ملفات وتقارير

تفاصيل زيارة شمخاني إلى العراق.. هل يملأ فراغ سليماني؟

أجرى شمخاني لقاءات مع قيادات عراقية، الأحد، ولا سيما الزعامات الشيعية- فارس
أجرى شمخاني لقاءات مع قيادات عراقية، الأحد، ولا سيما الزعامات الشيعية- فارس
أثارت زيارة أمين العام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد تساؤلات حول أسبابها وتوقيتها والأهداف التي حققتها، ولا سيما أنها تأتي في ظل خلافات سياسية تعصف بالبيت السياسي الشيعي بخصوص اختيار رئيس الحكومة العراقية.

وأجرى شمخاني لقاءات مع قيادات عراقية، الأحد، ولا سيما الزعامات الشيعية، داعيا إلى "تشكيل حكومة عراقية قوية وفاعلة مبنية على أصوات وإرادة الشعب العراقي، وهذا يمثل رغبة دائمة لإيران".

هدف الزيارة

وتعليقا على أسباب زيارة الوفد الإيراني، قال إحسان الشمري رئيس "مركز التفكير السياسي" في حديث لـ"عربي21"، إن "زيارة علي شمخاني جاءت نتيجة القلق العميق من ارتباك حلفاء إيران في الداخل العراقي".

وأضاف: "لقاء شمخاني مع حلفاء إيران كان في مسارين، الأول بما يرتبط بالفصائل المسلحة وطبيعة الخلافات الحاصلة بينهم، أما الارتباط الثاني، فيتعلق بخلافات الحلفاء بخصوص مستقبل الحكومة العراقية والخشية من إعادة الهيكلة".

وأكد المحلل السياسي أن شمخاني "يسعى إلى إعادة التموضع وملء الفراغ الذي تركه قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بخصوص إعادة ترتيب البيت السياسي الشيعي".

ورأى الشمري أن الاجتماع الذي عقده مع زعامات الأحزاب الشيعية، "يدلل بما لا يقبل للشك بأن إيران تمضي في استراتيجية جمع الأطراف بعد الخلافات السياسية التي وقعت بين هذه القوى". وتابع: "شمخاني جاء ليعيد ترتيب مواقف وبوصلة القيادات الشيعية من خلال الرؤية الإيرانية".

وفي السياق ذاته، علق نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، بهاء الأعرجي على زيارة شمخاني في تغريدة على "تويتر" قال فيها: "عجْزُنا عن حلِّ مشاكلنا، يعني السماح لبعض دول الجوار بالتدخل بشؤوننا، وما زيارة الوفد الإيراني الرفيع اليوم إلا دليل على فشلنا باختيار رئيسٍ للوزراء".



"صدمة كبرى"

من جهته، فسر الباحث السياسي الدكتور سعدون التكريتي في حديث لـ"عربي21" تداعيات مقتل سليماني على البيت السياسي الشيعي، بالقول: "طيلة 16 عاما تولى الجنرال الإيراني سليماني إدارة الملف العراقي لدى إيران، وكانت الخيوط الفعلية كلها بيده".

وأضاف: "يمكننا أن نميز بين مرحلتين: الأولى، كان فيها سليماني بمنزلة الشبح الذي لا يرى ولكن يسمع به. أما المرحلة الثانية، حين كشفت الحرب على تنظيم الدولة ومخاطر انهيار النظام السياسي الشيعي عن وجوده ودوره الحقيقي، الذي لا يضاهيه أحد أو يقترب منه إلا تلميذه أبو مهدي المهندس".

وأوضح التكريتي أن سليماني "كان هو العقل المفكر والمدبر للشيعة في العراق، وهو مهندس الأحداث ومشرفها دون مبالغة، هذا الأمر أراح النظام الإيراني من جهة كونه حمل عبئا كبيرا عنها، وكذلك خفف عن الشيعة العراقيين الذين كشفت الأحداث عن ضيق أفقهم، فضلا عن حالة التبعية المذلة للنظام في طهران. والكل كان يؤطر عمله بالجانب العقائدي".

وبحسب التكريتي، فإن الغياب المفاجئ لسليماني والمهندس عن المشهد السياسي الشيعي خاصة مثل "صدمة كبرى"، إلى درجة جعلت نظام طهران فاقدا لتوازنه، مثلما جعل شيعة العراق يمرون بحالة من الاضطراب والضياع.

ولفت الباحث العراقي إلى أن "ساسة العراق من الشيعة مفككون لكن يجمعهم رابط إيراني، فلما غاب هذا الرابط انكشفوا على حقيقتهم؛ مجزئين ومتصارعين وقصيري النظر وطائفيين، لا يلتزمون بالعهود والمواثيق".

أما الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بالعراق، هشام الهاشمي، فقد رأى في زيارة شمخاني أنها "جاءت لسد الثغرات في الملف السياسي التي أحدثها غياب سليماني، وعجز بديله قاآني عن إنجاز المهمة".

ولخص الهاشمي زيارة شمخاني في نقاط عدة عبر تغريدة على حسابه بـ"تويتر" بالقول: "تأكيد إنجاز مهمة إخراج القوات الأمريكية والتحالف الدولي من العراق. اختيار رئيس وزراء جديد ومساعدة البيت السياسي الشيعي في ذلك. تفعيل التفاهمات الاقتصادية العراقية-الصينية".


وأظهر فشل رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي في تشكيل حكومته، تشظي البيت السياسي الشيعي في العراق، لأول مرة منذ 16 عاما، الأمر الذي ربطه البعض بغياب سليماني.

وفي حديث سابق لـ"عربي21" أكد النائب العراقي، حسن فدعم، عن "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، "وجود تحركات واجتماعات متواصلة يجريها نواب من المكون الشيعي، وأن جولات ستجري على جميع قادة البيت السياسي الشيعي".

وقال فدعم، "إن نوابا شيعة من مختلف القوى السياسية، عقدوا اجتماعا اليوم (الخميس) مع إحدى القيادات الكبيرة (لم يذكر اسمها)، واتفقوا على إصدار ورقة عمل مشتركة وآلية جديدة لاختيار رئيس الحكومة المقبل".

وبخصوص الأسماء التي توصلت إليها الكتل الشيعية خلال الاجتماعات المتواصلة لشغل منصب رئيس الحكومة، أكد فدعم وجود تسعة أسماء تجري مناقشتها وتداولها داخل البيت الشيعي، لكنها ليست للإعلام في الوقت الحالي.

وأكد فدعم أن هناك مؤشرات أولية تفيد بأن الأطراف الشيعية، ستتوصل إلى اختيار شخصية لرئاسة الحكومة قبل انتهاء مهلة الـ15 يوما، وذلك من خلال التفاهمات الجارية بين كتل: "الفتح، سائرون، دولة القانون، الحكمة، النصر، وعطاء".

 

اقرأ أيضا: استمرار التظاهرات في العراق.. وجرحى بمواجهات مع الأمن

التعليقات (1)
خالد احمد علاوي
الخميس، 19-03-2020 07:14 م
مقتل ساماني والمهندس واذا الشمخاني تولى ادارة ملف العراق تبقى زمام الامور الامني والاقتصادية وادارة ملف الاحزاب الاسلامية هي بيد الايرانين