صحافة إسرائيلية

زعيمة حزب إسرائيلي: نتنياهو يؤسس بالضم نظام فصل عنصري

تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى ضم أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة مطلع تموز المقبل- جيتي
تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى ضم أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة مطلع تموز المقبل- جيتي

أكدت زعيمة حزب يساري إسرائيلي، أن نتنياهو يؤسس لنظام فصل عنصري (أبارتايد) عبر فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.

وقالت رئيسة حزب "ميرتس" الإسرائيلي، زهافا غلئون، في مقال لها بصحيفة "هآرتس": "في إسرائيل لا يحبون الحديث عن الأبارتايد، فهي كلمة قاسية تكتنفها ذكريات مخزية من التعامل المرفوض مع نظام ظالم، وذكريات أخرى من الأيام التي كنا فيها ممنوعين من دخول المؤسسات بسبب النظرة الدونية (سادت موجة عداء لليهود في أوروبا الوسطى في القرن التاسع عشر)".

واعتبرت أن "الأبارتايد" هي الكلمة الدقيقة لوصف الضم الذي يقترحه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مضيفة: "إذا كان يصعب علينا النظر في المرآة، فربما تكون المشكلة ليست في المرآة، ففي إسرائيل تقريبا لا يدرسون عن جنوب أفريقيا وعن علاقاتنا القريبة معها".

 

وفي هذا السياق، ألمحت إلى أن خريج الثانوية في إسرائيل ربما يعرف شيئا بسيطا عن نيلسون مانديلا (الثوري والمناهض البارز لنظام الفصل العنصري، وشغل منصب رئيس جنوب أفريقيا)، لكنه لا يعرف شيئا عن المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) الحزب الذي قاد معركة القضاء على نظام الفصل العنصري.

 

اقرأ أيضا: "يديعوت" تطرح رؤية جديدة للضم: لا نريد فلسطينيين

وتابعت: "ربما يعرف خريج الثانوية شيئا ما عن منع الزواج بين الأعراق وعن الشواطئ والمدارس المنفصلة، وعن منع الدخول إلى المراحيض. لكنه لم يسمع عن كلمة "بانتوستانات" (منطقة عزل السود بجنوب أفريقيا)، هو لن يعرف عن تصاريح المرور وعن مدن الصفيح التي عاش فيها السود كقوة عمل رخيصة، مسلوبي الحقوق..".

وعزت هذا الجهل إلى أنه محاولة "للتنصل من التشابه مع جنوب أفريقيا، التي عززت في القانون الدولي جريمة جديدة ضد الإنسانية (الفصل العنصري)".

 

ومع أن غلئون تشير إلى أن "إسرائيل" ليست كجنوب أفريقيا، لكنها تؤكد أن واقع الاحتلال المستمر منذ 53 عاما (الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية عام 1967) يذكر بما يكفي بالأبارتايد، وأن الضم سيكون بمثابة "جريمة أبارتايد جديدة يسعى نتنياهو إلى جعلها قانونية. وبالتالي نصبح دولة أبارتايد رسمية". 

 

وقالت: "أنا أعرف الادعاءات، كان يمكن بصعوبة الزعم أن الاحتلال هو "ضرورة أمنية" لو لم نخصص المليارات من أجل إقامة المستوطنات، ولو لم نتجاهل البؤر الاستيطانية غير القانونية، في الوقت الذي ندمر فيه آلاف المنازل الفلسطينية، ولو أننا صادقنا على أكثر بقليل من 1.4 في المئة من طلبات البناء للفلسطينيين في مناطق (ج)".

وأشارت إلى أن "نتنياهو الآن، في محاولته خلق واقع مفصل على قياسه لنفسه، يحاول تبني الحيلة القانونية لجنوب أفريقيا، بادعاء أنه توجد سيادة للفلسطينيين في مناطقهم المحيطة بنا، وأننا سنعطيهم شوارع سيادية خاصة بهم كي يسافروا فيها بين المناطق..".

وبينت زعيمة "ميرتس"، أن "نتنياهو ليس أول من تبنى استراتيجيات حكم الأبارتايد، لقد سبقه نفتالي بينيت (وزير الحرب السابق) وأيليت شاكيد (وزيرة العدل السابقة)، وقبلهم بكثير أريئل شارون (رئيس الوزراء الأسبق)"، وقالت: "نتنياهو ليس الأول الذي يؤسس للأبارتايد، لكنه الأول الذي ينوي تطبيقه بدون مبررات وأقنعة وحاجات أمنية..".

 

وسخرت من ذلك بالقول: "أبارتايد بفخر، هم يسمون هذا بتعبير مغسول (مموه أو منظف)، تطبيق السيادة".

وأفادت أن عزرئيل كارلباخ؛ وهو من أوائل المحررين بصحيفة "معاريف"، وصف في مقال له الأبارتايد أنه "طرق السلب التي اتبعناها تجاه العرب في البلاد".

 

وتسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى ضم أكثر من 30 بالمئة من الضفة الغربية المحتلة إلى سيادتها، مطلع تموز/يوليو المقبل.

التعليقات (0)