هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، مساء السبت، اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته، مؤكدا أنهم أفسدوا فرحة عيد الأضحى المبارك على سكان جنوب طرابلس.
وقال في كلمة بمناسبة العيد: "في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان سكان جنوب طرابلس يقضون عيدهم في المدارس والملاجئ بسبب الحرب التي شنها مجرم الحرب خليفة حفتر على العاصمة".
وأكد أن "العيد يمر هذا العام والشعب الليبي يعاني فيه من تبعات الحرب وويلاتها".
اقرأ أيضا: هدوء مستمر في ليبيا مع أول أيام عيد الأضحى
وأضاف أن "عدوان المجرم حفتر على طرابلس انتهى، ولم تتحقق إلا الحسرة والندامة لمن شن الحرب على طرابلس، والفخر لأبناء الوطن الذين تصدو لهذا العدوان".
ولكنه شدد على أن "عدوان حفتر إن انتهى في طرابلس، فإنه لم ينته في ليبيا بالكامل".
وقال: "علينا أن نفكر جميعا في السبل الناجعة لإنقاذ الوطن"، مضيفا أن "أمامنا فرصة مهمة للمضي قدما في طريق السلام، ونبذ الفرقة والاتحاد من أجل الوطن".
وتابع: "نحن على يقين بأننا على الحق، وندعو إلى السلام وإنهاء الفرقة، وندعو إلى التئام مجلس النواب كاملاً في مدينة ليبية واحدة".
ودعا المشري، مجلس النواب، إلى "اتخاذ خطوات شجاعة مع المجلس الأعلى للدولة لتوحيد الوطن".
وأكد أن "دعوتنا للسلام لا تنبع من ضعف، ونحن في نفس الوقت عازمون على اجتثاث الانقلابيين من جذورهم".
وتوجه للشعب الليبي بالقول: "نعد كل المهجرين من بيوتهم في أجدابيا وبنغازي ودرنة وفزان، أن هذا العيد سيكون آخر الأعياد لهم وهم في المهجر".
وقال: "نحن حريصون على كل أرواح شباب ليبيا، ومدنها وثرواتها من الدمار".
قوات حفتر تهدد
في المقابل، أطلقت قوات حفتر تهديدات في أول أيام العيد، بشأن اقتراب أي سفينة أو طائرة من ليبيا دون التنسيق المسبق معها.
جاء ذلك على لسان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر.
وقال المسماري في بيان في صفحته على "فيسبوك": "نلفت عناية الدول التي تقترب سفنها أو طائراتها من المياه الإقليمية أو الأجواء الليبية، إلى ضرورة التنسيق مسبقا للحيلولة دون وقوع تصادم معها".
اقرأ أيضا: الإمارات تهاجم تركيا مجددا وتطلب منها وقف التدخل بالعرب
وكان المسماري قد صرح الشهر الماضي بأن مصراته بمطارها ومينائها تستقبل الإمدادات التركية التي يتم إرسالها إلى ليبيا، لدعم قوات حكومة الوفاق المدعومة دوليا.
تحذيرات أممية
من جهتها، حذرت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، من خطر تحول الصراع الداخلي في ليبيا إلى حرب إقليمية بالوكالة.
وفي حديثها، السبت، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، كشفت أن الليبيين متخوفون من رهن مستقبلهم بصراعات خارجية.
وقالت إن الشعب الليبي أنهك بسبب الصراع المسلح منذ أن أسقط نظام معمر القذافي سنة 2011.
وشددت الدبلوماسية الأمريكية، ستيفاني ويليامز، على أن الشعب الليبي يسعى إلى وقف القتال وإطلاق عملية انتقال سياسي شاملة وهادئة.
وقالت: "مع وجود عدد كبير من اللاعبين الخارجيين الذين لديهم أجنداتهم الخاصة، يعد خطر سوء التقدير واندلاع نزاع إقليمي مرتفعا".
ثم أوضحت أن ما يجري في ليبيا الآن، هو معركة بين خصوم خارجيين في ضوء حرب أهلية يفقد فيها الليبيون سيادتهم كل يوم.
وشنت قوات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، حربا على طرابلس في 4 نيسان/ أبريل 2019، سقط فيها قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب الدمار الواسع، قبل أن يتكبد خسائر كبيرة، وسط دعوات حاليا للحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.