هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر جنرال إسرائيلي من تزايد خطورة شن هجوم على إسرائيل من قبل أعدائها، بواسطة واحد من ثلاثة أسلحة غير تقليدية، الكيميائية، والذرية، والبيولوجية، منطلقا في تحذيره من فرضية أن فيروس كورونا قد يكون انتشر في إطار حرب بيولوجية.
وقال القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال ايتان بن الياهو، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، إن على إسرائيل استخلاص الدروس من وباء كورونا، مشيرا إلى أن "البشرية شهدت مواجهات بأنواع مختلفة من الأسلحة مخصصة للإبادة الجماعية، وهي تصنف بحسب مستوى الخطورة؛ سلاح كيميائي، سلاح نووي، ووسائل بيولوجية".
السلاح الكيميائي
وتشكل المواد الكيميائية، "الأساس للسلاح الكيميائي، وتطوير هذا السلاح ليس معقدا أو باهظ الثمن، ولهذا فهو يوجد في أيدي دول صغيرة، وتتركز تحديات تطوير السلاح في معالجته وإدخاله لوسائل الإطلاق؛ مثل المدفعية والقذائف الجوية"، بحسب الجنرال الذي نبه إلى أن "إصابة البشر تتم بواسطة الغاز، الذي يتسلل إلى الجسد عبر التنفس، أو بنقطة سائلة على الجلد".
وبين أن "إلقاء السلاح بالمدفعية، يغطي مساحة محدودة، أما عبر الجو، فيكون أكثر نجاعة، لأن المادة الكيميائية ستنتشر على مساحة مئات الأمتار، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الجو، فالمادة تطير بالريح القوية قبل أن تصل لمستوى البشر، أما في حالة الأمطار والعواصف فلا يمكن استخدامها على الإطلاق".
اقرأ أيضا: وثيقة إسرائيلية داخلية تحدد مستقبل العالم بعد أزمة كورونا
وعن كيفية الاستعداد ضد تهديد السلاح الكيميائي، قال بن الياهو: "يمكن الضرب المسبق لمنشآت التطوير، ومناطق التخزين ووسائل الإطلاق، أما بعد أن نتعرض للهجوم فيمكن الاكتفاء برد قاس، بما يكفي بوسائل السلاح التقليدي، ومع محدودية الضرر الذي يحدثه السلاح الكيميائي، تجرأت حكومات على استخدامه في حروب القرن العشرين ومؤخرا في سوريا".
السلاح النووي
وذكر الجنرال، أن "السلاح النووي هو ثمرة تطوير العالم الحديث، وتطويره بحاجة لعلم ومقدرات كثيرة، وصيانته واستخدامه صعب ومعقد، كما أن المادة الخام يتعذر الحصول عليها، والدولة لا يمكنها أن تخفي الانشغال به، حيث أن مراكز التطوير ووسائل الإلقاء تكون عرضة للإصابة".
وشدد على أن "الإحساس لدى الجمهور؛ أن القنبلة النووية يمكنها أن تبيد دولة كاملة، مثل إسرائيل، هو تضليل أو على الأقل خطأ، لأن أثر السلاح النووي في 3 مجالات؛ الصدى، الإشعاع الحراري، والتلوث الإشعاعي".
وبين أن "مدى الإصابة منوط بشدة القنبلة، فالتي ألقيت على اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت بشدة متوسطة، تساوي 20 طنا من المادة المتفجرة، وهذه تحدث ضررا شديدا بنصف قطر 1.5 كيلو متر، وضررا متوسطا حتى نصف قطر 3 كيلومترات، وضررا طفيفا حتى نصف قطر 5.6 كيلومترات".
وتساءل: "كيف يمكن الاستعداد ضد التهديد النووي؟"، وأجاب: "من خلال استخدام الوسائل السياسية، الاقتصادية والعسكرية، يمكن منع أو على الأقل ردع دولة ما من تطوير سلاح نووي".
وتابع: "مواقع إنتاج النووي تكون عرضة للإصابة، كما أن القادة لا يكونون محصنين، ومنذ الذريتين فوق مدينتي هيروشيما وناغازاكي في 1945، كان تطوير النووي في دول قليلة، ولم تكن حتى ولا حالة واحدة تجرأت فيها حكومة ما على استخدام السلاح النووي".
السلاح البيولوجي
وأكد القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي، أن "السلاح البيولوجي هو الأخطر، وفي الماضي، في ظل غياب القدرات على تطوير هذا السلاح، شخص الزعماء الطاقة الكامنة في الأوبئة وارتجلوا بواسطة نثر أجسام مصابة وأشياء ملوثة بالفيروسات في أوساط سكان العدو".
وأفاد أن "الخصال التي يتميز بها السلاح البيولوجي، لا ترى، لا توجد ضدها وسائل تحصين، والأخطر من كل شيء، كما أن المحيط الذي يتعرض للهجوم يبقى مصابا على مدى فترة طويلة جدا، وعندما اختارت بريطانيا جزيرة اسكتلندية صغيرة، لإجراء البحث، بقيت ملوثة مدة 50 عاما، كما أن هذا السلاح يتسبب بموت عشرات الآلاف من البشر".
اقرأ أيضا: استخبارات إسرائيل ترصد آثار كورونا على الشرق الأوسط
ورأى أنه "من الصعب جدا الاستعداد المناسب ضد السلاح البيولوجي، فالمعلومات عن منشآت التطوير ومناطق التخزين محدودة، وعليه، فمن الصعب منع هجوم بيولوجي أو الرد عليه، ومن جهة، لا توجد وسائل تقليدية كافية لوقف العدو، ومن جهة أخرى، الرد بسلاح بيولوجي من شأنه أن يتصاعد لدرجة انتحار الطرفين".
ولفت إلى أن "وباء كورونا اليوم، يفيد أن وقوع المصائب ذات الاحتمال المتدني جدا، يمكن أن يحصل، ولهذا نحن ملزمون بالاستعداد لها، كما أن احتمال وقوع حدث بيولوجي بمبادرة العدو؛ هو احتمال متدن ويكاد يكون غير معقول الحدوث، ولكن مثلما يفيد وباء كورونا، يمكن لمثل هذا الحدث أن تتسبب به الطبيعة".
لذا "ينبغي لوباء كورونا أن يذكر، أن سلاح الدمار الشامل هو جزء من مفهوم الأمن للدول التي يكون وجودها عرضة للخطر، ومع أن احتمالات استخدامه طفيفة، يجب الاستعداد له"، بحسب الجنرال.
ومن بين كل هذه الاحتمالات، بحسب بن الياهو، يبقى "التهديد البيولوجي جديرا باهتمام أكبر بكثير، وليس فقط كملحق ثانوي في مفهوم الأمن، كما يعلمنا كورونا، كم هو حيوي الاستثمار المسبق بالردع، بالدفاع، بوسائل الامتصاص ولا سيما بوسائل الانتعاش السريع، ومن الجيد استثمار المقدرات ضد الوباء، وفي نفس الوقت ضد التهديد الخارجي".