هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواجه الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، تحديات كثيرة، من أهمها إبعاد العراق عن الصراع الأمريكي الإيراني الذي اتخذ من البلد ساحة للمناوشات العسكرية، لا سيما بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، وأبي مهدي المهندس، مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي.
الكاظمي الذي نال ثقة البرلمان قبل أربعة أيام فقط، تعهد في برنامجه الحكومي بحفظ سيادة البلد، وإبعاده عن سياسة المحاور في المنطقة، وطالب بعد ذلك خلال لقائه بسفيري واشنطن وطهران بأن "لا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات".
"رغبة خارجية"
وتعليقا على ذلك، قال النائب أحمد مظهر عن تحالف القوى العراقية (أكبر ممثل للسنة بالبرلمان) إن "الكاظمي مقبول لدى الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية، وهو شخصية وطنية غير متحزبة، بالتالي أعتقد أنه سينجح بالانفتاح على دول الجوار والولايات المتحدة لحفظ سيادة العراق".
وأشار مظهر في حديث لـ"عربي21"، إلى أن "الكاظمي ينظر للجميع، إيران وأمريكا وغيرهما، بمسافة واحدة، وأن العراق بحاجة إلى لملة مشاكله الإقليمية والدولية".
وأعرب عن اعتقاده بأن "حكومة الكاظمي ستكون نقطة ارتكاز للولايات المتحدة وإيران، لأن طهران تريد التخفيف من الضغط المفروض عليها من واشنطن، والأخيرة كذلك راغبة في جعل العراق حلا وسطا، لحلحلة الأزمة في الخليج بشكل عام، لذلك فإن الجانبين يطمحان لإنهاء هذه المشاكل".
ولفت إلى أن "الكاظمي وعد بحصر السلاح بيد الدولة، وإذا لم تكبل المجاميع المسلحة، فإنه سيفقد الدعم من كتلة تحالف القوى، وبالتالي نحن غير مسؤولين عن تحمل فشله"، وفق قوله.
ورأى مظهر أن "أول 15 يوما من عمر الحكومة، إذا عمل الكاظمي بقوة، فإنه سيمضي وينجح، أما إذا عمد إلى ترحيل الملفات، فذلك سيعيدنا إلى المربع الأول في عهد عادل عبد المهدي، وسيكون الفشل عنوانا لحكومته".
"ظروف مهيأة"
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي عواد العوادي، إن "أي حكومة وطنية تريد العمل ضمن الدستور والمواثيق الدولية، والتعامل بشفافية، فإن من أولوياتها إبعاد بلدها عن مخاطر الصراعات سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية".
وأوضح العوادي في حديث لـ"عربي21"، أن "منهاج الحكومة الذي قدمه الكاظمي ووعد بتنفيذه، من أولى فقراته كانت الحفاظ على سيادة البلد، ومن ضمن سيادة البلد إبعاده عن الصراعات، وأن الظروف مواتية وبقوة لإبعاد البلد عن الصراعات جراء ما يمر به العالم بسبب تفشي فيروس كورونا وتدهور الاقتصاد".
وأشار النائب السابق في البرلمان، إلى أن "الشعب لا يعول على القوى السياسية، لأن نتاجها هو ما وصل إليه وضع العراق اليوم، لكن ما نعول عليه لإنجاح الحكومة الحالية هو الدور الشعبي، والدعم الإقليمي والدولي وكذلك دعم دول الجوار".
وعن المليشيات الموالية لإيران ومدى استطاعة الكاظمي فرض السيطرة عليها، أعرب العوادي عن أمله في أن "لا يكون منهاج الكاظمي حبرا على ورق، بخصوص إنهاء الصراعات وفرض هيبة الدولة في الداخل وحصر سلاح المليشيات المنفلت، التي هي سبب الصراعات الداخلية".
ورأى أن "الكاظمي لديه أدوات يضغط بها على المجامع المسلحة، فمرة يضغط على الكتل السياسية، ومرة أخرى يطلب من المرجعية الدينية (الشيعية) مساندته، والشعب العراقي أيضا سيدعمه في هذا الجانب، فكل ذلك يمكن لرئيس الوزراء، أن يضغط به لإتمام حصر السلاح بيد الدولة".
وبعد مخاض عسير، ولدت حكومة الكاظمي، فجر الخميس الماضي، بتصويت البرلمان على 15 وزارة ورفض 4 أخرى، وتأجيل وزارتين سياديتين، هما النفط والخارجية، بسبب خلافات بين القوى السياسية لم تتمكن مفاوضات اللحظات الأخيرة من حلها.
وسبق أن قدم كل من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، والسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، التهنئة للكاظمي على نيل حكومته للثقة.