ملفات وتقارير

هكذا أدار نتنياهو مفاوضات الحكومة.. هل يتجه لانتخابات رابعة؟

تشير آخر استطلاعات رأي أجرتها صحف إسرائيلية إلى تقدم معسكر نتنياهو في حال إجراء انتخابات رابعة- جيتي
تشير آخر استطلاعات رأي أجرتها صحف إسرائيلية إلى تقدم معسكر نتنياهو في حال إجراء انتخابات رابعة- جيتي

بات من المتوقع انتهاء فترة تكليف زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس (28 يوما)، الاثنين المقبل، دون التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

خلال عام كامل، تتولى السلطة بدولة الاحتلال حكومة انتقالية برئاسة بنيامين نتنياهو، في ظل الفشل المتكرر للكتل البرلمانية بحسم مقاعد الكنيست بأغلبية مريحة، ما صعب مهمة تشكيل حكومة جديدة، وقاد لثلاث جولات انتخابية.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: حكومة الطوارئ الإسرائيلية فارغة المضمون ..لماذا؟

باتت جولة انتخابية رابعة تلوح في الأفق أيضا، مع فشل غانتس ونتنياهو في الاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ، تخللها مفاوضات وتطورات مثيرة أبرزها: تفكك معسكر غانتس الناقم على التوجه لهذا الخيار، إضافة للتحدي القائم بتفشي فيروس كورونا، الذي يوقع يوميا مزيدا من الخسائر البشرية والاقتصادية بدولة الاحتلال.

السيناريوهات المتوقعة


كل يوم يقربنا من حقيقة أن الانتخابات الرابعة باتت واقعا في ظل تعقد المشهد السياسي الإسرائيلي، لكننا نبقى أمام خيارات مفتوحة، بحسب ما قاله المختص بالشؤون الإسرائيلية صلاح الدين العواودة، والذي يرى بأن السيناريوهات المحتملة هي كالآتي:

السيناريو الأرجح: تمديد رئيس الدولة تكليف غانتس لمدة أسبوعين لتشكيل الحكومة، وأن يطلب ذلك بشكل مشترك مع نتنياهو، حتى تسوية الخلافات بينهما وتشكيل حكومة طوارئ.


السيناريو الثاني: تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.


السيناريو الثالث: إذا لم يقبل نتنياهو التكليف، يذهب التكليف إلى الكنيست فيما بعد.


وفي حالة السيناريو الأرجح، فمن الملاحظ أن الخلافات بين غانتس ونتنياهو لا زالت مستعصية، وسبب ذلك يعود إلى "الانتهازية" التي يتصرف بها نتنياهو مع خصومه. بحسب حديث العواودة لـ"عربي21".


ويوضح العواودة أن نتنياهو نجح في تفكيك معسكر خصمه غانتس، وحوّله لطرف ضعيف في المفاوضات، مبينا ذلك بأنه "عندما بدأت مفاوضات تشكيل حكومة وحدة وطنية، كان غانتس يمثل تكتل المعارضة القوي الذي كان بيده تشكيل الحكومة، ويكافح  من أجل الإطاحة بنتنياهو".

ويكمل، في المرحلة الأولى من المفاوضات لاحظنا أن غانتس كان يتكلم عن تحقيق مطالب كثيرة، حيث أغراه نتنياهو بإبداء الموافقة المبدئية على منح فريقه قرابة نصف الحقائب الوزارية المهمة، وإعطائه حق الفيتو على أي قرار سياسي استراتيجي مثل ضم أراض من الضفة لإسرائيل، وكذلك المشاركة في تعيين وزير القضاء والوظائف العامة المهمة في الدولة.

لكن بات واضحا أن نتنياهو كان يخطط للانقضاض على خصمه، وجره ضعيفا إلى مربع التفاوض، وهو ما حدث فعلا بعدما استطاع تفكيك معسكر غانتس (يسار-وسط)، فانتقل نتنياهو إلى فرض شروطه، وصار يردد أن مطالب غانتس تلقى معارضة من قبل حلفائه بمعسكر اليمين.

 

اقرأ أيضا: حملة لليمين الإسرائيلي ضد "أزرق أبيض" لحسم "ضم الضفة"

ويعتقد العواودة أن خيار الانتخابات الرابعة هو الأفضل بالنسبة لنتنياهو، ففي حال فشل بتشكيل حكومة وحدة مع غانتس، لن يستطيع تشكيل حكومة مع غيره، وفق معطيات المشهد السياسي الحالي.

وينبه إلى أن غانتس لجأ إلى حكومة الوحدة مع نتنياهو، مدفوعا بقلقه من نتائج الانتخابات الرابعة، حيث أظهرت الاستطلاعات تراجع أسهم معسكره لصالح نتنياهو أو القائمة العربية المشتركة، ففضل استغلال ما يمتلكه من أوراق قوة لتحصيل اتفاق جيد مع نتنياهو على الذهاب لانتخابات سيكون الخاسر الأكبر بإجرائها.


وتشير آخر استطلاعات رأي أجرتها صحف إسرائيلية إلى تقدم معسكر نتنياهو في حال إجراء انتخابات رابعة، ورغم أنه لن يحصل على أغلبية مريحة، إلا أنه مع الوقت يستطيع كسب المزيد من الأصوات، بحكم التوجه اليميني لدى الجمهور الإسرائيلي.

هكذا استفاد نتنياهو من كورونا

يعتبر نتنياهو أحد الزعماء الرابحين من وراء أزمة كورونا، وفق ما يراه المختص في الشؤون الإسرائيلية محمود مرداوي.

ويشرح مرداوي لـ"عربي21" استغلال نتنياهو للأزمة بأنه في البداية عمل على تقييد الحركة على جميع فئات المجتمع، بمن فيهم أعضاء الكنيست، ما أضعف قدرة أحزاب المعارضة على الاجتماع والتشاور والتخطيط.

كما شكلت أزمة كورونا عاملا مجتمعيا ضاغطا على الحكومة والأحزاب الأخرى من أجل الاتحاد.

وبالنسبة لتحالف "أزرق أبيض" بقيادة غانتس، الذي رفع شعارا وحيدا هو إسقاط نتنياهو، وجد نفسه أمام هذا الضغط المجتمعي، وكان رفضهم لخيار حكومة الوحدة لمواجهة كورونا، سيفسر على أنه عدم مسؤولية.

ويضاف لذلك أن التحالف الذي ذهب إلى خيار الوحدة دون اتفاق داخلي، دخل في مأزق الانقسام، ما أعطى نتنياهو فرصة أكبر في المناورة السياسية.

ويشير مرداوي إلى أن نتنياهو ومن أجل مصالحه السياسية مع حلفائه من اليمين، تساهل في إجراءات الوقاية بالمناطق التي يكثر بها موالوه الأيديولوجيون من الحريديم الذين يرفضون الالتزام بالتعليمات، ما تسبب بتفشي الفيروس في المجتمع.

 

اقرأ أيضا: زيادة وفيات كورونا بإسرائيل تجدد الخلاف بين نتنياهو وبينت

ويرى أن نتنياهو استفاد من أزمة كورونا بحل مشاكله السياسية، لكنه لم يستطع حل مشاكله القضائية، حيث لا زال يلاحق على خلفية اتهامات الفساد.

ويؤيد مرداوي أن الخيار الأرجح في المشهد السياسي الإسرائيلي هو التوجه المشترك لغانتس ونتنياهو لرئيس الدولة، بحيث يحصل نتنياهو على تكليف تشكيل الحكومة، وهو بدوره يفوض غانتس لهذه المهمة، حتى يبدد الاتهامات الموجهة إليه بالتلكؤ في المفاوضات.

ويوضح أن نتنياهو يعلم أن المعارضة تفككت سياسيا، لكنها لا زالت قوية تشريعيا، بحيث تستطيع إقرار قانون يقضي بمنع من يصدر بحقه لائحة اتهام أن يتولى منصب رئاسة الحكومة، وهو ما يشكل تهديدا لنتنياهو، ويجعله حريصا على المناورة مع غانتس.

 

ويلفت إلى أن انتخابات رابعة قد تصب في صالح نتنياهو، لكن تفاعلات أزمة كورونا قد تنقلب عليه أيضا.

التعليقات (0)