هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أربكت هزائم مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في غرب ليبيا، حسابات الدول الداعمة له، وخاصة مصر والإمارات، بعد أكثر من عام على الحملة العسكرية الفاشلة للاستيلاء على العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وقالت مصادر مطلعة لـ"عربي21"، إن هناك حالة استياء كبيرة لدى النظام المصري بعد توالي خسائر حفتر، والتي كان آخرها قاعدة الوطية العسكرية الاستراتيجية، في أكبر انتكاسة يواجهها منذ بدء عمليته العسكرية ضد طرابلس قبل عام، فضلا عن خسارة سبع مدن ساحلية أخرى.
وكان تقرير لموقع "مدى مصر"، حمل عنوان "الإمارات ومصر تستعدان للتخلي عن حفتر بعد خسارة قاعدة الوطية الجوية"، قال نقلا عن مسؤولين ليبيين ومصريين قولهم "إن مصر والإمارات قررتا التخلي عن اللواء حفتر، وقد توصلتا إلى قناعة بأنه في طريقه للخروج".
وأضاف الموقع نقلا عن مسؤول مصري لم يسمه أن "السؤال اليوم للتحالف المصري الإماراتي الفرنسي الذي دعم حفتر حتى هذه اللحظة هو عن الخطوة التالية في ضوء هزيمة حفتر"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يراهن على حفتر مرة أخرى".
ونجحت قوات حكومة الوفاق الوطني، الاثنين الماضي، في طرد مليشيا حفتر والسيطرة على قاعدة الوطية دون مقاومة تُذكر، بعد عشرات الضربات الجوية التي شنّتها طائرات تركية مُسيرة، ودمرت منظومات دفاع جوي روسية متطورة.
وقال المتحدث باسم قوات بركان الغضب، مصطفى المجعي، إن سيطرة الجيش والقوى المساندة له على مدينتي الأصابعة ومزدة، ومناطق أخرى جنوبي العاصمة طرابلس، مكّن من فرض حصار كامل على مدينة ترهونة.
اقرأ أيضا : "بركان الغضب" لعربي21: ترهونة محاصرة.. ونتقدم في 4 محاور
وأضاف المجعي في تصريح خاص لـ"عربي21" أن ترهونة لا يمكن أن تصلها إمدادات بأي حال من الأحوال، بفعل طوق الحصار المفروض عليها".
ارتباك بنظام السيسي
في الأثناء كان لافتا اجتمع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بوزير الدفاع وعدد من القادة العسكريين، مطالبا بالاستمرار في التحلي بأقصى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لحماية أمن مصر القومي.
وفي اليوم التالي، شارك السيسي في اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية حول ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات عبر تقنية الفيديو كونفرانس".
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن " السيسي أكد على أن ستقرار ليبيا يعد من محددات الأمن القومي المصري، ورفضه التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية الليبية".
مسؤول أمني: الوقت لصالح السراج
إلى ذلك قال مصدر صحفي نقلال عن مسؤول بجهاز المخابرات العامة لـ"عربي21"، إن "إعلان حفتر تنصيب نفسه حاكما على ليبيا لم يكن موفقا، وتواصلنا معه عبر موفد عسكري، ومخاطبته بشكل حاسم أن خسائره المتتالية غير مقبولة".
وأضاف المصدر أن هناك رغبة حقيقية في الاستغناء عن حفتر، ولكن لا يوجد بديل حقيقي له حتى الآن، كما أنه مدعوم من واشنطن ومقبول لديها، ولكن كل الخيارات المطروحة سوف تعيدنا للمربع صفر، وسيكون الوقت لصالح حكومة السراج".
ونقل المصدر الصحفي، عن مسؤول آخر مدني في الحكومة المصرية، قوله إن الملف الليبي، هو ملف مصري بامتياز، ولكن الإمارات لها اليد الطولى في دعم الرجل (حفتر) ماديا، والرهان عليه عسكريا لم يعد مأمون العواقب، فماذا فعل في قاعدة الوطية؟ تركها بذريعة غير مقبولة "انسحاب تكتيكي".
وأكد المسؤول المصري أن حفتر "كان يصور لحلفائه أن قواته تسيطر بشكل كاف على الأرض، وربما دفعته الضغوط إلى التحرك غربا أكثر، والدفع بقوات خارج القاعدة العسكرية لتحقيق أي نصر يخفف من تلك الضغوط، ولكنه أساء التصرف ويدفع الثمن الآن".
وفي معرض تعليقه، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، إن "مجموعة انتصارات الوفاق نظير مجموعة هزائم حفتر، تؤكد أن الدعم العسكري واللوجستي من قبل مصر والإمارات فشل، وهذا يضع الخبرة العسكرية المصرية في مأزق، ويؤكد أنه لا توجد خطة عسكرية واضحة، ويؤكد أن حفتر لا يمتلك جيشا يدافع عن قضية، إنما مليشيات تجمعها المصلحة".
اقرأ أيضا : FT: الأمم المتحدة تحقق في وصول مقاتلات روسية لدعم حفتر
وأوضح لـ"عربي21"، أن حفتر "ورقة في الكتاب الأسود للإمارات والاحتفاظ بها أو تمزيقها مرهون بمن يملك الأرض، ويعطي الولاء للأجندة الإماراتية الغربية، ولذلك حاول حفتر شن هجمات شديدة على طرابلس راح ضحيتها مدنيون وهو ما أضر بتحالفاته القبلية، وليس له أي غطاء شعبي أو عشائري، إلا من قبيلته الفرجان، ولكنه خدع مصر والإمارات بعكس ذلك".
واستبعد سليمان استبدال حفتر، قائلا: "سيحاولون تحسين صورته لأنهم أنفقوا الكثير من المال والوقت على حفتر ومن معه، ولن يتخلوا عن رجلهم بسهولة، وسيحاولون الدفع به في مسارات أخرى لتثبيت أقدامه، خاصة أن الحراك بين الإمارات وفرنسا يؤكد أن الأمر لم ينته بعد بخصوص حفتر".
ورأى البرلماني المصري السابق، أن "دعوة الإمارات ومصر للحل السلمي مؤخرا ومجددا هو للتسويق الإعلامي فقط، ومحاولة لكسب المزيد من الوقت على الأرض، ولا أعتقد أن لدى الإمارات شخصيات أخرى مؤهلة للقيام بدور حفتر في المرحلة الحالية".