حول العالم

كيف أثر كورونا على عادات وطقوس المصريين في رمضان؟

إجراءات الحظر كانت لها تداعيات سلبية على أغلب مظاهر الاحتفال برمضان التي تعود عليها المصريون منذ قرون- جيتي
إجراءات الحظر كانت لها تداعيات سلبية على أغلب مظاهر الاحتفال برمضان التي تعود عليها المصريون منذ قرون- جيتي

تأثرت طقوس وعادات المصريين في شهر رمضان جراء انتشار وباء كورونا في البلاد وإجراءات العزل العام التي أقرتها السلطات المصرية للحد من تفشي الوباء.

 

وغابت هذا العام مشاهد التجمعات الرمضانية وموائد الرحمن وتوزيع الأطعمة والمشروبات على الطرق قبيل الإفطار التي تتميز بها مصر في شهر رمضان بسبب إجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي.

ولأن شهر رمضان هو شهر صلة الأرحام، والتجمع الأسري وتبادل الزيارات للإفطار والسحور، عبر مصريون لـ"عربي21"، عن استيائهم من تداعيات انتشار فيروس كورونا على تجمعات الإفطار بمنازل العائلة الكبيرة "العزومات"، إلى جانب غلق المقاهي والكافيهات وغياب بهجة رمضان عن شوارع القاهرة والمدن والريف المصري.

كما طالت إجراءات الحظر والعزل فئات المثقفين المصريين الذين ينتظرون ليالي رمضان للمشاركة في التجمعات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة بالقاهرة وعواصم المحافظات من أمسيات ثقافية وفكرية وغنائية وإنشاد ديني وفلكولور شعبي.

"إبداع المصريين"


وقال الكاتب الصحفي عماد أبوزيد، لـ"عربي21" إن إجراءات الحظر كانت لها تداعيات سلبية على أغلب بل كل مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم التي تعود عليها المصريون منذ قرون.

وأضاف: "كما أثرت جائحة كورونا على الجانب الثقافي الذي تنفرد به وزارة الثقافة طوال الشهر من أمسيات ثقافية، وإنشاد ديني، وخيام رمضان، وبرامج أخرى سواء في الإعلام أو من خلال قصور الثقافة بالمحافظات".  

ولفت أيضا إلى "تأثر الجانب الديني والروحاني بعدم إقامة صلاة التراويح في جماعة بالمساجد بسبب كورونا، خاصة بعد إصدار وزارة الأوقاف عدة قرارات قالت عنها إنها للحفاظ على الأرواح من الفيروس المميت، وقصرت من خلالها عمل المساجد على رفع الآذان فقط ثم إغلاق المساجد، بل وإغلاق مساجد بالقرى وبعض المدن بالكلية".

 

وأوضح أبو ريد أن المصريين يجتهدون في الإبداع كعاداتهم مع كل أزمة، حتى ولو بأضيق الحدود كـتجمع الأسرة بالبيت الكبير".


وأكد أن "كثيرا من العائلات قاموا بإعداد أماكن خاصة ببيوتهم لصلاة الجماعة ولاسيما التراويح، وهذا ما ظهر بالفعل الآن بأكثر القرى والنجوع بريف مصر، نظرا لاتساع مساحة المنازل، وأيضا بدواوين العائلات والمربوعات والمنادر".

"انتهى زمن الاستمتاع"


وقال نائب رئيس تحرير "الأهرام"، الأسبق أسامة الألفي، لـ"عربي21" إنه "من الطبيعي أن يتأثر كل شيء، وأن تختفي المظاهر الرمضانية مثل موائد الرحمن، والتجمعات الأسرية على الإفطار".

 

وأضاف: "كما أن الكثير من الأسر المصرية اضطرت إلى شد الأحزمة على البطون، بسبب تزايد معدلات البطالة"، مستطردا: "قد ولى زمن الإسراف ونحن مقبلون على تداعيات اقتصادية لا يعلم مداها سوى الله".

وحول كيفية تأقلم المصريين مع الأزمة والاستمتاع برمضان في ظل كورونا، أكد أن "المصريين نسوا منذ زمن الاستمتاع الحسي برمضان بسبب الظروف الصعبة، وتبقى لهم الاستمتاع الروحي، ولذا فلن يتأثروا كثيرا فالسهام تتكسر على السهام".

"وقائع من التاريخ"


ويرى أستاذ التاريخ المصري صبري العدل، أن الكثير من المظاهر الرمضانية الاجتماعية والدينية انحصرت هذا العام داخل بيوت المصريين اتقاء لشر هذا الوباء القاتل، لافتا إلى أن صلاة التراويح التي تمثل أحد أبرز المشاهد الدينية الجماعية في رمضان أصبحت منزلية.

وحول ما إذا كان المصريون عاشوا موقفا مشابها لهذا خلال تاريخهم الحديث في رمضان، قال العدل: "حالات الأوبئة كما نقرأ في كتابات المقريزي، وعبدالرحمن الجبرتي، وغيرهم من المؤرخين الذين رصدوا أحوال المصريين في أزمنة الوباء أكدوا جميعا أن المصريين تركوا ما اعتادوا عليه من مظاهر اجتماعية والكل بدا منشغلا بذاته وبيته".

وأشار العدل، إلى أن "الجبرتي، صور لنا كيف أن المصري كان يسمع صراخا بمنزل جاره الذي أصيب أحد أفراده ومات بالوباء ولا يستطيع أن يخرج أو يساعده خوفا من انتشار الوباء، وأن المصريين خلال بعض الأوبئة كانوا يقيمون الجنازات لكن مع تكرارها رأوا أنها تزيد العدوى فكان الميسورون من المصريين يتكفلون بنقل جثث الموتى بعد توقف الجنازات".

التعليقات (1)
امازيغي
الأحد، 03-05-2020 02:18 م
ليس للمصريين اي طقوس فهم مجرد عبيد انجاس (إلا من رحم ربي) يباعون في سوق النخاسة لمن يدفع اكثر فهم يموتون في انحاء العالم كمرتزقة في ليبيا واليمن وعبيد عند اهل الخليج لذا سلط الله عليهم كوفيد 20 وهوالسيسي