هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا، تتحدث فيه عن هجوم الرئيس دونالد ترامب المتكرر على الصين، واتهامها بنشر فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه شطب المصطلح العلمي له واستبدله بـ"الصيني".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب زاد من هجومه على الصين يوم الخميس، واتهمها بأنها سمحت بانتشار فيروس كورونا، الذي أدى إلى نشر المرض في أمريكا، وإغلاق معظم ملامح الحياة اليومية، ودفع الاقتصاد الأمريكي نحو الركود.
وتذكر الصحيفة أنه حاول في الوقت ذاته تجاهل الانتقادات التي وجهت لإدارته بأنها لم تكن جاهزة لانتشار الوباء، مشيرة إلى أن الرئيس صمم على استخدام "الفيروس الصيني" لوصف فيروس كورونا المستجد الذي اكتشف أول مرة في مدينة ووهان في الصين العام الماضي، ولم يستبعد الرئيس اتخاذ إجراءات انتقامية ضد بكين.
وينقل التقرير عن ترامب، قوله في ظهوره الصدامي أمام الصحافيين في البيت الأبيض: "شكرا لحضوركم، ونواصل جهودنا المستمرة لهزيمة الفيروس الصيني".
وتقول الصحيفة إن استخدام ترامب لهذا المصطلح أصبح محل فخر بين المساعدين في البيت الأبيض ومؤيديه، مشيرة إلى أن الرئيس واصل استخدامه بشكل متكرر، في وقت تم فيه انتقاد حالة الطوارئ الصحية التي أعلن عنها.
ويلفت التقرير إلى أن مصورا صحافيا في "واشنطن بوست" استطاع تصوير نسخة من تعليقات ترامب التي شطب فيها المصطلح الطبي للفيروس "كورونا" ووضع مكانه كلمة "صيني" وذلك بقلم أسود.
وتعلق الصحيفة قائلة إن تحول ترامب لتوجيه اللوم الكامل للصين يتزامن مع توسع الدمار الذي أحدثه الفيروس في أنحاء الولايات المتحدة كلها، والانتقاد المتزايد للإدارة التي ضيعت فرصا كثيرة للرد والتحضير، فظل ترامب على مدى أسابيع في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، يعمل على التقليل من شأن الوباء، والقول بأنه لا يشكل إلا مخاطر قليلة على الأمريكيين، حتى بعد إصداره أمرا يمنع المسافرين غير الأمريكيين القادمين من الصين من دخول الأراضي الأمريكية.
ويفيد التقرير بأنه بعدما بدا ترامب كأنه يقدر مستوى الأزمة في بداية الأسبوع، فإنه هاجم وبشدة يوم الخميس الصحافيين والمنظمات الإخبارية، التي قال إنها فشلت في الحديث وبدقة عن إنجازاته في مواجهة الفيروس.
وتورد الصحيفة نقلا عن ترامب، قوله لمراسل من شبكة "سي أن أن": "كنا جاهزين، والشيء الوحيد الذي لم نحضر أنفسنا له هو الإعلام، ولم يتعامل الإعلام بإنصاف، وأقول لكم كم كنت جاهزا، فقد قمت بمنع الأشخاص القادمين من الصين قبل أن يفعل أي شخص هذا الأمر، وفي الحقيقة لقد كانت شبكتك هي التي وصفتني بالعنصري لأنني أعلنت عن هذا.. كان هناك الكثيرون في الغرفة ممن وصفوني بالعنصري وكلمات أخرى، وقمت بذلك لأنني بدأت مبكرا".
وينوه التقرير إلى أن ترامب لم يحدد الجهات التي وصفته بالعنصري عندما قرر تقييد السفر من الصين، لكنه بالغ في الأسابيع الأخيرة في حديثه عن أهمية قرار الحظر، واشتكى في الوقت ذاته من أنه لم يعامل بالطريقة التي يستحقها لأنه قام بهذا الإجراء.
وتستدرك الصحيفة بأن القرار أبطأ من انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، إلا أنه كان قد دخل مع بدء الإدارة تنفيذه في شهر شباط/ فبراير، مشيرة إلى أنه عندما سئل عن اتخاذ قرارات انتقامية ضد الصين، أو إعادة تعديل لنظام الإمدادات الذي يعتمد من خلاله بعض المصنعين الأمريكيين على العمالة الصينية أو المواد الخام، فإن جوابه كان بأنه منفتح على هذه الفكرة، وقال: "لا أريد أن أعلق عليه في الوقت الحالي".
ويشير التقرير إلى أن حليف ترامب، السيناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس، توم كوتن، تقدم يوم الأربعاء بمشروع قرار لوقف اعتماد الأمريكيين على الصناعات الدوائية الصينية وتشجيع إنتاجها في الولايات المتحدة، وقال كوتن في تصريحات نقلتها عنه شبكة "فوكس نيوز": "أطلقت الصين العنان لهذا الوباء ويجب محاسبتها.. لهذا السبب تقدمت بتشريع يدعو لوقف شراء المواد الدوائية الأساسية من الصين، وسيكون هناك حظر على الشراء".
وتذكر الصحيفة أن ترامب لم يعلق مباشرة على هذا التشريع وإن كان سيدعمه أم لا، وقال إنه "ورث" نظاما صحيا فيدراليا صعبا، وهو مصطلح عادة ما يستخدمه عندما يريد التلميح إلى سلفه باراك أوباما، مع أنه لم يسم الرئيس السابق يوم الخميس، وأضاف أن "النظام بدأ بالعمل جيدا، وكان علينا كسر النظام مثلما نكسر البيضة؛ لأن النظام الذي ورثناه كان بائدا ولم يكن فاعلا، وهذا هو النظام الذي ورثناه.. الآن لدينا شيء جيد جدا ويتقدم بالتأكيد نحو المستقبل".
ويجد التقرير أنه بالنظر إلى تعليقات الرئيس في مجملها فإنها كانت أشد نقد للصين، التي تعد عدوا اقتصاديا يحاول التفاوض معها على معاهدة تجارية، وكانت الأكثر دفاعا عن نفسه والغاضبة، فقال ترامب: "كان من الأفضل لو علمنا عنه مبكرا، وقبل عدة أشهر، لكان بإمكاننا احتواؤه في المنطقة التي بدأ فيها في الصين.. بالتأكيد يدفع العالم ثمنا باهظا لما فعلوه".
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب كان مترددا في توجيه أصابع اتهام، قائلا: "إنها واحدة من الأمور التي تحدث"، وتحدث عن صداقته مع الرئيس شي جين ببنغ، إلا أن هذا الأمر تغير هذا الأسبوع بعد تحول المرض عن آسيا إلى أوروبا التي أصبحت بؤرة المرض، فيما قالت الصين إنها لم تسجل أي حالات جديدة ولأول مرة منذ كانون الأول/ ديسمبر، مع أن خبراء الصحة تحدثوا عن إمكانية حدوث موجة جديدة.
ويستدرك التقرير بأن ترامب قال: "لكن الآن العالم كله أصيب بالفيروس الرهيب، وهذا أمر سيئ"، وحاول ترامب التركيز على أن الصين هي التي فتحت المجال أمام المرض للانتشار، قائلا: "هذا أمر سيئ لأنه لم يكن لدينا اقتصاد مثلما هو لدينا الآن، لكننا سنعود كذلك، وفي الحقيقة فإن الأمور ستعود أقوى من الماضي لأننا تعلمنا الكثير خلال هذه المدة".
وتفيد الصحيفة بأن عدد الحالات تضاعف في الولايات المتحدة يوم الخميس، وذلك نتيجة زيادة الفحوصات، ففي يوم الثلاثاء كانت الحالات المسجلة هي 5700 في أمريكا، ثم ارتفع الرقم إلى 13 ألف حالة يوم الخميس، وأشار المسؤولون إلى أن الرقم قد يرتفع أكثر، وفي الوقت ذاته نصحت وزارة الخارجية الأمريكيين بعدم السفر إلى الخارج، ودعت من هم في الخارج للعودة أو التحضير للجوء إلى مكان.
وبحسب التقرير، فإن تعليقات الرئيس تتوافق مع تصريحات وزير خارجيته وغيره من أعضاء الإدارة، الذين عبروا عن نقدهم للصين، لكن ترامب ذهب بعيدا عندما قال إن الصين كان بإمكانها وقف الفيروس في ووهان، لكنها اختارت غير ذلك، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان فيه من الصعب على الصين وقف انتشاره من المدينة إلى مناطق أخرى، إلا أن خبراء الصحة الدوليين انتقدوا بكين على غياب الشفافية.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن مجلس الأمن القومي قام بنشر تغريدة مرفق فيها تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن الأيام الأولى لانتشار الفيروس، وجاء فيها: "قام الحزب الشيوعي الصيني بالتكتم على التقارير عن الفيروس الصيني، وعاقب الأطباء والصحافيين، ما أدى إلى تضييع فرصة على الخبراء الصينيين والدوليين لمنع وباء عالمي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)