ملفات وتقارير

هل يضغط الكاظمي على إيران بورقة الاقتصاد لكبح المليشيات؟

الكاظمي قام بزيارة إلى إيران بعد تعثر ذهابه إلى السعودية- حساب لخامنئي على تويتر
الكاظمي قام بزيارة إلى إيران بعد تعثر ذهابه إلى السعودية- حساب لخامنئي على تويتر

أطلق رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، خلال زيارته إلى طهران، الثلاثاء، جملة من الرسائل بخصوص رفضه للتدخلات في شؤون بلاده الداخلية، وأهمية إبعاد العراق عن سياسة المحاور في المنطقة، إضافة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

الكاظمي أشار أيضا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى أن الأراضي العراقية لا يمكن أن تكون منطلقا لتهديد إيران، داعيا في الوقت ذاته إلى دعم استقرار بلاده، بالقول، إن العراق القوي قادر على أن يسهم في استقرار المنطقة.

ورقة للضغط

رسائل الكاظمي فسرها محللون على أنها تحمل إشارات مهمة بخصوص رفض الإملاءات السياسية الإيرانية، وتلويح العراق بالورقة الاقتصادية للضغط على إيران من أجل إيقاف الفعاليات العسكرية للمليشيات الموالية لها لإعادة هيبة الدولة العراقية.

من جهته، قال المحلل السياسي باسم الشيخ، في حديث لـ"عربي21"، إن "إيران تعاني الآن من أزمة اقتصادية خانقة تحاول من خلالها الاستفادة من الساحة العراقية، وذلك من خلال مد جسور وتعاون اقتصادي أحادي الجانب، لأنها تدرك بأن المنفذ الوحيد الذي ينعش اقتصادها هو العراق".

في المقابل، يضيف الشيخ، أن الكاظمي يرى أن "إيران لا يمكن لها أن تفرض إملاءاتها وسياسة المحور الاقتصادي الواحد، لأن العراق له رؤية اقتصادية مختلفة وله احتياجات اقتصادية قد لا تتوفر لدى الجانب الإيراني".

 

اقرأ أيضا: بعد تعثر زيارة الرياض.. الكاظمي يلتقي روحاني وخامنئي بطهران

وأشار الشيخ إلى أنه على المستوى السياسي، يمكن أن تستثمر حكومة الكاظمي، المحور الاقتصادي، ورقة ضغط أو تفاوض على الأقل للحد من تأثير الفعاليات العسكرية للفصائل الولائية التي تدين بالولاء لإيران، حتى يتمكن العراق من ضبط ايقاعات هيبة الدولة".

وتابع بأن "رئيس الحكومة العراقية يدرك أن إيران لديها السطوة والقدرة للتأثير على هذه الفصائل، بالتالي إذا نجح في استخدام هذا المحور وجعل إيران تتفاعل وتعطي توجيهاتها بالجانب الإيجابي للفصائل الولائية، فممكن أن تسجل للكاظمي نقطة مهمة".

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد أعلن خلال مؤتمره الصحفي مع الكاظمي في طهران أن بلاده تطور العلاقات التجارية مع العراق، ليصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار سنويا.

"رؤية إيرانية"

لكن الشيخ نوّه إلى نقطة أخرى قد تفشل محاولة الكاظمي، بالقول إن "الضغط على الجماعات الولائية، يتعارض مع العقيدة الإيديولوجية التي تفكر بها القيادة العليا الإيرانية التي ترى أن محور المقاومة بالإمكان أن ينتج لها مصالح إيجابية من خلال الضغط على التواجد والمصالح الأمريكية في العراق".

وتابع: "فضلا عن أن إيران تسعى ليكون العراق طريقا غير مباشر للتواصل مع الولايات المتحدة من خلال التعاون العراقي السعودي الذي كان من المفترض أن يحسم في زيارة الكاظمي قبل زيارته لإيران".

وفي السياق ذاته، قال المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي كريم النوري لـ"عربي21" إن "إيران ترى أن التواجد الأمريكي بالعراق مقلق بالنسبة لها، لذلك فهي تستخدم كل أوراقها من أجل الضغط على الولايات المتحدة".

ولفت النوري إلى أن إيران تريد أن تجعل المعركة مع أمريكا بعيدا عن أراضيها، بل ربما تعتقد أن الساحة العراقية ملائمة للمواجهة، لذلك فإن العراق وضعه حرج فهو اليوم بين مطرقة وسندان.

ورأى المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي أنه "من الصعب جدا أن ترفع إيران يدها عن الجماعات المسلحة الموالية لها في العراق، لأنها تجد بأنها ورقة مهمة للضغط على الأمريكيين، لذلك لا أعتقد أن تستجيب إيران للكاظمي في الوقت الحالي".

 

اقرأ أيضا: هل ينجح الكاظمي حيث أخفق عبد المهدي في التقريب بين الرياض وطهران؟

"مبررات خطيرة"

وأكد النوري أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق قد يُمكن حكومة الكاظمي من الضغط على إيران والجماعات المسلحة لفتح باب للحوار معهم لا أكثر بخصوص إعادة فرض هيبة الدولة العراقية.

وأوضح أن "الكاظمي يحتاج إلى حكمة وذكاء في إجراء العملية الجراحية للعراق، لأن موضوع حصره بيد الدولة أمر مستحيل على اعتبار أن لدى هؤلاء مبررات تقول إنه سلاح المقاومة مشروع في ظل تواجد الأمريكيين".

وأعرب النوري عن اعتقاده أنه "حتى لو خرجت القوات الأمريكية من العراق، فستقول هذه الجماعات: كيف تنزعون السلاح عن الشيعة. وهذه المبررات خطيرة لأن انتشار السلاح يهدد الدولة والسلم الأهلي والمواطنة".

ورأى المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي أن "تبدأ الحكومة العراقية حوارا مع الجماعات المسلحة، لأن هناك أزمة ثقة خطيرة مع الكاظمي، إضافة إلى الابتعاد عن المداهمات والاعتقالات لأن الحكومة ضعيفة، والجماعات المسلحة أصبحت عملاقة ولا يمكن إيقاف تمددها".

ولفت النوري إلى أن "الكاظمي يتعرض إلى ضغوط سياسية منذ اليوم الأول لتسلمه الحكومة، وهو في وضع محرج جدا، وربما إيران الوحيدة التي تستطيع تخفيف الضغط، لكن مقابل ذلك تريد الحصول على ضمانات لعدم استخدام الأراضي العراقية ضدها".

وكانت وسائل إعلام عراقية، قد ذكرت في وقت سابق أن الكاظمي سيطالب خلال زيارته إلى طهران برفع يدهم عن المليشيات الموالية لها، وذلك في إطار مساعي الحكومة العراقية الجادة لحصر السلاح بيدها والتعامل مع المليشيات المسلحة خارج إطار الدولة والخارجة عن القانون.

ويعاني العراق من السلاح المنفلت بيد المليشيات المسلحة وتدخلات إيران في شؤونه السياسية، التي تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في برنامجه الحكومي، بالعمل على حفظ سيادة البلاد وإبعاده عن سياسة المحاور بالمنطقة، إضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة.

التعليقات (0)