هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* "صناعة الموت" و"إشاعة الخوف" في أرجاء مصر إحدى أهم أدوات الحكم والسيطرة لدولة الضباط
* السيسي يوظف الخوف والدمار كورقة حشد خلف حكمه داخليا وخارجيا تحت عنوان "الحرب على الإرهاب"
* مجزرة رابعة هي الركن الأساسي في جريمة الانقلاب وستظل معولا في ملاحقة نظام السيسي
* التحالف الوطني لا يزال يحمل لواء رفض الانقلاب وسقوط هذا اللواء قد يمثل الخسارة النهائية لمعسكر الشرعية
* الانتخابات تحت حكم دولة الضباط عملية شكلية هدفها زخرفة وتزيين حالة القمع والإقصاء
* الخلاص من حكم العسكر سيحدث بشكل أو بآخر.. وندعو لتكاتف الجميع لإسقاطه والتخلص منه
* الحزب الإسلامي له دور في كل الفعاليات السياسية بعد ثورة يناير.. وجمّدنا نشاطنا بالداخل عقب الانقلاب
قال البرلماني
السابق والقيادي بالحزب الإسلامي المصري، نزار غراب، إن "الانتخابات تحت حكم دولة الضباط عملية شكلية هدفها زخرفة وتزيين حالة
القمع والإقصاء"، مشدّدا على أنه "لا مجال للسياسة في ظل الحكم العسكري".
ولفت، في مقابلة مع "عربي21"، إلى أن
"الحركة الإسلامية المصرية وقعت في أخطاء على عدة مستويات بدءا من تقديراتها
للواقع وإدارة ملفاتها السياسية مرورا بعلاقاتها البينية والبنيوية"، داعيا
لضرورة إجراء "مراجعات حقيقية بشفافية وإخلاص".
وأكد غراب أن "الحزب
الإسلامي عضو مؤسس في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وله دور في كل الفعاليات السياسية بعد
الثورة، ولا يزال مستمرا حتى الآن في التحالف
ومُمثلا في الخارج"، منوها إلى أن "الحزب قرر تجميد نشاطه في الداخل
لا سيما بعد اعتقال عدد كبير من قياداته ورموزه".
وأوضح غراب أن "التحالف الوطني بدا في
السنوات الأخيرة أضعف تأثيرا وفاعلية، إلا أنه لا يزال يحمل لواء رفض الانقلاب
والتمسك بحق الشعب في اختيار مَن يحكمه، ونرى أن سقوط هذا اللواء قد يمثل الخسارة
النهائية لمعسكر الشرعية".
وتاليا نص المقابلة:
أين الحزب الإسلامي من التفاعلات التي يشهدها الشارع المصري؟
الحزب الإسلامي أدرك منذ اللحظات الأولى
للانقلاب العسكري الدموي أنه لا مجال للسياسة في ظل الحكم العسكري، وقرر الحزب
تجميد نشاطه في الداخل لاسيما بعد اعتقال عدد كبير من قياداته ورموزه. أما في
الخارج فلا تزال قيادات الحزب تعمل مع التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب،
ومتمسكة بدورها الإسلامي والوطني.
كيف تنظرون للانتخابات البرلمانية؟
الهيمنة الأمنية أساس الحكم في دولة انقلاب
الضباط، وبالتالي فلا وجود لحياة سياسية حقيقية تُتاح فيها حقوق الاختيار وتُمارس
فيها السياسة باختلاف وتنوع؛ فالانتخابات تحت حكم دولة الضباط عملية شكلية هدفها
زخرفة وتزيين حالة القمع والإقصاء.
الحزب الإسلامي عضو مؤسس في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يواجه انتقادات لعدم فاعليته في المشهد منذ نحو 4 أعوام.. فما تقييمكم لأداء التحالف؟
الحزب الإسلامي عضو مؤسس في التحالف الوطني
لدعم الشرعية، وله دور في كل الفعاليات السياسية بعد الثورة، وهو لا يزال مستمرا حتى
الآن في التحالف ومُمثلا في الخارج.
صحيح أن التحالف بدا فى السنوات الأخيرة أضعف
تأثيرا وفاعلية، إلا أنه لا يزال يحمل لواء رفض الانقلاب والتمسك بحق الشعب في
اختيار مَن يحكمه، وفي تصورنا أن سقوط هذا اللواء قد يمثل الخسارة النهائية لمعسكر
الشرعية.
لكن ألا ترون أنه بوفاة "مرسي" انتهى دور التحالف الذي كان يرفع لواء "عودة الشرعية"؟ ولماذا أنتم مستمرون بعضويته رغم الانسحابات الكثيرة التي حدثت منه على مدى الأعوام الماضية؟
جوهر الموضوع هو ثورة يناير والمحاور التي تم
اكتسابها من تقويض للقمع، وتمدد للحريات، واختيار المؤسسات التي تنوب عن الشعب في
الحكم فليست القضية مشخصنة في شخص الرئيس مرسي - رحمه الله - ولكنها تنصب على
المبادئ والمكتسبات. لهذا فنحن مستمرون في تحالف دعم الشرعية الرافض لحكم الشعب عبر
انقلاب عسكري وفئة من الضباط بالقوة ليكون الحكم بالانتخاب الحر والاختيار.
الرئيس الراحل محمد مرسي كلّف نائب رئيس الحزب الإسلامي مجدي سالم، وفريقه، بزيارة سيناء لمحاولة تهدئة الأوضاع هناك.. لو تحدثنا عن دوركم السابق في هذا الصدد؟ وكيف تنظرون حاليا للأوضاع بسيناء؟
إشعال سيناء كان أحد محاور مخطط التحضير
للانقلاب من دولة الضباط؛ فكان حادث قتل 16 جنديا، ثم حادث اختطاف جنود، ثم اجتياح
سيناء بالانتهاكات لحقوق أهلها لتحفيزهم لدخول معركة الدفاع عن النفس ضد
الانتهاكات في حقبة الرئيس مرسي، ونظرا لأنه كانت تربطنا علاقات ببعض رموز القبائل
بسيناء حيث كانوا معنا ضحايا الاعتقال لمدد طويلة في حقبة مبارك؛ فقد قمنا بزيارة
لسيناء ونجحنا في احتواء الأزمة ووقف الانتهاكات، ولما كانت إحدى أهم أدوات الحكم والسيطرة لدولة الضباط صناعة الموت
وإشاعة الخوف في أرجاء الوطن فقد تم إعادة إشعال سيناء بالاقتتال منذ 7 سنوات دون
تحقيق أي هدف سوى الخوف والدمار الذي يوظفه السيسي كورقة حشد خلف حكمه داخليا
وخارجيا تحت عنوان "الحرب على الإرهاب".
ما هي الدوافع الحقيقية التي قد تجعل الجماعات المسلحة في سيناء تلجأ لهذا الخيار هناك؟
سيناء مجتمع قبلي، والمجتمع القبلي من خصائصه
أنه مُسلح ولا يقبل الاعتداء على أرضه، ولا على عرضه، والجماعات المسلحة هناك
لديها إضافة إلى ذلك أجندة سياسية تتضمن دعم الشعب الفلسطيني، وهذا ضد سياسة دولة
الضباط في حصار الشعب الفلسطيني، وتتضمن الأجندة السياسية للجماعات المسلحة مواجهة
الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ضد سياسة دولة الضباط في تأمين الاحتلال، فمع التهجير،
وهدم البيوت، وحرق المزارع، وانتهاك حقوق أهل سيناء كل هذه الظروف تضافرت لتدفع
الجماعات المسلحة للدفاع عن نفسها وعن حقوقها.
الحقوقي المصري البارز مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بهي الدين حسن، أكد في مقابلة مع "عربي21" أنه جرى تخريب دور الجيش في عهد السيسي، وأن أحدث أدواره الآن هو دور الحزب السياسي الأوحد.. هل تتفق مع ما ذهب إليه؟
لا يوجد شيء اسمه حياة سياسية. فقط توجد فئة
مسلحة تعمل على حماية مصالحها في الثروة والنفوذ داخليا، وفي تنفيذ أجندات
للمحتلين بمقابل سياسي ومالي خارجيا، وكل مظاهر السياسة داخليا يديرها الضباط، فهل
توجد حياة سياسية في العالم يصنعها ويديرها ويخرجها جهاز أمني؟
كيف تنظر لإشكالية العلاقة بين الجيش والإسلاميين؟ وهل هم في "معركة صفرية"؟
المعركة بين القيادة التي تقود الجيش وبين أي
محاولة للتغيير في مصر نحو النهوض، وهذا يهدد مصالح السيطرة والنفوذ والثروة للفئة
التي تقود الجيش، ورغبة التغيير يمثلها كل رموز 25 يناير، والتي ضمت كل ألوان
الطيف السياسي.
هناك مَن يرى أن الأحزاب ذات الصبغة الإسلامية في مصر أوشكت على الأفول تماما تحت وطأة الملاحقات والضربات الأمنية والقضائية التي تتعرض لها.. فهل هذا صحيح؟
المدافعون عن الوطن من منطلقات إسلامية في
الساحة منذ ما يقرب من قرن، ومخطط حربهم لم ينجح في القضاء عليهم، والعنف والموت
صناعة الضباط، ولا سبيل لتطويقه إلا بإقامة حياة سياسية سليمة تُمارس فيها الحقوق
السياسية.
في تصوركم، ما هي أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الحركة الإسلامية المصرية؟ وإلى أي مدى يمكن تصحيحها وتجاوزها؟
الحديث عن الأخطاء ومراجعة المواقف هو من
الأمور الهامة لكل تجمع بشرى حي وبالتأكيد الحركة الإسلامية وقعت في أخطاء على عدة
مستويات بدءا من تقديراتها للواقع وإدارة ملفاتها السياسية مرورا بعلاقاتها
البينية وأيضا البنيوية، ونحن نرى ضرورة تلك المراجعة إن أرادت الحركة البناء على
ما أنجزته حتى الآن، ونحن هنا لا نتحدث عن بعض فصائل الحركة التي ضلت طريقها
واختارت الانحياز إلى أعداء أمتها وأمنها ودينها.
كيف تنظرون لمستقبل الأحزاب ذات الصبغة الإسلامية في مصر؟
في ظل حكم دولة الضباط الأحزاب تديرها إدارة
متخصصة بالأمن الوطني ووجود هذه الأحزاب من الناحية الرسمية هو والعدم سواء. والحقيقة
أن الأحزاب والحركات إنما تستمد مشروعية وجودها من رصيدها عند الناس وتفاعلها مع
قضايا أمتها، ولذلك سيظل للحركة الإسلامية وجود طالما ظل لها رصيدا، وهو ما يؤكد
مرة أخرى على ضرورة ما ذكرناه سابقا من أهمية المراجعة والإصلاح بجد وشفافية وإخلاص.
بعد أيام قليلة تمر الذكرى السابعة لمجزرة فض رابعة.. فكيف ترى تلك المجزرة اليوم؟ وهل ذهبت حقوق ضحاياها سدى؟
مجزرة رابعة هي الركن الأساسي في جريمة
الانقلاب، وسوف تظل معولا في ملاحقة نظام قام على الدم والقتل، وإن لم تنجح
محاولات اليوم والأمس في ملاحقة الجناة فلن يستمر إفلات الجناة إلى الأبد، لأن الغطاء السياسي الذي يحتمون به يتغير ولا
يدوم.
ما هو تصوركم في الحزب الإسلامي لكيفية إنهاء الأزمة المصرية؟
لسنا بصدد أزمة سياسية أو التحدث من موقع
معارضة. مصر تعيش تحت وقع حكم عسكري يجب أن يتكاتف الجميع لإسقاطه والتخلص منه قبل
أن يقضي على كل أخضر ويابس في هذا الوطن الحبيب الذي فرط في دماء أبنائه وفي
مقدراته وثرواته ومياهه ومستقبل أجياله.
ونحن نرى أن الخلاص من حكم العسكر سيحدث بشكل أو
بآخر، وكما قام الشعب بثورته على نظام مبارك فسيفعل مرة أخرى وستنقشع تلك الغمامة
السوداء التي أظلمت الوطن.