هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا مشاركون بندوة سياسية فلسطينية إلى ضرورة صياغة استراتيجية وطنية شاملة تقوم على الوحدة الوطنية بين كافة المكونات في الداخل والخارج، وذلك بهدف مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وشدد هؤلاء في كلمات لهم خلال الندوة التي عقدها "فلسطينيو الخارج" تحت عنوان "المشروع الوطني، الدور المطلوب والآليات" عبر الإنترنت، على تفعيل دور الشباب وإعطائهم مساحة أكبر في رسم السياسات والاستراتيجيات الفلسطينية.
من جهته، دعا رئيس منتدى الشرق، وضاح خنفر، إلى إجراء حوار "عظيم" بين مكونات الشعب الفلسطيني للخروج باستراتيجية موحدة لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وقال خنفر خلال كلمة له بالمنتدى، إن النظام الدولي الذي بدأ يتصدع أخيرا، قد يسمح لنا بالنفاذ بما يضمن استعادة حقوقنا بالتحرير والعودة، مشددا على ضرورة "الصبر" في مواجهة خطط تصفية القضية، وعدم الركون لـ"ضغط اللحظة"، والاستسلام أمام أدوات ومخططات الاحتلال.
اقرأ أيضا: اليسار الفلسطيني: الجذور الفكرية والواقع والتحديات (1 من 2)
وشدد خنفر على ضرورة الوحدة الفلسطينية بكل المكونات في الداخل والخارج وصولا إلى تشكيل استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من تاريخ النضال الفلسطينية الذي بدأ من وعد بلفور عام 1917 مرورا بالنكبة الفلسطينية وما تبعها من محطات مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.
وأضاف: "يجب أن يخضع نضالنا على مدار 100 عام للتمحيص والمراجعة للاستفادة من التجارب لمواجهة الحرب التي يشنها الاحتلال على الذاكرة والثقافة الفلسطينية".
كما دعا إلى ضرورة تفعيل التواصل مع الشعوب العربية والعالمية بروح واستراتيجية جديدة، بما يضمن عقد شراكات حقيقية لا تقف عند دعم الحقوق الفلسطينية، بل ترتقي إلى دعم كل القضايا الإنسانية حول العالم.
من جهته، دعا المؤرخ الفلسطيني الأمريكي، إلى رسم استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة إعطاء قطاع الشباب والنساء دورا أكبر في رسم السياسات والاستراتيجيات الفلسطينية.
وقال الخالدي في كلمة له عبر الإنترنت: "نحن نعاني من وضع صعب جدا متمثل بعدم وجود استراتيجية للتحرير، وذلك بسبب سيطرة جيل الماضي على السياسة الفلسطينية في ظل غياب أي دور لجيل الحاضر".
اقرأ أيضا: هآرتس: نتنياهو يستغل "كورونا" لمواصلة التوسع الاستيطاني
وأكد المؤرخ على الاستفادة من تصاعد التأييد للقضية الفلسطينية في الساحة الأمريكية خلال السنوات الماضية، لافتا في هذا السياق إلى نجاح الشباب في تفعيل ونشر المظلومية الفلسطينية داخل الجامعات والمنظمات الشبابية الفاعلة، رغم كل المؤسسات الرسمية الأمريكية والإسرائيلية التي تقف خلف الرواية التي يروجها الاحتلال.
وشدد الخالدي على ضرورة الاستفادة من تجربة الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 48 وقال إنهم "يلعبون دورا مهما في طرح طرق جديدة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم تعرضهم لتمييز عنصري".
من جهته، دعا نائب وزير الدفاع التشيلي السابق، جيمي روخاس في كلمة له، إلى إعطاء فلسطينيي تشيلي والشتات دورا أكبر في خدمة القضية الفلسطينية.
وقال روخاس: "نحن نعتقد أن لدينا الوسائل والقنوات لدعم قضيتنا، وأدعو للعمل من أجل ربط كل الفلسطينيين في الداخل والخارج مع بعضهم البعض بهدف توحيد كل الجهود" داعيا إلى نبذ الصراعات والانقسام الداخلي بين الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة ممارسة ضغط كاف على المجتمع الدولي لحث الاحتلال على وقف التوسع الاستيطاني.
وفي معلوماتٍ قدمها رئيس مجلس إدارة المنصة الدولية لمنظمات المجتمع المدني العاملة لأجل فلسطين خالد ترعاني خلال تقديمه للندوة، ذكر أن 60% من الضفة الغربية هي منطقة "جيم" تقع تحت الوصاية الأمنية للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار ترعاني إلى أن عدد المستوطنات زاد من 144 إلى 1552، وعدد المستوطنين في فلسطين تضاعف 4 مرات خلال الربع قرن الماضي من 252 إلى أكثر من 800 ألف مستوطن.
ونوه إلى أن مصادرة الأراضي في الضفة ازداد بنسبة 368% من حوالي 136 ألف دونم إلى 500 ألف.
وقال إن المشروع الفلسطيني على الأرض هو في "تآكل وانحدار".
كما شارك عدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية بمداخلات في ختام الندوة ناقشوا خلالها دور فلسطينيي الخارج في المشروع الوطني الفلسطيني، كما بثت قناة الجزيرة مباشر الندوة كاملة.