كتاب عربي 21

في ذكرى مجزرة رابعة.. القاتل إبراهيم عيسى يحترف اللصوصية

طارق أوشن
1300x600
1300x600

سيادتك: أين سيادة القانون في اعتصام يخطف مواطنين ويقوم بتعذيبهم وقتلهم ورمْي جثثهم في الطرق؟
سيادتك: أين سيادة القانون في مظاهرات ترفع العِصِيّ وتمسك بالمولوتوف وتضرب بالرصاص؟
سيادتك: أين سيادة القانون؟
إن أول ما نعرفه عن سيادة القانون أنه لا يمكن أن يسود بحكم الأيدي المرتعشة والعقول المترددة.
كده مصر ح تضيع كما يخطط بديع.

 

مسلسل التحريض الإعلامي

هذا جزء من مقال خطّه إبراهيم عيسى كجزء من مسلسل التحريض الإعلامي المتواصل يومها على معتصمي ميدان رابعة، على أمل أن يلحقهم ما بدأه العسكر أمام إحدى مقرات الحرس الجمهوري.

إبراهيم عيسى قال قبلها تعليقا على عملية القتل التي تعرض لها المحتجون هناك: "مشهد الجثث مروع والحادث يئن له أي إنسان. لكن الإخوان هم من حرضوا على قتل هؤلاء البسطاء أمام منشأة عسكرية وليست عامة عندما هاجموا الجيش". القتل في نظره سهل ورخيص عند جماعة الإخوان ولا يعقل أن يقوم الجيش بعمليات قتل بتلك البشاعة للمصريين إلا إذا أجبر على ذلك. 

وإمعانا في التحريض كتب إبراهيم عيسى، يبحث في "الإسلام" عن وجوب طاعة السيسي المنقلب على الرئيس المنتخب مجهدا نفسه في استدعاء ما أمكنه من أرشيف الطغيان والاستبداد، مقالته "طاعة السيسي من الشريعة الإسلامية" ولو كان ما حدث انقلابا، وهو عنده "ثورة شعب ولم ولن تكون انقلابا أبدا"، فالإمارة "تنعقد بالغلبة كما تنعقد بالرضا"، وما دام المتغلب "صاحب شوكة" فهو الأصلح لسياسة الأمة وقيادتها، والرضوخ للأمير واجب ولو كان شيطانا في صورة إنسان كما في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان عن رسول الله، والعهدة على إبراهيم.

عند الدعوة للقتل الصريح لا بأس من الاقتباس من صحيح مسلم أو البخاري، ولا بأس أيضا من الانتقال من المحاججة بـ "المنطق والعقل" إلى الاستناد إلى النصوص دون تدقيق أو تمحيص أو فرز لعنعنتها أو إسنادها. ذاك كان ديدن إبراهيم عيسى ولا يزال ومعه من استند إليهم السيسي في تبرير انقلابه ومن ثم قتله المصريين وسجنه وتهجيره المعارضين في دولة "الشخصية الأقذر" كأبشع تجليات دولة "الشخصية الأقدر" المفروضة بالسلاح أو الثورة أو النص الدستوري.

فيلم صاحب المقام- 2020، للمخرج محمد جمال العدل وتأليف إبراهيم عيسى

في مكتب المقاول يحيى حسن الرمالي، اجتماع بين الشركاء الثلاثة يحيى والتوأم حليم وحكيم.

حليم: يا جماعة اسمعوا كلامي. لازم يتهد..

حكيم: نهد إيه يا مجنون انت؟ ده مقام ولي.

حليم: ولي إيه يا حكيم؟ ده خرافات وضد الشرع.

يحيى: الحقيقة أنها ضد الشرع طبعا.

حليم: أيوه. السلفيين في المنطقة قالبين عليه الدنيا. مفيش خطبة جمعة إلا بيتكلمو في الموضوع ده، ومنعوا الزيارات والصلاة.

حكيم: عموما ده مفرقش مع الناس. لسه لغاية دلوقتي بيروحو هناك يدعو ويصلوا.

حليم: انت بتقول ايه يا حكيم؟ انت بتهرج. مفيش حاجة أصلا تأكد ان الضريح ده فيه ولي. وبقولك السلفيين ثلاث مرات يطلعو علشان يهدوه.

حكيم: وايه ايلي منعهم؟

حليم: الناس؟

حكيم: عموما أنا بتكلم عن المصلحة مش العواطف. مش من مصلحتنا أبدا يا يحي نعادي الأولياء. احنا مش الدولة. ثم الدولة لما بتعمل كده مبتهدش مقام. بتنقلو لو احتاجت مكانه.

يحيى: حلو اوي. خلونا نقول كلام دقيق ومحدد. احنا كده كده علشان نبني الكومباوند ده لازم نشيل المقام. هو صحيح مقام ولا جامع ولا ايه بالظبط.

حليم: تقدر تقول زاوية أو ضريح بس الناس بتصلي فيه بس مش جامع.

يحيى: عظيم جدا. ايه ايلي حيحصل بقا لو بنينا مكانه جامع شيك وعلى نفس الطراز المعماري للكومباوند بتاعنا. ما احنا كده كده لازم نبني جامع.

حكيم: لا طبعا مينفعش. أولا المسجد ايلي حضرتك حتبينه ده حتبنيه جوه كومباوند، يعني الناس العادية الغلابة مش حينفع يدخلوه. ثانيا حتودي ضريح سيدي هلال فين؟ 

يحي: هو سيدو هلال ده مشهور؟ ولي بجد يعني وليه طريقة؟ 

حليم: أبدا. ولا حد يعرفو. نكرة..

حكيم: اخرس.. طبعا ولي وله كرامات. أنا بشوف ناس بتجيلو من اخر الصحراء علشان يزوروه.

يحيى: قولتلي أصحابك السلفيين مالهم؟

حليم: احنا كل ايلي حنعملو اننا نفتح للسلفيين سكة مش اكثر. حنخلي البي آر عندنا في شركتنا يعملو حملة كبيرة جدا على السوشيال ميديا يقولو فيها ان الاضرحة حرام وعفا عليها الزمن ومفيش مانع يقولو ان الشيخ هلال ده حرامي وكل ده بأكاونتات فيك يعني احنا ملناش أي علاقة بالموضوع.

حكيم: لا اله الا الله.. حتقولو على سيدي هلال انه حرامي؟

يحيى: حلو وبعدين؟

حليم: حنحتاج نتبرع لجامعين ثلاثة للسلفيين بالمنطقة.

يحيى: ماهي سلهة وبسيطة اهي.

حكيم: سهلة وبسيطة؟ مؤامرة لهدم ضريح ولي بقت سهلة يا مؤمنين؟

يحيى: المؤامرة ايلي علشان مصلحة اسمها خطة يا حكيم.. خطة..

وهُدِم الضريح..

"الهد" أو فض الاعتصام السلمي بميدان رابعة بالقوة كان الخيار الذي احتشدت الأذرع الإعلامية للانقلاب بمصر للدعوة إليه. استل الكتاب سكاكينهم ليخطوا بها المقالات، وأخرج المذيعون رشاشاتهم ليقصفوا بها المشاهدين من خلال الشاشات ويهيئوا الطريق للأجهزة الأمنية ليعيثوا في الميدان قتلا وذبحا وترويعا. اثنتا عشرة ساعة كاملة كانت كافية لإتمام المهمة المقدسة وحرق الميدان قبل أن يستلم "سحرة فرعون" المشعل للتبرير بل التمجيد. 

قبل الفض الدموي روجوا من الإشاعات ما استطاعوا إليه سبيلا. فالميدان بؤرة إرهابية تزينها الأسلحة الخفيف منها والثقيل، والمعتصمون يعيثون في أجساد النساء حرثا باسم جهاد النكاح، والأطفال مسخرون كدروع بشرية لمنع السلطات من التطهير، والتعذيب ممارسة يومية تتكفل "الكرة الأرضية" تحت المعتصم بإخفاء جثث القتلى وطمس الأدلة وإقبارها.

 

في آداء مهمة التحريض تساوى المبتدئون الباحثون عن موطئ قدم في "جنة" التطبيل، والمخضرمون الذين خبروا دهاليز السلطة واستفادوا من عطاياها. إبراهيم عيسى كان في المقدمة باعتباره منتشرا في الفضاء الإعلامي في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية وفي السينما وفي كتابة تويتات محمد البرادعي، كما فضحتها تسريبات عبد الرحيم علي، زميل التحريض على القتل قبل افتراق السبل على هوى الأجهزة وصراعاتها.

المشاكل في عرف إبراهيم عيسى لا تحل بل تنتهي. وإنهاؤها لا يتم بأيدي مرتعشة لا تأبى الضغط على الزناد.

عودة إلى "صاحب المقام"..

بعد هدم مقام "سيدي بلال"، تتعرض حياة يحيى حسن الرمالي ل"نقمة" الأولياء، فتراه يجوب المزارات ويتبرك بالأولياء استدرارا للمغفرة والسماح. وإلى ضريح الإمام الشافعي تقوده الأقدار.

يحيى: هي الناس بترمي الجوابات هنا ليه؟


موظف بالضريح: ده جوابات للإمام الشافعي. الناس البسطاء هنا في مصر من زمان بيلجأوا للإمام الشافعي يحطوا جواباتهم يطلبو منو الشفاعة والدعاء ويدعو ربنا سبحانه وتعالى انو يخفف على المرضى ويفك كربهم ويحل مشاكلهم.

يحيى: وبتتحل؟

الموظف: المشاكل مبتتحلش.. مصيرها تنتهي، وساعتها بتتحل.

في الأخير يستلم يحيى رسائل الناس ويقرر أن يبدأ في الاستجابة لها لعله ينال الرضا.

الموظف: انت رسول الامام دلوقتي يا يحيى. اوعى تخذل الناس في دعائها.

كانت مشيئة الانقلاب يومها هدم "الأضرحة" رغبة في القضاء على الخصوم. لأجل ذلك انبرى "السحرة" في البحث عن الأسباب وتسويق المبررات. بعدها، صار التأسيس لعبادة صنم السيسي والتبرك بكراماته كلمة السر التي جعلته "صاحب المقام" الأوحد لا شريك له في ملكه وسلطانه، على يديه الملطختين بالدماء تقضي الحاجات وإليه تهوى الأفئدة وبه تستغيث. السيسي في دين إبراهيم وقومه "نبي" ولا يعلم جنود ربك إلا هو.

 

في آداء مهمة التحريض تساوى المبتدئون الباحثون عن موطئ قدم في "جنة" التطبيل، والمخضرمون الذين خبروا دهاليز السلطة واستفادوا من عطاياها. إبراهيم عيسى كان في المقدمة باعتباره منتشرا في الفضاء الإعلامي في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية وفي السينما وفي كتابة تويتات محمد البرادعي، كما فضحتها تسريبات عبد الرحيم علي،

 



لم يكتف "سحرة فرعون" بالقضاء على الخصم/ الإسلام السياسي، فالتجديد الديني، زمن الانقلاب على كل الثوابت والقوانين والأعراف، صار الهدف الأسمى. الإسلام لابد له أن يتحول إلى مجرد خرافات لا وسيلة لتنظيم الحكم وحياة الناس. والانتقال من خطاب "المنطق" إلى "الخرافة" رهن إشارة الحاكم بأمر العسكر وقوى الإقليم الممولة لأبواق الدعاية والتجديف.
 
لسبع سنوات كاملة عن مجزرة رابعة، واصل النظام الانقلابي بجنوده وقواه الأمنية وكتيبته الإعلامية، الجديد منها والقديم، مهمة تجريف الحياة السياسية وتحميل "إرهابيي" رابعة وغيرها من ميادين الثورة والشرعية مسؤولية ما لحق بالبلاد ولا يزال من هدم للثوابت وتفريط في الأرض وتدمير للمقدرات في البر والبحر. كلمة السر موحدة فيما يردهم من "جهاز سامسونغ": الإخوان. اعتبرت الجماعة إرهابية وحوكم المنتمون إليها وغير المنتمين وقتلوا وشردوا ونفوا بجرم العمل لتحقيق أهدافها في قلب النظام. لكنها برغم ذلك شماعة لا بديل للنظام الانقلابي عنها. 

إبراهيم عيسى اعتبر "فيروس كورونا أشرف من الإخوان فهو لا يكذب ولا يخادع وليس عميلا لدولة أو ممولا من حكومة"، و"العائلات الإخوانية أخطر من الخلايا الإرهابية. الخلية تستلم عناصرها شبابا بينما الأسرة تربي طفلها منعزلا عن بلده، ومكفرا بمجتمعه، فلا يجد عندما يكبر مشكلة في أن يقتل ويفخخ وينسف وسط تكبير عائلته لشهيدهم القاتل". الديمقراطية في فهم إبراهيم "لا تعني أن نترك العنف والإرهاب في الشارع تحت ذريعة أنها حقوق الإنسان". سكيزوفرينيا إبراهيم عيسى واضحة بين فهمه للنظرية ودعواته للتطبيق، وهو ما أفرز كاتب سيناريو، يحول "أفلامه" لمناظرات تلفزيونية تجتر نفس المفاهيم والدعوات، لكنها أيضا تحمل نوعا من الرغبة في "التطهر" مما اقترفت اليد واللسان.

فيلم الضيف- 2018، للمخرج هادي الباجوري وتأليف إبراهيم عيسى

في ليلة تعرفه على خطيب ابنته، يحتد النقاش بين الدكتور يحيى حسين التجاني/ إبراهيم عيسى والخطيب أسامة.

أسامة: الغريب يا دكتور أن رغم إيمانك بالحرية شاركت في سجن وتعذيب شخص.

يحيى: ده انا؟

أسامة: ايوه انت.

يحيى: يا ريت والله تتكرم وتشرح لي.

أسامة: وجدي عبد الصمد.

يحيى: مالو وجدي عبد الصمد؟

أسامة: يا دكتور..

يحيى: يا دكتور.. صيغة النداء دي المقصود بيها ايه بالظبط؟ تنشيط للذاكرة ولا اتهام؟

أسامة: الراجل صورته متعلقة لسه جوه عندك. صديق الصبا دخلتو السجن وعذبته. (يبدو التوتر على وجه يحيى) ايه، حزين لما تفتكره؟ مش طلعت تكتب عنه وتهاجمو في البرامج وتحرض الأمن عليه. انتو ساكتين عليه ليه؟ ومين بيحميه؟ صح؟

يحيى: والله الشيخ ده بيقول أن الديمقراطية كفر وحرام، الآثار حرام، الفن حرام، المرأة حرام وهي أصلا مجرد مهيج جنسي، المسيحيين حرام ومواطنين درجة تانية.. ايييه اييه بالظبط يعني؟ لأ وبيقول الكلام ده فين؟ في الجوامع والبرامج ودروس عصر ودروس مغرب والدولة سايباه لمجرد انو في نهاية كل خطبة بيدعي للحاكم. طبعا هاجمتو وهاجمت كمان تواطؤ الدولة معاه. 

أسامة: والنتيجة أن الدولة سجنته وعذبته ومات من التعذيب.

يحيى: أنا ضد تعذيب نملة مش بني آدم.

أسامة: ومع ذلك شريك فالجريمة.

يحيى: تعذيبه جريمة لكن مش جريمتي أنا. بقولك ايه.. هما أصلا متحركوش ضده إلا لما دوروا وراه ولقوه بيمول جماعة إرهابية، مش علشان كلامي يعني.

أسامة: ظلم يا دكتور يحي وانت عارف كده أكثر مني

يحيى: ظلم لكن مش أنا ايلي ظلمته.

أسامة: يا دكتور.. يا دكتور.. ده مات من التعذيب.

يحيى: الإرهابي ايلي بيذبح والظابط ايلي بيعذب بالنسبة لي الاثنين مجرمين. 

أسامة: دكتور وجدي عبد الصمد ضحية. 

يحيى: مش ضحيتي أنا. مش ضحيتي. يا ابني انت أصلا متعرفش وجدي عبد الصمد كان عامل ازاي قبل ما يتحول لوحش. التطرف عمى قلبه وعقله. ده كان أرق واحد فينا.. كا أطيبنا. 

أسامة: ومع ذلك معترضتش على تعذيبه.

يحيى: مين قال لك الكلام ده؟ أنا قلت طبعا وكتبت كمان إذا ثبت أن وجدي عبد الصمد مات تحت التعذيب فيجب محاسبة ومعاقبة كل من عذبه.

أسامة: مين ح يثبت؟

يحيى: الأجهزة المسؤولة.

أسامة: ايلي معذباه.

يحيى: ايوه.. ماشي.. نهاجمها.. نفضحها.. نكشفها. انت عايزنا نعمل ايه يعني؟مش ح ابرأ أبدا أفكار واحد إرهابي بجريمة تانية اسمها أنه تعذب لحد ما اتقتل.

أسامة: تسمح لي أخش الحمام يا دكتور؟

في فيلمي الضيف وصاحب المقام، يصر إبراهيم عيسى على تسمية بطليه باسم (يحي). فالرجل يريد لنفسه المحيا ول"أفكاره" الخلود. كما أنه يسعى جادا لتبرئة النفس مما اقترفت لعله يتطهر من خطاياه. في فيلم الضيف يقتل الخطيب الإرهابي أسامة اضطرارا، وفي صاحب المقام يحاول ما استطاع تحقيق أحلام الناس المقهورين، ويبعث في الأخير رسالة للإمام الشافعي لا نعرف مضمونها. وفي كلتا الحالتين ف"التوبة" أبعد ما تكون من أن تكون نصوحا. دس السم في العسل حرفة أتقنها إبراهيم عيسى، وإطلاق الكلام على عواهنه مهمة أبدع فيها اتكاء على "مصداقية"، يدعي اكتسابها من نضال "كرتوني" في مواجهة السلطة أتقن دورها لسنوات، مع حملات إعلانية كبرى واحتفاء بتلك الأشياء المسماة تجاوزا بالأفلام. لكن الماضي يلاحق مقترفي الجرائم مهما طال الأمد، ولا يكفي تغيير أسماء الميادين لطمس معالم الجريمة النكراء ولا التصدق على الفقراء بالمال الحرام يعفي من العقاب. 

المنطق يفترض دعوة الدولة، ولو كانت منقلبة على الشرعية، لتحقيق طموحات الشعوب. المقاول يحيى لن يكون يوما بديلا عن مؤسسات الدولة. لكن إبراهيم عيسى يسعى لإعفائها من المسؤولية وهي المشغولة بالجباية وتحصيل المكوس على طريقة بطلين سينمائيين يعرفهما جيدا، هما (شوما) و(ستيف) من فيلم (مكتوب ـ 2017) الإسرائيلي. القصور والمشاريع الفرعونية، التي لا طائل منها، في حاجة لسيولة تنفق عليها. وما دمنا دولا لا تنتج فائضا فجيوب المواطن أسهل الطرق لتحقيق أحلام السلطة ونزوات "قائدها".

شوما وستيف شاهدان على صحفي وكاتب ومذيع وكاتب تويتات وسيناريست تحول من قاتل متسلسل إلى مجرد سارق أفكار. صاحب المقام، نسخة مسروقة ومهترئة من فيلم إسرائيلي لم يعتمد الخرافة موجها لأحداثه بل الإقناع عبر قصة بسيطة لا تحتمل التأويل. إبراهيم عيسى، القاتل المتسلسل الذي تحول للص وضيع، شوه الفكرة ووضعها في الإطار الذي يخدم أسياده ولسانه حاله كلسان بطله في الضيف يقول:

أنا الدكتور يحيى حسين التجاني، الكاتب والمفكر. بعد 12 كتاب ومجلد وبعد عشرات المحاضرات واللقاءات التلفزيونية، وبعد حوالي 30 سنة من محاولتي تنوير عقول الناس والإصلاح الديني، أعلن أنني فشلت وأنني أسحب كل ما كتبت وكل ما قلت وكل ما أذعت.

هذا في الخيال، أما في واقع الأمر فالتحرر من أغلال السلطة وقيود الأيديولوجية مجرد أوهام.

صوت الطفل الذي كان يصرخ بجوار أمه المغدورة في فض اعتصام رابعة (اصحي يا ماما.. اصحي يا ماما.. اصحي بالله عليك) غير مدرك أنها فارقت الحياة، سيبقى أقوى من ترانيم أو أغاني يحاول إبراهيم عيسى دغدغة "الوحدة الوطنية" بها في فيلم الضيف، أو مشاهد لاستدرار دموع المتفرجين في صاحب المقام.

بئس القاتل وبئس اللص.

التعليقات (0)