بوليتكو: كوشنر بات يتحكم بجهود الحكومة لمكافحة كورونا

كشفت مجلة "بوليتكو" أن صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره جارد كوشنر سيطر من خلف الستار على جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى أن صلاحياته توسعت لتشمل التصنيع والإمدادات والتخطيط على المدى البعيد.

وفي التقرير الذي أعده كل من آدم كانسرين ودان دايموند أن عددا من مسؤولي إدارة ترامب ظهروا على منصة البيت الأبيض خلال الشهرين الماضيين لإطلاع الرأي العام على جهود مكافحة فيروس كورونا إلا جارد كوشنر الذي برز كأهم شخص في مواجهة الوباء الذي انتشر بسرعة في الولايات المتحدة.

 وما بدأ قبل أسبوعين ونصف كمحاولة للاستفادة من القطاع الخاص لحل فشل عمليات الفحص أصبح مهمة شاملة لكوشنر، الذي يقوم بذلك مع فريق من الخبراء خارج الحكومة بمن فيهم زميل بالسكن وشركة ماكينزي للاستشارات. وسيطر على أهم تحديات تواجه الحكومة الفدرالية: وهي توسيع مجال الفحص وزيادة القدرات الإنتاجية للأدوية التي تحتاج إليها البلاد والبحث عن طرق لإيصال المواد للأماكن التي تحتاجها.

بل وامتد تأثير كوشنر إلى الوكالة الفدرالية لإدارة الأزمة، وهي المنظمة المسؤولة عن التخطيط ورسم الإستراتيجيات لمواجهة الفيروس.

 

وأضاف كوشنر وفريقه عددا جديدا إلى الوكالات التي انتقدت بسبب تأخرها في الرد على الوباء قبل انتشاره. وحقق فريق كوشنر الذي انتقد البعض بأن أعضاءه كلهم من القطاع الخاص مقارنة مع فريق مايك بنس "من القطاع الحكومي"، بعضا من النجاحات. ووفروا الإمدادات الطبية والأقنعة الواقية والقفازات ورسموا خطة لكي تزيد المستشفيات من أجهزة التنفس.

ولكن الفريق الذي يعمل من وراء الستار أدى لتكرار عمل الفرق الفدرالية والعمليات وتركيزها على القرارات السريعة قصيرة الأمد، مما أدى لزيادة قلق المسؤولين في وزارة الصحة. وقامت المجلة بإجراء مقابلات مع 11 شخصا على علاقة بفريق كوشنر ومسؤولين حكوميين بارزين ومستشارين من الخارج ومتطوعين في المشاريع ووزارة الصحة والبيت الأبيض. وتعلق المجلة أن القرارات الفدرالية أصبحت معقدة نظرا لعلاقة كوشنر مع ترامب الذي يتحدث إليه عدة مرات في اليوم. وفي نفس الوقت عبر ترامب عن إحباط من بعض قادة وكالات الصحة.

 وقال أندي سلافيت الذي ساعد إدارة باراك أوباما بالفترة ما بين 2013- 2014 ويعمل الآن مع فريق كوشنر: "لا تستطيع الاكتفاء بالناس الأذكياء الذين يعملون على مشكلة بهذا الحجم" و"لكن يجب تنظيمهم عبر تسلسل قيادي واضح". وتقول المجلة إن فريق الرد الذي بناه صهر الرئيس يختلف عن فريق مايك بنس من ناحية تبني الأول مواقف نابعة من الواقع لمحاربة ووقف فيروس كورونا. ولا يهتم بالحدود الحكومية لدرجة تصل إلى حد تضارب المصالح. وقال واحد من المستشارين الخارجيين الذين تمت الاستعانة بهم لدعم جهود الحكومة "إنه وضع مجنون" و"كل من يستطيع المساعدة ومن لديه التكنولوجيا والبيانات يمكنه المساعدة".

واعتمد كوشنر على فريق اختاره من المساعدين بمن فيهم صديقه في السكن أيام الدراسة والمستشار الحالي لشؤون الاستثمار الأجنبي أدم بوهيلر وبراد سميث، مدير مركز الإبداع في ميدي كير، لتنظيم فريق يستطيع تجاوز البيروقراطية الحكومية والتنافس بين وكالات الحكومة. ويعمل فريق الخبراء الخارجيين مع الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ ووزارة الصحة ووكالة التنمية الأمريكية لحل المشاكل التي تتراوح ما بين اللوجستية إلى الفنية، وبالاعتماد على شبكاتهم الواسعة، وتضم هذه نات تيرنر فلاتيرون هيلث وديف كلاوري مدير شركة الأسهم الخاصة إلى جانب عدد من المدراء في القطاع الخاص الذين تطوعوا للعمل.

 

اقرأ أيضا: NYT: بهذه الطريقة غير كورونا طرائق البحث العلمي

إلا أن اختلاط عمل القطاع الخاص والفرق الحكومية أدى لظهور عدد من المشاكل الجديدة حسب مسؤولين في الصحة وأعضاء من فريق كوشنر. فالمشاريع أصبحت لامركزية بحيث لا يعرف أي فريق ما يقوم الفريق الآخر بعمله. ويقوم العاملون مع كوشنر بإطلاعه على عملهم. كما يعمل الأشخاص من خارج الحكومة على تقديم كل أنواع المبادرات بحيث شتت تركيز الفريق، وعلى أي مشروع يجب العمل عليه. ونظرا للحاجة والسرعة فلا مجال للتدقيق في الشركات الخاصة ومصالح المدراء التنفيذيين المالية، مما زاد المخاوف حول إمكانية وجود تضارب مصالح في العملية التي تعتمد على مساهمات غير محددة وتتوسع بشكل مستمر. ويؤكد المسؤولون المساهمون في العملية أنهم اتخذوا الإجراءات المطلوبة لتجنب تضارب المصالح.

 

وقال مسؤول حكومي على علاقة بالجهود: "هناك قاعدتان، الأولى؛ يوقع الأشخاص عقودا للعمل التطوعي يتم تقييمها من مسؤولين قانونيين.

  

أما الثانية فهي عدم السماح للشراء إلا للمسؤولين الحكوميين". ولكن المنظمة الرقابية "مواطنون للمسؤولية والأخلاق في واشنطن" حذرت من إمكانية خرق عملية كوشنر قوانين التسجيل الفدرالية وشجبت البيت الأبيض لاعتماده الكبير على القطاع الخاص ونقص الشفافية.  وقال المتحدث باسم المنظمة جوردان ليبوفيتز: "إنهم لا يرتكبون بالضرورة أعمالا خبيثة ولو كانوا فهذا هو المكان الذي يستخدمونه لإخفائه". ويقول مسؤولون إن محاولة كوشنر العمل من خلف الحكومة جاءت بسبب إحباط ترامب الأولي من السلطات الفدرالية وبطء ردها على الأزمة. ولكن عمليته تتدخل في كل شيء الآن، خاصة بعد اعتراف ترامب بخطورة أزمة قلل من خطورتها في البداية. ويقول مسؤولون إن فريق كوشنر وبنس يحاولان التنسيق مع تأكيد البيت الأبيض أن بنس هو المسؤول الأول عن رد الحكومة على جهود مواجهة فيروس كورونا.

ولكن الجهد الذي يقوم به كوشنر أقلق حتى من جندهم للعمل معه والذين وصفوا عمله بأنه عملية لا تشبه عمليات الرد التقليدية على كارثة، حيث دفع الفريق باتجاه تنسيق عملية اتخاذ القرار مع وكالة الطعام والدواء ومراكز ميدي كير وميدك إيد بشكل تجاوز منظور سلطة كوشنر ذلك الذي يتمتع به وزير الصحة أليكس أزار. وقال جمهوري مقرب من الإدارة "لم أعرف كيف تعمل إدارتنا" حيث تحسر على منح صلاحيات للاعبين من غير الحكومة.

إلا أن المدافعين عن كوشنر قالوا إنه قام بالسيطرة على وضع كان في حالة تقلب وساعد فريقه من الخبراء على إصدار تعليمات حول طريقة التعامل مع أجهزة التنفس.

كما ويساعد فريق كوشنر على توفير الإمدادات مثل الأقنعة وأجهزة التنفس للمناطق المتضررة. وقام الفريق في الأسابيع الماضية بتجنيد عدد من شركات التكنولوجيا للعمل على هدف واحد: بناء تكنولوجيا تعطي البيت الأبيض القدرة على معرفة ما يتوفر في المستشفى من أسرة والأجهزة الطبية في كل البلاد. إلا أن دور كوشنر في العملية وضعه تحت التدقيق كما في تقرير لمجلة "ذا أتلانتيك" أشارت فيه لإمكانية تضارب مصالح لعلاقته مع شركة يعمل فيها شقيقه جوش وطلب منها إعداد موقع يوجه الناس نحو أماكن الفحص. وكان كوشنر من المشاركين في أوسكار هيلث.

 ورغم ما يتحدث عنه المدافعون عن كوشنر من نجاحات في الرد على فيروس كورونا إلا أنه فشل في إقناع جنرال موتورز وشركة تصنيع أجهزة التنفس فينتك. وعبر ترامب عن غضبه منهما في تغريدة قالت "نيويورك تايمز" إنها جعلت شركات أخرى تمتنع عن المشاركة بسبب تعليقات ترامب الغاضبة. وقال مسؤول في وزارة الصحة إن فريق كوشنر من خارج الحكومة أضاف إلى بيروقراطية وكرر العمل الذي تقوم به فرق الوزارة "ليس جيدا دخول أناس من الخارج وأخذ مكان الناس العاملين على هذا". مضيفا أن فريق كوشنر جعل من العاملين في أقسام البيانات بالوزارة زائدين عن الحاجة. وقال آخر إن جهد كوشنر جذب شركات تحاول توطيد مكانها والحصول على عقود من الحكومة "هناك الكثير من الشركات الخاصة تحاول التربح وتأمين مخازنها". وأكثر من هذا فدخول شركات خاصة من خارج الحكومة يعني أن معظم العمل يتم من خلال هواتف ورسائل إلكترونية غير مؤمنة.