ملفات وتقارير

حملات ترهيب وتهديد بمصر لمنتقدي تعامل الحكومة مع كورونا

ترهيب الأطباء المنتقدين لسلوك الحكومة في معالجة الأزمة اعتبره مراقبون جزءا من سياسة البطش وتكميم الأفواه الرسمية- أ ف ب
ترهيب الأطباء المنتقدين لسلوك الحكومة في معالجة الأزمة اعتبره مراقبون جزءا من سياسة البطش وتكميم الأفواه الرسمية- أ ف ب

طالب عددا من الأطباء والقانونيين المصريين، بوقف حملات الترهيب والقمع ضد منتقدي تعامل الحكومة مع أزمة كورونا، واصفين ذلك بأنه استهداف "مقصود وممنهج"، لكل المدافعين عن المصلحة العامة .

 

ووصف مراقبون في حديث مع "عربي21"، تحريك البلاغات ضد المنتقدين بأنها "كيدية وتفتقر للمصداقية"، وأنها تعتمد على وقائع واتهامات وهمية .

 

ولفت أطباء في هذا الصدد للبلاغ المقدم ضد عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، الدكتورة منى مينا، مستغربين تقديم بلاغ ضد طبيبة مختصة ومؤهلة للحديث فى موضوع الأمراض والفيروسات، والمخاطر التي ترتبها الأوبئة على العاملين في القطاع الطبي.

 

وكان طارق محمود المحامي بالنقض والدستورية العليا، تقدم ببلاغ للنائب العام ، اتهم فيه الطبيبة مينا بالتواصل مع قنوات إخوانية داعمة "للإرهاب"، وتعمد نشر أخبار كاذبة، والتشكيك فى المنظومة الصحية والإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة فيروس كورونا.

 
واوضح محمود فى بلاغه أنها "دأبت خلال الفترة الأخيرة على التواصل مع القنوات المعادية للدولة المصرية والممولة من المخابرات القطرية والتركية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية والشرق ومكملين ، وأنها تعمدت نشر أخبار كاذبة جملة وتفصيلا والتشكيك فى الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة فيروس كورونا، وهو ما أثار الفزع والرعب فى نفوس المواطنين".


وزاد بالقول :" تعمدت مينا نشر أخبار كاذبة عن المنظومة الصحية فى مصر وإثارة الفتنة بين المصريين والإضرار بالصالح العام للبلاد وتكدير الأمن والسلم الاجتماعيين ،والتشارك مع جماعة إرهابية محظورة فى تحقيق أغراضها الإجرامية"، مطالبا بفتح تحقيقات عاجلة في وقائع البلاغ المقدم .


لن اسكت عن أى قصور 

 
وفي ردها على البلاغ قالت الطبيبة منى مينا، أنها لن تسكت عن كشف أي قصور في توفير وسائل الحماية للأطقم الطبية العاملة في المستشفيات والمراكز الصحية .


واضافت في حسابها الخاص بفيسبوك "أريد أن اوضح أنه لو أن الكلام ده عشان أخاف وأسكت عن كشف أي قصور في الالتزام بتوفير وسائل الحماية للأطباء والأطقم الطبية .. وتتبع العدوى في أي مكان وعزل المخالطين والتحليل لهم لأن هذه الوسيلة الوحيدة لمحاصرة العدوى .. فالحقيقة أنا آسفة جدا في الأزمة الخطيرة اللي بلدنا بتمر فيها وفي القلب منها الأطقم الطبية .. مش ممكن ها أقدر أسكت”.

 

وكانت مينا أطلقت، في وقت سابق تحذيرات متعددة خوفًا من إصابة أعداد كبيرة من الأطقم الطبية، مؤكدة أنهم يقفون في المقدمة لمقاومة كورونا وأن حمايتهم هي حماية للجميع.


اجواء من الترهيب والقمع

 
وفي سياق تعليقه قال أمين صندوق نقابة الصيادلة السابق، أحمد رامي، إن "لسلوك الترهيب من جانب هؤلاء المحامين يأتي في إطار الجو العام الذي يسيطر على البلاد في ظل حكم السيسي، حيث الترهيب والقمع ومحاولة تكميم الأفواه ورفض أي صوت خارج منظومة حكومة الانقلاب، حتى لو كانت تدافع عن مصالح عليا للوطن والشعب".

 

اقرأ أيضا : منظمة حقوقية : وباء الاستبداد وكورونا يعصفان بسجناء مصر

 

وأضاف :" كما هو الحال في الموقف من د. منى مينا التي تحاول اصلاح المنظومة الصحية من خلا إبداء وجهة نظر من صاحب شأن وتخصص لتلافي الأخطاء من جانب وزارة الصحة، ولكن حتى هذا الأمر غير مسموح به ويتم إعطاء الضوء الأخضر لذيول السلطة من محامين وغيرهم لتقديم البلاغات لترهيبها واسكاتها".


وحول دور النقابة وإمكانية أن يكون لها دور في هذا الأمر قال رامي: "للأسف ليس هناك معارضة أو دور للنقابات و يأتي هذا كله في مجمل سياسات دولة السيسي ، حيث اختفاء النخب السياسية وكذلك دور المعارضة والنقابات، وهو ما أكده وزير النقل كامل الوزير بقوله، إن النقابات ليس لها حقوق".

 

تكميم الأفواه

أما المحامي والناشط الحقوقي أحمد العطار فقال بدوره :"اصبحت ظاهرة تقديم بعض المحامين المغمورين بلاغات كيدية ضد عدد من رموز العمل العام، ظاهرة ملفته للنظر وتستحق ان يتكاتف الجميع من أجل وقف مثل هذه الدعوات التي لا تستند الى أي منطق أو عقل".

 

وزاد بالقول:"منذ أيام أيضا تقدم محامى آخر ببلاغ كيدى ضد د ليلى سويف والدة علاء عبد الفتاح، والملاحظ أن هؤلاء المحامين، غالبا لا يتحركون إلا بأوامر سيادية من أجل إرهاب كل صاحب رأى مخالف لما تقوله السلطات، واصدق دليل على ذلك فى البلاغ المقدم ضد الدكتورة منى مينا حيث اعتادت انتقاد الاجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة فى مواجهه تفشى وباء كورونا" .


واضاف العطار في حديثه لـ" عربي21": هناك ملاحظة مهمة أن مقدم البلاغات يفتقد إلى أدنى مقومات المصداقية فى بلاغة, حيث ان د منى مينا بصفتها كطبيبة وعضو مجلس نقابة الأطباء سابقا ,يجعلها مؤهله للحديث فى أمر تفشى وباء كورونا والحديث عن وضع الأطباء والمخاطر التي يواجهونها فى التصدي للوباء، حيث لاحظ الكثيرون تكرار الشكاوى العديدة، كنقص الحماية، وهذا ما تم رصده خلال الأيام الماضية حيث توفى اثر الإصابة العديد من الأطباء وطاقم التمريض.

 

وأكد على أن الهجمة على د منى مينا وغيرها من رموز العمل العام أو الحزبي فى مصر ،هي من الأمور المعتادة خلال السنوات الماضية، فالتهم جاهزة بالعمالة أو الإرهاب كما حدث مع خلية الامل مؤخرا والتي ضمت صحفيين ومحامين وغيرهم .

 

التعليقات (1)
مصري
الخميس، 30-04-2020 08:27 م
السيس يخاف خروج فضايحه للعلن فهو من نهب و خرب المستشفيات التي اقامتها الجمعيات الخيرية الاسلامية في جميع انحاء مصر لان مصر ليس بها خدمات صحة او تعليم او خدمات اجتماعية و من يقوم بذلك الكنيسة و المسجد الان نهب كل شئ تابع للمسجد ففي الواقع الان ليس هناك خدمات صحية او تعليمية او رعاية للفقراء المسلمين لذلك كثر الانتحار اما عن كرونا فحدث و لا حرج لا معروف عدد المصابين و ليس هناك قدرات لاكتشافهم يعني ممن توفي سيدة خرج تحليلها ثلاث مرات سلبي لذلك تخاذلنا عن وقف مهازل السيسي سيؤدي الى كارثة وجودية على مصر