صحافة دولية

MEE: حفتر يحشد قواته بهدوء في فزان

عناصر لحفتر خلال هجمات سابقة على طرابلس- جيتي
عناصر لحفتر خلال هجمات سابقة على طرابلس- جيتي

قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يواصل حشد قواته في منطقة فزان، للاستمرار في حصار العاصمة طرابلس، ويقدم هذا الحشد فكرة عن الاستراتيجية التي يتبعها.

وأوضح المواقع في تقرير ترجمته "عربي21"، أن فزان كان ينظر إليها عادة، على أنها مسرح ثانوي في ديناميكية الصراع بليبيا.

وتعد فزان التي تشكل مساحتها حوالي ثلث مساحة ليبيا ذات أهمية كبيرة للمعسكرين المتحاربين، فهي تحتوي على أكبر كمية من احتياطي النفط الليبي والمياه وهي بوابة دول الساحل والصحراء.

وأوضح الموقع الريطاني، أن حفتر قام بتحرك استراتيجي عبر نشر وحدات من قواته في المنطقة الشرقية والوسط في أوائل 2019، بحجة استهداف "القوى الخارجة عن القانون والمجموعات المسلحة الأجنبية".

ووجدت هذه الحجة صدى لها بين سكان المناطق الجنوبية، الذين تعبوا من انتشار الجريمة وعدم توفير الأمن بشكل كامل، في وقت من عدم الرضا بشكل عام عن حكومة الوفاق الوطني.

وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن هذه العملية كانت ناجحة بشكل كبير بسبب الاختراق الأمني التدريجي لأمن فزان على مدى العامين السابقين. وقام حفتر مستخدما السياسة القبلية لصالحه، ببناء علاقات مع بعض القيادات المجتمعية، وساعدهم على تحسين تأثيرهم داخل مجتمعاتهم.

ولفت إلى أنه كنتيجة لهذا الاختراق، كان بإمكانه الاعتماد على عدد من المجموعات المسلحة المحلية، قبل تحركه لاستغلال إحباط ضباط الجيش في الجنوب من قلة دعم وقيادة حكومة الوفاق الوطني.

وكان الزخم الذي ولدته قوات حفتر، وتقدمها السريع، مصحوبا بجهاز الدعاية أدى إلى انضمام العديد من القادة العسكريين إليه، كطريقة لاستعادة مراكزهم أو الاستفادة ماديا.

وسارعت حكومة الوفاق الوطني بتنظيم هجوم معاكس دفع قوات حفتر للانسحاب منها، في آذار/ مارس 2019، تاركة الحفاظ على "النظام الجديد" لحلفائهم المحليين، ووجهت الجهود لمحاولة السيطرة على العاصمة، وخرجت فزان عن مجال التركيز ثانية.

 

ولفت الموقع إلى أنه "كان واضحا مع ذلك الوقت أن فزان خدمت كمنطلق لهجوم طرابلس، لتعزيز صورة قوات حفتر وتوفير قوة بشرية إضافية".

وأشار إلى أن تحقيق الاستقرار في فزان كان صعب التحقيق، حيث ظهرت المليشيات المحلية ثانية وعادت عمليات التهريب. وتحولت التوترات الإثنية بعد دخول قوات حفتر منطقة مرزق إلى صراع كامل.

ورأى أن استراتيجية حفتر في فزان "أبعد من كونها مجرد استعراض للقوة فاقد لبعد النظر، بل إن التدقيق فيه يشير إلى أنه كان يعزز من وجود قواته بالجنوب".

 

اقرأ أيضا: حفتر: قبلت تفويض الشعب والصخيرات من الماضي (فيديو)

 

وتعتمد قوات حفتر في الحصول على الشرعية، على قوات قبلية داخل المجتمع المحلي، وتشكل هذه القوات بناء على أولويات الحرب ولإضعاف الولاءات المتوازية، بحسب الموقع البريطاني.

وحول تشكيلات قوات حفتر، قال الموقع إن أحد مسؤولي المخابرات في عهد القذافي، والحاكم العسكري للكفرة، في الجنوب الشرقي اللواء بلقاسم لاباج، كان يقوم بجولان في فزان منذ الخريف الماضي لتقوية كوادر حفتر على الأرض، ويحاول فضلا عن ذلك التوصل إلى اتفاق سلام في مرزق.

وأضاف: "بشكل مواز قامت السلطات الموالية لحفتر، بالسماح بنقل الوقود إلى فزان والتي حرمت من الإمدادات من غرب ليبيا، بسبب الحرب وقطع حكومة الوفاق الوطني للمناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر".

ونقلت الأموال إلى بنوك الجنوب من الشرق، فضلا عن إعلان ميزانيات كبيرة للبلديات الجنوبية، مقابل أن يبتعد مسؤولوها عن حكومة الوفاق. وتم تدريب قوات مسلحة للشرطة تخضع لحفتر.

وقال الموقع إن مؤشرات لعدم الرضا بدأت تظهر في فزان، وقد تؤدي لتراجع تأييدها لحفتر، بعد خلافات على أموال للجنوب تم إخفاؤها، وأثارت غضبا كبيرا من جانب أعضاء الجنوب في برلمان طبرق.

ورأى "ميدل إيست آي" أن تمدد قوات حفتر في فزان "سلاح ذو حدين، حيث يتوقع الجنوبيون قيادة أقوى لتحسين الأمن وإيقاف المجموعات المسلحة. وفي الوقت ذاته فإن نظام المحسوبية لجماعة حفتر، يعني أن المجموعات المصادق عليها تستمر في العمل دون مساءلة وتحقق مصالحها بشكل متزايد".

وشدد على أن العلاقة بين قيادة القوات والمؤيدين القبليين ليست باتجاه واحد، ولكنها "تقوم على منافع متبادلة وتوازنات، ولهذا تداعيات اجتماعية بعيدة المدى، من ناحية القبائل وأفرع القبائل التي تسعى لتوسيع أراضيها، ونفوذها السياسي على حساب جيرانها".


وتسود مخاوف من "محاولات إحياء قوات حفتر، للمسؤولين الأمنيين، الذي كانوا في عهد القذافي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إبقاء التمييز ضد غير العرب، وإحياء الآليات السابقة للسيطرة الاجتماعية، وعودة المقاتلين الجنوبيين من جبهات الشمال سيشعل في الغالب التوترات".

وتعطي فزان بحسب "ميدل إيست آي" صورة عن الكيفية التي سيعمل فيها حفتر على التجنيد في الشمال الغربي، لمحاولة السيطرة على تلك المناطق، لكن دخول تركيا الحرب قوى من موقف حكومة الوفاق، وإذا فشل حفتر في حصاره على طرابلس، فإنه سيفقد أرضيته في فزان أيضا. ويمكن سحب الدعم القبلي، وتغيير الرؤوس الموالية لقواته هناك.

ولفت الموقع إلى أن التنوع في قوات حفتر، واعتماده على نطاق واسع على أصحاب الأجندات المختلفة، يشكل عقبة أمام تحويل قواته إلى جيش مهني تحت قيادة مركزية واحدة.

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الثلاثاء، 28-04-2020 08:18 م
لا حل في ليبيا الا بالقضاء على الفكر القذافي و المتمثل في حفتر واعوانه ، الفكر القذافي مبني على اقصاء الغير و استعباد الناس