هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر مسؤول أمني إسرائيلي كبير، من تداعيات عملية الضم بالضفة الغربية، وما قد تمهد له من امتداد سيطرة حركة حماس بقطاع غزة إلى الضفة.
وقال الرئيس السابق لجهاز
الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) يورام كوهين، إن "إسرائيل مطالبة بأن تعرض
على الفلسطينيين خيارا من اثنين، إما دولة ماينوس أو حكما ذاتيا موسعا، قبل الشروع
بعملية الضم بالضفة"، مشددا على أهمية تحديد الأهداف قبل تنفيذ الخطة، حتى
"نعرف إلى أين تتجه القصة الفلسطينية؟ وبالأحرى أين نريد لها أن تذهب؟".
وأضاف كوهين في حوار مطول
مع صحيفة "معاريف" ترجمته "عربي21"، أن "ما حدث في قطاع
غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، قد ينتقل إلى الضفة الغربية"، مبينا أن
"حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، قد تؤدي إلى صعود حماس إلى السلطة كما كانت في غزة".
وأشار إلى أنه "من
الناحية الأمنية فإن منح الفلسطينيين مفاتيح الأمن سيكون خطأ إسرائيليا"،
مؤكدا على ضرورة عدم المس بالعمليات الأمنية التنفيذية، لمواصلة إحباط
"العمليات المسلحة" بجميع أنحاء الضفة الغربية، ضمن جهود جهاز الشاباك
والجيش والشرطة.
"الأمن النسبي"
وشدد على ضرورة عدم الإضرار
بالمشاريع الاستيطانية، معتبرا أن "الأمن النسبي في الضفة الغربية مكسب
أساسي، وتم تحقيقه بعد سنوات طويلة، وعمل شاق للغاية من قبل المنظومة الأمنية
بأكملها".
اقرأ أيضا: حملة اعتقالات بالضفة ومواجهات مع الاحتلال بالقدس (شاهد)
وتوقع كوهين أن تقوض خطة ضم
الضفة الغربية معاهدات السلام مع الأردن ومصر، وأن تضر بالعلاقات الإسرائيلية مع دول
الخليج، وتشكل ضغطا أوروبيا كبيرا إلى جانب ضغط محكمة الجنايات الدولية في لاهاي،
ما قد يؤدي إلى "وضع دموي مع الفلسطينيين، نتيجة لتدهور الحالة
الأمنية".
وتابع: "إسرائيل في
مثل هذه الحالة قد تضطر للعودة للمنطقة (أ) في الضفة الغربية وتعيد احتلالها، ومن
ثم تشرف من جديد على حاجات الفلسطينيين المعيشية، وهذا الأمر يجب أن نضعه على
الطاولة (..)"، مشيرا إلى أن "إسرائيل إن أرادت تطبيق السيادة على أجزاء
واسعة من الضفة الغربية، فإنها ستدفع أثمانا باهظة".
أسباب أيديولوجية
ولفت إلى أنه "قد يتم
تنفيذ خطة الضم انطلاقا من أسباب أيديولوجية، إلى جانب أن بعض الإسرائيليين
يعتقدون أن هذه الفرصة لن تتكرر بسبب وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"،
مستدركا بقوله: "الواقع القائم يقول إن لدينا حدودا يسيطر عليها الجيش
الإسرائيلي، ويحمينا من الجبهة الشرقية".
وأردف: "نحيط بالفلسطينيين بزاوية 360 درجة، وليس لديهم مخرج إلى الأردن، وليس لديهم حدود مع أي
دولة"، منوها إلى أن "إسرائيل تسيطر على جميع أنحاء الضفة الغربية،
والفلسطينيون موزعون في جزر متناثرة"، على حد وصفه.
وتوقع المسؤول الأمني
الإسرائيلي أن تؤدي خطة الضم إلى عمليات "عنف"، مؤكدا أن "واقع
العمليات المسلحة في القدس لم يختلف عن الخليل أو رام الله منذ 50 عاما، في ظل
وجود حركة حماس والتفجيرات الانتحارية وعمليات الخطف للجنود"، بحسب تعبيره.
وختم بالقول إن "الخلاصة
تؤكد أن الواقع القائم مع الفلسطينيين يتطلب من إسرائيل التأسيس لعدم إقامة دولة لهم،
مقابل منحهم الكثير من الظروف المعيشية والاقتصادية، واستمرار السيطرة الإسرائيلية
الإقليمية على الطرق العامة في الضفة الغربية".