هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن اتهامات البنتاغون لروسيا بنشر مقاتلات في ليبيا، تضمنت انتقادات حادة، وتعكس تدخلا "غير معتاد" من قبل الولايات المتحدة في الأزمة.
وتعليقا على نشر القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، الثلاثاء، صورا لما قالت إنها مقاتلات أرسلتها روسيا إلى ليبيا، اعتبرت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الانتقاد العلني "غير المعتاد" يظهر مدى قلق البنتاغون من نفوذ موسكو المتزايد في ليبيا.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن روسيا وجدت متسعا، حتى الآن، لـ"استعراض عضلاتها" في البلد المضطرب من خلال عناصر شركة "فاغنر"، وهي "شركة عسكرية خاصة مدعومة من الكرملين، قدم مرتزقتها دفعة كبيرة لهجوم (اللواء المتقاعد خليفة) حفتر على طرابلس، منذ الخريف الماضي، في وقت كانت فيه قواته تتعثر".
وبعد أن تمكن الجيش الليبي بدعم تركي من إجبار قوات حفتر على التراجع، وضرب خطوط إمداده بالطائرات التركية المسيرة، غمرت وسائل التواصل الاجتماعي بصور "المرتزقة الروس"، وهم ينسحبون من الخطوط الأمامية جنوبي طرابلس. "وبعد قضاء ليلة في بلدة بني وليد، تم نقلهم جوا إلى قاعدة الجفرة الجوية التي يسيطر عليها حفتر في عمق ليبيا، وهو المكان الذي هبط فيه سرب الطائرات الروسية"، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضا: "أفريكوم" تنشر صورا لمقاتلات روسية في ليبيا (شاهد)
وأضاف التقرير أن حفتر، الذي كان يوما يعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" وحاول الإطاحة بمعمر القذافي في الثمانينيات، يخوض اليوم حربا على السلطة بدعم من الإمارات ومصر وروسيا، وذلك منذ عام 2014، ضد حكومة معترف بها أمميا.
وتابعت الصحيفة بأن حلفاء حفتر يدعمونه بالأموال والأسلحة والمرتزقة، وأخيرا بالقوة الجوية الروسية، التي دق وصولها ناقوس الخطر في واشنطن.
وينقل التقرير عن "مايكل كوفمان"، مدير برنامج روسيا في "مركز التحليل البحري"، قوله إن الخطوة من شأنها تغيير الميزان العسكري في ليبيا، ولكن الأخطر يكمن في أن تأتي مقدمة لتصعيد تدريجي ينتهي بانتشار عسكري روسي دائم في البلاد.
وتلفت "نيويورك تايمز" في المقابل إلى نفي موسكو، الذي جاء على لسان أندريه كراسوف، نائب رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، الذي شدد، بحسب وكالة "إنترفاكس" على رفض المزاعم الأمريكية، مؤكدا أن بلاده تطالب بإنهاء إراقة الدماء في ليبيا وتطالب جميع الأطراف بوقف الاقتتال والدخول في مفاوضات.
وكان "كارل ويست"، المتحدث باسم "أفريكوم"، قد قال إن طيارين عسكريين روس قاموا على مدار عدة أيام خلال الأسبوعين الماضيين بنقل طائرات حربية من طراز MiG-29 و SU-24 إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا، حيث تم إعادة طلائها وإخفاء هويتها، قبل التحليق بها إلى ليبيا.
اقرأ أيضا: MEE: التعزيزات الجوية الروسية في ليبيا لن تغير شيئا
— US AFRICOM (@USAfricaCommand) May 26, 2020
ويعرب الجانب الأمريكي عن توقعه بأن يقود الطائرات عناصر "فاغنر"، إلا أنه لم يتأكد بعد مما إذا كانت قد نفذت بالفعل أي ضربات حتى الآن، بحسب "نيويورك تايمز".
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي في ليبيا، لم تسمه، أن الانتشار يبدو "خدعة من قبل الكرملين لإجبار تركيا على إبطاء هجومها على حفتر".
وأضاف الدبلوماسي أن التهديد بالانتقام، أو "وضع بندقية على الطاولة"، كما وصفه، يمكن أن يساعد في ضمان انسحاب آمن للمقاتلين الروس، ولقوات حفتر بإعادة ترتيب صفوفها.
وتلفت الصحيفة إلى أن تمكن قوات حفتر وداعميها من الانسحاب خلال الأيام الماضية قد يدعم وجود اتفاق غير رسمي بين أنقرة وموسكو.
وترى "نيويورك تايمز" أن ما يجري بين روسيا وتركيا، والتدخل الأمريكي الأخير، "غير المعتاد"، يؤكد أن الصراع في ليبيا الغنية بالنفط "أصبح حربا بالوكالة يقودها رعاة أجانب يقاتلون من أجل الموارد.. أو من أجل موقع متقدم في منافسة جيواستراتيجية أوسع".
ويحذر التقرير من أن وجود قوات عسكرية من تركيا وروسيا يفتح المجال أمام اشتباك مباشر بينهما، لأهمية ليبيا بالنسبة لهما، إذ تجمع أنقرة وطرابلس اتفاقية ترسيم حدود بحرية تعزز موقف الأولى في شرق المتوسط، فيما ترى موسكو في هذه البقعة موطئ قدم استراتيجي قبالة الشواطئ الجنوبية لأوروبا.