هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استهجن جنرال
إسرائيلي، طريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، ملف أزمة تفشي
وباء كورونا، الذي هو بمثابة تهديد قومي وأمني، يمس بـ"إسرائيل" وقدرتها
على الردع.
أزمة متواصلة
وأوضح مدير عام شركة
"غلوبال غروب" للاستشارات الأمنية والتدريبات العسكرية والتي تنشط في
عدة دول، الجنرال احتياط يسرائيل زيف، أنه "منذ اللحظة التي اقتحم فيها
حياتنا، لم يكن وباء كورونا حدثا طبيا فقط، فهو تهديد وطني منظوماتي يصنف حسب
مزاياه كإرهاب أو كتهديد قومي غير تقليدي، يؤثر على عموم منظومات الحياة المتعلقة
بالمواطن وبالمجتمع، وبصفته هذه فيجب التعامل معه بصيغة الطوارئ".
ورأى زيف الذي ترأس
قسم العمليات وقائد فرقة غزة سابقا في جيش الاحتلال، في مقال نشر في "يديعوت
أحرنوت"، أن "المنظومات في إسرائيل مطالبة بأن تعمل بشكل منسق جرى
التدرب عليه في الماضي لمواجهة سيناريوهات الطوارئ بما في ذلك الفحوصات، وعزل
الأحياء، وإغلاق مطار "بن غوريون"، وتشغيل المستشفيات، وانتشار قيادة
الجبهة الداخلية في المدن، ومساعدة المحتاجين وغيرها؛ وكل شيء يجب أن يكون تحت
إدارة واحدة".
وأضاف: "منذ
بداية آذار/مارس الماضي، كان ينبغي أن يكون واضحا للقادة، بن هذا حدث شامل متعدد
المنظومات، وأزمة متواصلة وإن كانت بدايتها صحية، ولكنها ستتطور إلى أزمة
اقتصادية-اجتماعية تؤثر علينا بشكل دراماتيكي، وأزمة تستوجب قبل كل شيء ثقة
الجمهور وغلافا إعلاميا واسعا وشفافا".
وأعرب الجنرال عن أسفه
لأنه "لم يكن هذا هو الشكل الذي أدارت فيه الحكومة الأزمة، حيث التصقت
بالمحور الصحي فقط، دون نظرة متعددة الأبعاد على المعركة كلها، وكانت النتيجة
تحويل المشكلة إلى تكتيكات، وسلسلة قرارات حتى لو كانت ناجعة في الكبح الأول
للتفشي، إلا أنها عانت من نقص في التوازن لاحقا، تدهور إلى هوات في كل
الأبعاد".
إدارة مشوشة
وقدر أنه "بعد خمسة أشهر من نشوب الأزمة، فإن أصحاب القرار لم يستوعبوا بعد طابعها الاستراتيجي متعدد المنظومات، وإدارتها لا تزال تتميز بمداولات على المستوى التكتيكي وبقرارات متغيرة صبح مساء، في سياقات التجربة والخطأ"، لافتا أنه لم "تجر دراسة مرتبة، ولا تحليل منظوماتي يستشرف المستقبل".
اقرأ أيضا: وباء كورونا ينتشر بالقدس المحتلة والاحتلال يتعمد الإهمال
ورأى أنه "لا
ينبغي للحكومة أن تنشغل نفسها بإدارة الأزمة، بل بإدارة سياقات الخروج منها وخلق
الظروف التي تسمح بإعادة البناء والنمو، والنتيجة أننا لا ندير الوضع، بل ننجر
خلفه، ونغرق في حفر أخرى ستصعب علينا الخروج من الأزمة".
وأكد مدير عام شركة
"غلوبال غروب" للاستشارات الأمنية، أن "الحفرة التالية من شأنها أن
تكون ليست فقط اقتصادية بل أمنية أيضا، فالأعداء يرون صورة إسرائيل التي تفقد
الارتفاع وتضعف، وبات وضعها اليوم يبعث على ردود فعل دولية انتقادية بل
واستخفافيه".
وتابع: "كدولة
تعد رائدة في إدارة الأزمات، مع تكنولوجيا متطورة، وقدرتها على الانتقال الفوري من
وضع الحياة الطبيعية إلى الطوارئ؛ نحن نرى
الآن العكس تماما"، منوها أن "الصورة التي ترتسم في الخارج؛ صورة إدارة
مشوشة وعديمة الاتجاه، صورة سقوط اقتصادي وجمهور يفقد الثقة بقرارات حكومته ويخرج
للتظاهر في الشوارع".
فرصة كبيرة
ولفت زيف، إلى أن
"إسرائيل تبدو اليوم مثل الدول العربية التي اندلع فيها الربيع العربي"،
موضحا أن "آثار هذه الصورة على قدرة الردع لدينا في غاية الخطورة".
وفي هذا الوقت، فإن
"عدم قدرة الحكومة على إقرار الميزانية، مع الميل الذي يلوح في تقليص إضافي في
ميزانية الأمن، يرمز ذلك كله بشكل أكبر إلى عمق الأزمة التي توجد فيها إسرائيل،
وتسحق أكثر فأكثر قدرة الردع الأمنية"، مضيفا أنه "لا شك في أن إيران وتوابعها،
يستمدون تشجيعا جما من هذه الصورة، ويرون فيها فرصة كبيرة للمبادرة لخطوات معادية،
وبالتأكيد عندما يكون رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترامب) غارقا بنفسه في أزمة
عميقة".
وشدد على ضرورة أن
"تصحو الحكومة فورا، وتعيد تنظيم إدارة الحرب ضد كورونا بالشكل الذي اعتادت
على عمله إسرائيل في وجه الطوارئ متعدد المنظومات، وتأخذ الميزانية المخصصة
وتحولها من "تعويض" إلى "استثمار" مكثف، وتنص بالقانون
ميزانية الأمن بشكل يمنح الجيش يقينا واستقرارا في سياقات تعاظم القوة وإدارة
النشاطات العملياتية".
ونبه الجنرال رفيع
المستوى، أن "من شأن أزمة كورونا أن تتحول لحدث أمني، له تداعيات أخطر بكثير
من الأزمة الصحية-الاقتصادية"، معتبرا أن "هذا هو الوقت لإعادة تنظيم
النفس، والعودة إلى أنفسنا وننتصر".