة في المنطقة، التي يسعى الصهاينة لتثبيتها عبر أدواتهم".

وحذّر بلحاج من أن الخطورة المترتبة عن اتفاق العار والطعن في القضية الفلسطينية، الذي أقدم عليه النظام الإماراتي مع الاحتلال، تكمن في أنه يأتي في ظل انتشار جائحة كورونا التي تعصف بالعالم وتحصد أرواح مئات الآلاف من الناس.

وقال: "لقد اختاروا التوقيت بعناية فائقة، فهم يعلمون أن الشعوب ممنوعة من التظاهر بسبب كورونا، وأنها مشغولة بمواجهة هذا الوباء وتداعياته الاقتصادية القاسية، ولذلك يعتقدون أن تمرير التطبيع سيكون سهلا، واختاروا لذلك أيضا أدوات إعلامية ضخمة استقدموا لها محللين يريدون إشاعة الإحباط واليأس لدى الأجيال الفلسطينية والعربية الحديثة، وأنه لا بديل عن القبول بالأمر الواقع، وأن كل أشكال المقاومة قد وصلت إلى طريق مسدود".

وأضاف: "هؤلاء يتجاهلون أن دولا أخرى فاقت مدة احتلالها ما يجري لفلسطين، لكنها لم تستسلم، ولم ترفع الراية البيضاء، وتمكنت في نهاية المطاف من تحرير أرضها.. الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، وإذا لم تتمكن الأجيال المعاصرة، فإن الأجيال المقبلة يمكنها أن تفعل ذلك".

 

اقرأ أيضا: هذه أبرز محطات تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي

ودعا بلحاج الدعاة والمثقفين والإعلاميين والمؤرخين والسياسيين الأحرار إلى القيام بدورهم في توعية الشعوب، ومواجهة موجة الاستسلام والتطبيع، والخيانة التي تعمل بعض الأنظمة العربية على تحويلها إلى أمر واقع.

وقال: "يعتقد النظام الإماراتي، ومعه نظاما مصر والبحرين، أن بإمكانهم تصفية القضية الفلسطينية وإقناع الشعوب على التسليم باحتلالها، ويتجاهلون أن الشعوب هي الأبقى، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن تحرير الأوطان من الاحتلال حتمية تاريخية مهما طال بها الزمن".

وأضاف: "الملك فيصل أحد مؤسسي الدولة السعودية له كلمة شهيرة: (لو أن كل الناس وافقوا على الصلح مع إسرائيل فإنه لن يوافق على ذلك)، فهل سيتمسك قادة السعودية بهذه المقولة، أم أنهم سيفعلون ما فعله النظام الإماراتي؟".

وأكد بلحاج في ختام حديثه أنه لا بد من التمييز بين مواقف الشعوب والأنظمة، وقال: "سكوت الشعوب المنشغلة بمواجهة توابع الثورات المضادة وتداعيات الفيروس المستجد لا يعني أنها مسلمة بالأمر الواقع، وإنما هي تتعاطى مع المستجدات أولا بأول، ولن تسمح بتمرير اتفاقيات الخيانة وبيع فلسطين"، على حد تعبيره.

وكان لافتا للانتباه غياب أي موقف رسمي جزائري من التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، منذ إعلان الرئيس الأمريكي عن توصل النظامين الإماراتي والإسرائيلي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

وقد نشرت صحيفة "الخبر" الجزائري اليوم تصريحا لجبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، أكد فيه أن "كل الدول العربية أوقفت الدعم المالي لفلسطين، باستثناء الجزائر".

ونقل الخبر موقف السلطة الفلسطينية الرافض للتطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي، من دون الحديث عن الموقف الجزائري من الاتفاق. 


وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق وصفه بـ"التاريخي"، قوبل بتنديد فلسطيني واسع إلى حد اعتباره "خيانة للقدس والقضية الفلسطينية".

وباتت الإمارات أول دولة خليجية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، وثالث دولة عربية بعد مصر والأردن.

ويأتي الاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب تتويجا معلنا لسلسلة ممتدة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين على مدى سنوات.

 

اقرأ أيضا: المرزوقي لـ"عربي21": الإمارات تسعى لتصفية قضية فلسطين

التعليقات (5)
بعليل
السبت، 15-08-2020 11:29 ص
علي بلحاج هو كالأسطوانة المكسورة. هو أيضا متناقض مع نفسه، من جهة ينتقد بشدة الدول العربية و الاسلامية و في جهة أخرى يتسائل لماذا العرب مكفوفين الأيدي؟؟؟ هذا معروف عند الاسلاميين، إنهم متناقضين حتى مع أنفسهم، و خير دليل هو أردوغان من جهة يهدد إسرائيل و من جهة أخرى تركيا لها علاقات مع إسرائيل ??????
كمال معروف
الجمعة، 14-08-2020 10:05 م
كلمة لم ولن يجرا على ذكرها ولا احد من رؤساء و سلاطين العرب المتهافتين سرا على لحس احذية اليهود و الصهاينة و ذبح شعوبهم . جزاءري حر
أفريكوم
الجمعة، 14-08-2020 09:03 م
بارك الله فى الشيخ / على بلحاج ، الصادع بالحق ، الصابر المحتسب ، و جزاه عن الإسلام و المسلمين كل خير ! و أرى أن صمت النظام الجزائرى على تطبيع العلاقات بين الإمارات و الكيان الصهيونى ليس هو الأول من نوعه ، فقد إتخذت الجزائر نفس الموقف من جارتها موريتانيا حين أقامت علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيونى عام 1999م ، قبل أن تقطعها معه عام 2010 م ! و بطبيعة الحال فإن رد الفعل الجزائرى الفاتر من قضية التطبيع مع (إسرائيل) خلال الفترة الماضية يعود بالأساس إلى التقارب بين الجزائر و الولايات المتحدة ؛ على عكس ما كان عليه الحال بين الجانبين إبان الحرب الباردة (1949 - 1991) م ، و دعم واشنطن للاقتصاد الجزائرى فى مواجهة أزمتى انهيار أسعار النفط فى السوق العالمى خلال السنوات الست الماضية ، و جائحة كورونا الكارثية الحالية ، إضافة إلى التعاون بين الجانبين فى الحرب ضد المجاهدين بالمغرب الإسلامى و منطقة الساحل ! إقرأوا تعليقى على خبر نشره موقع عربى 21 بعنوان : ( تدخل جيش الجزائر خارج الحدود.. توضيح تبون لم يحسم الجدل ) .
جهجاه
الجمعة، 14-08-2020 09:02 م
كانت أول زياره قام بها الرئيس تبون بعد إنتخابه للإمارات ..!!!! لماذا ؟؟؟ إذا عرفت السبب بطل العجب ..!!!
طاقم مشرف
الجمعة، 14-08-2020 06:42 م
حتى بعض المسؤولين والاعلاميين الذين ابتلينا بهم لا يزالون يرددون مصطلح تتبيع وبخجل في حين هي خيانة عظمى مكتملة الأركان للوطن وللقضية وللأمة جمعاء. فعدم توصيف الأشياء بمسمياتها الحقيقية ميع كل شيء وأضاع الأمة في نفاق مزمن مع نفسها.. الخائن حاكم والمنقلب رئيس والارهابي مشير المفسي مفتي والمطبل شيخ