ملفات وتقارير

غادرت 3 قواعد.. ماذا وراء تحركات واشنطن الأخيرة بالعراق؟

تسلمت القوات العراقية بشكل رسمي قاعدة القائم العسكرية على الحدود مع سوريا- جيتي
تسلمت القوات العراقية بشكل رسمي قاعدة القائم العسكرية على الحدود مع سوريا- جيتي

أثار قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من ثلاث قواعد عسكرية في العراق من أصل 12 قاعدة، تساؤلات ملحة حول مصير القوات الأمريكية في ظل توتر بين واشنطن والمليشيات الشيعية الموالية لإيران.


وتسلمت القوات العراقية، الخميس، بشكل رسمي قاعدة القائم العسكرية على الحدود مع سوريا، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، إذ كانت مراسم الاستلام والتسليم للقاعدة قد تمت قبل يومين.

إعادة تموضع

ورأى عضو سابق بلجنة الأمن والدفاع في برلمان العراق أن "الولايات المتحدة عندما تجري بعض التغييرات لتواجدها في القواعد العسكرية بالعراق، فإنه لا يخرج عن نطاق إعادة التموضع والتحسب لجانب عملياتي لا أكثر، وهذا لا يمس الاتفاقية المبرمة على الإطلاق".

وأضاف حامد المطلك في حديث لـ"عربي21" أن "الولايات المتحدة ترأس التحالف الدولي الذي تربطه اتفاقيات أمنية مع الحكومة العراقية، وبموجبه تقوم واشنطن بمهام محددة في الساحة العراقية، وكل ذلك وفقا لشروط ما وقع عليه الطرفين".

وبخصوص الحديث عن أن الولايات المتحدة قد تنسحب بالكامل من العراق، أوضح المطلك أن "أي شيء على الأرض لا يأتي ضمن الاتفاق بين واشنطن وبغداد، هو مجرد كلام، فهناك مطالبات غير رسمية لإخراج القوات الأمريكية، تصدر من مليشيات وأحزاب وهذا لا يؤخذ به".

 

اقرأ أيضا: لماذا قد يسحب ترامب قوات بلاده من العراق قبل نهاية 2020؟

ولفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين سبق أن صرحوا بأن بقاءهم في العراق هو ضمن اتفاقية أمنية، ولن يخرجوا على الإطلاق، وإلا كيف تصرح قبل أيام أن الفرقة 101 المعروفة بـ"النسور الزاعقة" قد تأتي إلى البلد.

وبحسب المطلك، فإن أمريكا لن تترك العراق بسهولة، وتقع عليها مسؤولية مباشرة بسبب ما يعيشه البلد من مأزق، فهي مطالبة بأن تصحح وتثبت أنها جاءت من أجل العراق، لأن التداعيات أكبر إذا انسحبت لأن الوضع مقلق للغاية.

وشدد على أن "العراق قد يكون ساحة للصراع بين الجانب الأمريكي وبين جهات أخرى على حساب الدماء العراقية، فنحن نريد من الولايات المتحدة أن تتصرف وفق الرؤية الرسمية العراقية وليس وفق الفصائل المسلحة والأحزاب".

أولويات العراق

وفي السياق ذاته، رأى المحلل السياسي أسامة السعيدي أنه "من الناحية الإستراتيجية لا يمكن للولايات المتحدة الانسحاب من العراق لاعتبارات عدة منها، أن منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي مهمة وتشكل نقطة إمداد للطاقة للعالم".

وأكد السيعدي في حديث لـ"عربي21" أن "أهمية المنطقة تفرض وجود عسكري أمريكي وتحديدا في العراق، لأنه يشكل حلقة وصل مهمة بين عدة دول ويجاور إيران وتركيا، بالتالي لا يمكن للولايات المتحدة الانسحاب من البلد".

وبخصوص تنفيد قرار البرلمان بإجلاء القوات الأمريكية، قال السعيدي إنه "بمثابة توصية للحكومة العراقية بإعادة النظر في تواجد جميع القوات الأجنبية بما فيها الأمريكية، وهذا يتوقف على رئيس الحكومة المقبل ومدى قدرته على إدارة زمام الأمور".

ورأى أن "ملف إخراج القوات الأمريكية لم يعد هو الأهم بالنسبة للعراق، لأن البلد يواجه أزمات كثيرة والحكومة المقبلة ستكون أمامها ملفات داخلية وخارجية إقليمية دولية، وعملية التوازن بين جميع الأطراف".

ولفت السعيدي إلى أن "المشكلات التي يمر بها البلد وخصوصا أزمة تشكيل الحكومة والاحتجاجات وانهيار أسعار النفط وتفشي كورونا، وكذلك تردي الوضع الأمني بعدد من المحافظات، تحتم على الحكومة إعطاء أولويات لها ولا أعتقد أن ملف إخراج القوات الأمريكية سيكون على رأسها".

وبحسب قوله فإن إخراج القوات الأجنبية يحتاج إلى مباحثات مطولة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وذلك يعتمد على رئيس الوزراء المقبل والفريق الحكومي الذي يشكله.

 

اقرأ أيضا: الجيش الأمريكي يبدأ الانسحاب من قواعد بالعراق خلال أسابيع

ومؤخرا تتعرض القواعد العسكرية العراقية التي تضم جنودا لقوات التحالف الدولي إلى هجمات بالصواريخ، كأن آخرها سقوط صاروخين على معسكر بسماية الاثنين الماضي.

يأتي هذا الاستهداف ليضاف إلى اثنين آخرين استهدفا قاعدة التاجي في العاصمة العراقية في أقل من أسبوع، قتل فيها متعاقد بريطاني وجنديين أمريكيين، وإصابة 12 آخرين.

واتهمت واشنطن كتائب "حزب الله" العراقي بالوقوف وراء الهجوم، وشنت غارات جوية على 5 أهداف للكتائب جنوبي العراق، فجر الجمعة الماضي، ما أدى إلى مقتل 5 من أفراد الأمن العراقيين فضلا عن مدني.

التعليقات (0)

خبر عاجل