هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
المتحدث باسم حملة "شعب واحد.. نقدر" أحمد ثابت لـ"عربي21":
* حملتنا موجهة لجموع الشعب المصري وندعو لتعاون الجميع وتنحية الخلافات جانبا
* العمل الإنساني والإغاثي لا يحتاج إلى لافتات ولا تعوقه تعقيدات قانونية أو إدارية أو أمنية
* نجهز لإطلاق مشروع "جسد واحد" بالتعاون مع عدد من العلماء الشرعيين والمختصين في المجال الأسري والاجتماعي
* جماعة الإخوان تفاعلت مبكرا مع جائحة كورونا وأصدرت عدة بيانات وتصريحات ورسائل سابقة
* لا يمكننا الآن قياس أو تخمين تأثير تداعيات كورونا على النظام في مصر لكنها ستؤثر بشكل أو بآخر
* نأمل أن تكون استجابة الشعب جيدة للتفاعل مع الحملة.. وندعو للتعاون بين الجميع لمواجهة خطر كورونا
قال المتحدث باسم حملة "شعب واحد.. نقدر"،
التي دشّنتها جماعة الإخوان المسلمين المصرية، مطلع الشهر الجاري، لمواجهة أزمة
فيروس كورونا المستجد، إن "الحملة ليست بديلة عن النظام المصري وليست مُكملة
له، بل تحاول -كجزء من الشعب- التفكير في كيفية الخروج من هذه الأزمة التي ستطال
الجميع، وكل يدلي بدلوه".
ودعا أحمد ثابت، في مقابلة خاصة مع
"عربي21"، الجميع إلى "تنحية الخلافات السياسية جانبا من أجل التركيز
على كيفية التعاون معا في مواجهة خطر كورونا"، مؤكدا أن حملتهم تستهدف "جميع
شرائح الشعب المصري، وتستنفر جميع الطاقات والخبرات"، ومُعبّرا عن أمله في "استجابة
الشعب للحملة بشكل جيد، وأن يتجاوز المجتمع المصري هذه الأزمة بسلام، وبأقل قدر من
الخسائر".
وبسؤاله عن كيفية تغلب الحملة على العقبات
التي قد تواجهها في ظل التضييق الشديد على الجماعة من قبل نظام السيسي، أجاب
المتحدث الإعلامي باسم حملة الإخوان: "العمل الإنساني
والإغاثي لا يحتاج إلى لافتات، ولا تعوقه تعقيدات قانونية أو إدارية أو أمنية
إلى حد كبير، وبإمكان أي إنسان أن يقدم المساعدة للآخرين دون أن يرفع لافتة".
واستطرد ثابت قائلا: "نحن نقدم
الأفكار والخطوط العامة، ومن يأخذ بها فأجره على الله، ولا نبغي منه رفع لافتة لنا
أو الإشادة بنا، فقط يكفينا ويسعدنا أن يتعاون الجميع على مواجهة هذه الظروف".
وفي ما يلي نص المقابلة كاملة:
ما هو الجديد والمختلف الذي ستقدمه حملة "شعب واحد.. نقدر" في مواجهة كورونا؟
هي حملة أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين، وتستهدف
- كما هو واضح من اسمها (شعب واحد) - جموع
الشعب المصري بشرائحه المختلفة ودون استثناء، من الشباب والشيوخ والرجال والنساء،
وجميع الفئات المهنية من الأطباء والمهندسين والمدرسين والعمال والوظائف المتاحة،
وتهدف لجمع كل الخبرات، وتجميع كل الطاقات كي ينطلق المجتمع كله على قلب رجل واحد
للخروج من الأزمة.
ما هي أبرز فعاليات الحملة؟
الحملة تعمل بشكل أساسي على أكثر من
مستوى: الطبي، والاقتصادي، والاجتماعي والنفسي، والشرعي، والإعلامي، ونحاول من
خلال كل هذه المجالات أن نطرح ونتشارك مع
المجتمع المصري في تنفيذ مجموعة من الإجراءات والأفكار التي ستكون موجودة على
حسابات الحملة بمواقع التواصل الاجتماعي، وستكون منشورة في العديد من وسائل
الإعلام لتصبح متاحة لجميع المواطنين للتفاعل معها ومحاولة تنفيذها.
ففي الجانب الاقتصادي، تم طرح بعض
التوصيات والإجراءات، منها مراسلة كل من "اتحاد الصناعات المصرية"
و"اتحاد الغرف التجارية"، ضمن عدة خطابات تهدف إلى الانفتاح على المجتمع
المصري ومؤسساته وهيئاته المختلفة.
ويستمر الفريق الاقتصادي في تقديم نصائح
مستمرة للأسرة المصرية في كيفية إدارة ميزانيتها- على سبيل المثال - خلال هذه
الأزمة عن طريق مقاطع مصورة عبر منصات الحملة المختلفة.
وفي الجانب الشرعي، سجّل عدد من العلماء
الشرعيين مقاطع فيديو عبر موقع "بيان للناس"، أجابوا فيها على عدد من
الفتاوى الشرعية المتعلقة ببعض المسائل الشائكة، والتي أثارت لغطا في مصر في
الآونة الأخيرة، ومنها "غسل وتكفين موتى كورونا"، "وصيام رمضان"..
وهل كورونا عقاب من الله؟
كما تم تنظيم مؤتمر صحفي منفصل لعدد من
علماء الأزهر لبيان الواجب الشرعي في مواجهة الوباء، وأصدروا بيانا بذلك.
تم كذلك توجيه رسائل لعلماء مصر للقيام
بدورهم في دعم أبناء الشعب روحيا وثقافيا وبث الطمأنينة في نفوسهم.
أيضا أصدر الملف الشرعي سلسلة من الرسائل
المصورة لبيان هدي الإسلام في ضرورة التداوي والأخذ بأسباب الوقاية والالتزام
بالحجر الصحي.
وفي الجانب الاجتماعي، تم إطلاق مبادرة
تكافل في ظل الأزمة، وذلك بالتضامن مع مبادرة شيخ الأزهر الخاصة بإعانة "بيت
الزكاة والصدقات المصري" للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية، ومطالبة
رجال الأعمال وأصحاب الشركات بالقيام بدورهم الأخلاقي والوطني بتقديم يد العون للفئات
الأكثر تضررا من تلك الجائحة.
وفي الجانب الطبي، قام الأطباء بتسجيل عدة
مقاطع - عبر القناة الخاصة بالحملة – تحمل عدة توجيهات طبية لطرق مكافحة العدوى
وأحدث الأبحاث والإصدارات العلمية التي ساعدت في علاج حالات الإصابة بالمنزل..
وغيرها، وقد حققت بعض المقاطع تفاعلا ومشاهدات عالية من الجمهور مثل "آليات
معالجة كورونا في المنزل - الحالات التي تحتاج عناية مركزة" للدكتور محمد
الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة المنصورة، والذي تخطى المليون
مشاهدة.
كما قام الأطباء بتصحيح بعض المعلومات
الطبية المغلوطة عن المرض، والتي تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنها
على سبيل المثال "تأثير الصيام على الإصابة بكورونا"، "الاحتياطات
اللازمة في تغسيل الميت المصاب بكورونا وتكفينه". وتم التأكيد على أهمية دور
الفريق الطبي في الأزمة، والذي يمثل خط الدفاع الأول في هذه المعركة.
وفي الجانب الأسري، يتم التجهيز لإطلاق
مشروع "جسد واحد" بالتعاون مع عدد من العلماء الشرعيين والمختصين في
المجال الأسري والاجتماعي.
كيف ستتغلب الحملة على العقبات التي قد تواجهها في ظل التضييق الشديد على الإخوان من قبل نظام السيسي؟
أرى أن أزمة كورونا ليست أزمة محلية تخص
الشعب المصري فقط، بل هي أزمة عالمية، وليست أزمة خاصة بفئة دون فئة أو شخص دون
شخص، بل إنها تخص كل الناس، ولذلك ينبغي لنا جميعا أن نفكر معا كيف سنخرج من هذه
الأزمة، والشعب المصري بطبيعته قادر على تخطي هذه الأزمة.
والعمل الإنساني والإغاثي عموما لا يحتاج إلى
لافتات، ولا تعوقه تعقيدات قانونية أو إدارية أو أمنية إلى حد كبير، وبإمكان أي
إنسان أن يقدم المساعدة للآخرين دون أن يرفع لافتة.
بجانب ذلك فإننا نخاطب بالحملة عموم الناس
داخل مصر وخارجها وكل ناطق بالعربية يتابع الحملة على نافذتنا من أي مكان في العالم،
كما أن المجال مفتوح لكل من له قدرة على تقديم المساعدة ومد يد العون للناس، كل في
تخصصه وبحسب إمكانياته. ومن جهتنا فنحن
نقدم الأفكار والخطوط العامة، ومن يأخذ بها فأجره على الله، ولا نبغي منه رفع
لافتة لنا أو الإشادة بنا، فقط يكفينا ويسعدنا أن يتعاون الجميع على مواجهة هذه
الظروف.
جماعة الإخوان قالت في مؤتمر 5 نيسان/ أبريل الجاري إنها شكّلت لجنة لمواجهة جائحة كورونا؟ هل ستكون اللجنة في الداخل والخارج أم في الخارج فقط؟
كما قلنا آنفا فإن نشاط اللجنة يشمل
مجالات مختلفة كثيرة، وفي كل مجال منها هناك مجموعة من الخبراء المصريين سيقومون
بطرح مجموعة من الاقتراحات والأفكار، وسنطرحها على المجتمع المصري ليناقش تلك
الأفكار ويتفاعل معها ويضيف عليها، لنخرج منها بأمور تنفيذية يستطيع كل من له قدرة
من المواطنين تنفيذها إن شاء الله، وليس فقط الإخوان.
ألا ترى أنكم تأخرتم كثيرا في تدشين هذه الحملة، خاصة أن فيروس كورونا بدأ انتشاره قبل أكثر من 4 شهور، كما أن مؤتمر الجماعة مضى عليه أكثر من أسبوعين؟
فيروس كورونا في حد ذاته أمر جديد جدا طرأ
على العالم كله، وردود الفعل الخاصة بالدول – وليس الأفراد – كانت متباينة جدا، ولكننا
رغم ذلك وجدنا تفاعل الجماعة مع الأزمة مبكرا؛ فقد أصدرت الجماعة عدة بيانات
وتصريحات ورسائل كان أولها في 17 آذار/ مارس بعنوان (كورونا.. رسالة إلى البشرية
بالعودة إلى الله) ثم (رسالة مواساة لكل
المتضررين من جائحة كورونا) في 21 آذار/ مارس الماضي.
كما خرج متحدثو الجماعة الإعلاميون في
الداخل والخارج على مدار الشهر الماضي بأكثر من تصريح يطالبون فيه بتوحيد الجهود،
وأن نكون يدا واحدة لمواجهة "كورونا"، وأنها فرصة للتكافل المجتمعي،
ونبذ الخلافات، والمكايدات السياسية، وأننا سنظل في خدمة أمتنا وقت الأزمات.
كما أرسل القائم بأعمال فضيلة المرشد
العام الدكتور محمود عزت رسالة بعنوان: "من دروس (الجائحة)" قبيل رمضان
في 15 نيسان/ إبريل، وكذلك الأمر من مؤسسات الجماعة في دول مختلفة مثل سوريا
والأردن وتونس والسودان.
أما بخصوص الحملة، فكان ينبغي أن يكون
لدينا قدر من المعلومات الدقيقة والمتخصصة قبل مخاطبة الشعب المصري والتواصل معه،
كي يمكننا وضع مجموعة من الأفكار والإجراءات التي نحاول من خلالها تقليل الآثار
السلبية لهذا الفيروس.
كيف تابعتم ردود الفعل التي أعقبت مقال القيادي الإخواني حملي الجزار ردا على رئيس تحرير جريدة الشروق، ومؤتمر الجماعة بشأن مواجهة كورونا؟ وهل تصريحات السيسي الأخيرة جعلت الجماعة تتراجع أو تتأخر عن تدشين فعاليات الحملة؟
هذه أمور سياسية يتحدث فيها قادة الجماعة
ومتحدثوها. أما الحملة فبدأت ترتيب فعالياتها بالتزامن مع المؤتمر إلى أن جاء
الوقت المناسب للإعلان، ونحن نتحدث عن "شعب واحد" ونريد أن نتكاتف جميعا
للخروج من الأزمة التي تمر بها مصر والعالم كله.
ما هي توقعاتكم لاستجابة الشعب وتعاطيه مع الحملة وفعالياتها؟ وما هي النتائج المأمولة من تلك الحملة؟
نحن لا نستهدف هنا رفع لافتة، وبكل تجرد
نقول: لندع جميعا خلافاتنا السياسية جانبا، ونركز على كيفية التعاون في مواجهة هذا
الخطر. والحملة
تستهدف جميع شرائح الشعب المصري، وتستنفر جميع طاقات الشعب المصري، وجميع خبرات
المجتمع المصري، ونأمل بإذن الله -كما اعتدنا من الشعب- أن تكون استجابته جيدة
للتفاعل مع هذه الحملة.
والنتائج المأمولة أن يستطيع المجتمع
المصري أن يمر من هذه الأزمة بسلام وبأقل قدر من الخسائر سواء على الجانب الطبي أو
الاقتصادي أو الاجتماعي، والنجاح يتمثل في أقل عدد ممكن في الإصابات أو الوفيات،
وأقل خسائر ممكنة في الجانب الاقتصادي، وأقل آثار سلبية في الجانب النفسي
والاجتماعي.
كيف تردون على الاتهامات التي توجه للإخوان بأنها تريد استغلال أزمة كورونا "سياسيا" في صراعها مع النظام؟
لست متحدثا باسم الإخوان، لكن بشكل عام
أزمة كورونا هي أزمة عالمية تحتاج لتكاتف جميع جهود المجتمع، ولا مجال لأي أحد أن
يستثمر أو يستغل تلك الأزمة بشكل سياسي، بل على العكس المُتوقع أن كل شرائح
المجتمع ستتعاون للخروج من تلك الأزمة.
مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء اتهم الجماعة -عقب مؤتمرها الأخير- بالنوايا الخبيثة، وأنها تريد أن تغسل يديها من العنف والإرهاب، وأن الجماعة تمضي في نهج المراوغة والمهادنة.. ما ردكم؟
دعنا نركز على الحملة، فأنا- كما أوضحت-
لست متحدثا باسم الجماعة، وليس من اختصاصي أن أرد على مثل هذا السؤال.
ما تقييمكم لطريقة إدارة النظام لأزمة كورونا؟ وهل يمكن القول إنكم ستلعبون دورا تكامليا معه لمواجهة كورونا أم أنكم تلعبون دورا موازيا للدولة وبديلا عنها؟
ينبغي أن نرى جميعا رد فعل الشعب المصري
على طريقة إدارة النظام لأزمة كورونا، فهذا موقف ليس خاصا بطرف أو حزب أو جماعة أو
مؤسسة. نريد متابعة ردود الأفعال على وجود التحاليل من عدمه، ردود الأفعال على
أزمة العالقين في الخارج، ردود الأفعال على قضية التباعد الاجتماعي وفرض حظر
التجول، ونريد أن نرى أيضا ردود أفعال المواطنين على الوضع الاقتصادي وكيف يُسيّر
الناس أمورهم الحياتية، خاصة لو استمرت تلك الأزمة أكثر من ذلك.
وكذلك، نحن بحاجة لمتابعة ردود أفعال الناس
في الشارع التي تأثرت بهذا الأمر، وهذا مُلاحظ في مواقع التواصل الاجتماعي وفي
وسائل الإعلام، وردود أفعال الناس يستطيع من خلالها المجتمع أن يقيم طريقة إدارة
الأزمة.
والحملة ليست بديلة عن النظام وليست
مُكملة له، بل تحاول -كجزء من الشعب- التفكير في كيفية الخروج من هذه الأزمة التي
ستطال الجميع، ولذلك لا بد من التفكير في طرق للخروج من هذه الأزمة، وكل يدلي بدلوه.
بخصوص مطالب الإفراج عن المعتقلين، كيف تنظرون لقيام وزارة الداخلية بإجراء تحليل فيروس كورونا لبعض المعتقلين وتطهير السجون؟ وهل تلك الإجراءات كافية؟
نحن نريد التوسع في إجراء التحاليل والفحوصات
الخاصة بالكشف عن مصابي فيروس كورونا، ولا بد أن نعرف أن المشكلة ستطال الجميع، وهي
ليست فقط في المسجونين، فإذا حدثت إصابة داخل أحد أقسام الشرطة أو داخل أحد السجون
ستطال المسجونين وأفراد الشرطة والجميع، وبالتالي لا بد من معرفة كيف أدارت دول
العالم هذا الأمر، ولا بد أن تُراعي الدولة المصلحة في هذا الأمر.
هل لديكم معلومات بخصوص ظهور إصابات كورونا بين المعتقلين؟
في ضوء عدم وضوح البيانات التي تصدر عن
مؤسسات الدولة المصرية المختلفة، لا نستطيع أن نحكم على هذا الأمر، إلا في ضوء
أرقام واضحة نستطيع من خلالها أن نحكم. وإلى الآن لا توجد أرقام واضحة صدرت عن
مؤسسات الدولة، وبالتالي لا نستطيع أن نجيب بشكل واضح على هذا السؤال.
برأيك: ما مدى تأثير أزمة فيروس كورونا على نظام السيسي؟ وهل سيتجاوزها بسهولة كما تجاوز غيرها؟
بالتأكيد هذه الأزمة ستترك أثرا عالميا،
ليس فقط على دولة دون دولة أو قُطر دون قُطر، بل على كل دول العالم وعلى النظام
العالمي في كل شيء، على النظام الصحي الذي سيتم إعادة النظر فيه، والوضع الاقتصادي
حتما سيتأثر، ولا يمكننا الآن قياس أو تخمين تأثير هذه التداعيات على النظام في
مصر، لكنها ستؤثر بشكل أو بآخر.
وفي النهاية أحب أن أوجه التهنئة للشعب
المصري والمسلمين بقدوم شهر رمضان، وإن شاء الله تكون حملة "شعب واحد"
فرصة للتعاون والتكاتف من أجل الخروج من هذه الأزمة، وتكون مصر في أمان قريبا بإذن
الله.