ملفات وتقارير

بعد نشاط ملحوظ.. هل ينجح الاتحاد الإفريقي في حل أزمة ليبيا؟

الشكوك تطارد قدرة الاتحاد الأفريقي على لعب دور حاسم نظرا لضعف أدواته في مقابل قوة المتدخلين بالملف الليبي- جيتي
الشكوك تطارد قدرة الاتحاد الأفريقي على لعب دور حاسم نظرا لضعف أدواته في مقابل قوة المتدخلين بالملف الليبي- جيتي

فتحت أشكال الاهتمام والنشاط المتزايد بالملف الليبي، من لدن الاتحاد الأفريقي، باب التساؤلات عن مدى نجاح هذه المنظمة في تحقيق التوافق بين فرقاء الحرب الليبيين، في ظل "تدويل" القضية ووجود لاعبين كبار وإقليميين متدخلين بصورة عميقة بالملف.

 

وأكدت مجموعة الاتصال التابعة للاتحاد الأفريقي خلال قمة بالكونغو اختتمت أعمالها، الخميس، حول ليبيا وجود تقدم في التحضيرات لمؤتمر المصالحة بين الليبيين الذي يستضيفه الاتحاد، مشددة على أهمية الالتزام بإطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للسلام والأمن، وكذلك الالتزام المشترك بالعمل معا من أجل تنفيذ المسارات الثلاثة في ليبيا التي تقودها الأمم المتحدة انطلاقا من مؤتمر "برلين".

"ظهور جزائري"


من جهته، أكد رئيس الحكومة الجزائرية، عبدالعزيز جراد، أن "بلاده مستعدة لاحتضان مؤتمر المصالحة الوطنية الليبية المنتظر عقده شهر تموز/ يوليو المقبل بهدف جمع ممثلين عن كل القبائل والأطياف والقوى الفاعلة تمهيدًا لتشكيل حكومة توافق وطني"، وفق تصريحاته.

وفي سياق متصل، قام رئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري مع وفد كبير بعدة زيارات لدول المنطقة بدأها بزيارة الجزائر ثم موريتانيا للبحث عن دور إفريقي حقيقي في الملف الليبي، مطالبا هذه الدول بمساعدة الليبيين في تحقيق الاستقرار عبر حلول سياسية وبعيدا عن التصعيدات العسكرية".


اقرأ أيضا : مصر الثالثة عالميا بواردات السلاح.. هل لليبيا واليمن علاقة؟


وأثار الظهور الإفريقي القوي وكذلك الجزائري في الملف الليبي بعض التساؤلات من قبيل: هل ينجح الاتحاد الإفريقي في الوصول إلى حلول حقيقية لأزمات ليبيا؟ وهل سينجح المؤتمر الذي أعلنت الجزائر عن استضافته؟

"أزمة تقاسم السلطة"

وأكد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "هناك محاولات من دول عربية على رأسها الجزائر للتوسط لحل المشكل الليبي، لكن المشكلة أن هذا التدخل يستند إلى نفس المنطلقات السابقة وهي تقاسم السلطة بين المتحاربين وليس تمكين ليبيا من حكم مبني على الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة".

وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21" أن "الدول الأفريقية والعربية التي تحاول إيجاد حل لأزمات ليبيا هي دول تخضع لحكم غير ديمقراطي ولا تجد غضاضة في سيطرة العسكر على الحكم، وفي ليبيا مثلا جنوح "حفتر" للسلم أتى بعد يأس من دخول العاصمة، والحل الحقيقي للمشكل الليبي لا يتحقق إلا بهزيمته وطرده من طرابلس، كونه ليس جادا في الحل السلمي"، وفق تقديراته.

"طريق مسدود"


أستاذ علم الاجتماع السياسي والأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر أشار إلى أن "الصراع بين الخصوم المحليين وتحالفاتهم الخارجية وصل إلى طريق مسدود وبات من الصعب التوفيق بين مصالحهم وأطماعهم في ليبيا".

وفي تصريحات لـ"عربي21" أوضح أن "انتظار حل لأزمة ليبيا من الاتحاد الأفريقي أو دولة "الجزائر" أمر بعيد المنال لسببين: الأول أن هذا الاتحاد هو الآن كيان هش وضعيف ولا يملك القدرة الكافية أو وسائل الضغط اللازمة.

 

والجزائر رغم حياديتها فإن دورها لن يتجاوز تقديم النصح والإرشاد بأهمية السلام والاستقرار، والسبب الثاني: إشكالية العقل السياسي الليبي الذي لا يملك ثقافة الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار، لذلك حل الأزمة في المرحلة الراهنة أشبه بالحديث عن "المدينة الفاضلة"، حسب تعبيره.

أهمية الدور الأفريقي


وأكد الباحث الجزائري في العلاقات الدولية، علي منير دوالة، أن "جوهر النزاع في ليبيا يتحدد في ثلاثة عوامل مباشرة: الموارد والثروة ومصادر الطاقة وهذا العامل ذو بعد دولي، والسلطة وتقسيم آليات الحكم، والثالث الهوية وتتعلق بالمجموعات القبلية، لذا لا يمكن حل الأزمة الليبية دون إشراك كل الفاعلين فيها".

وأضاف: "لابد من إشراك مختلف الفاعلين خاصة الدول ذات المصالح المباشرة وغير المباشرة التي تغذي الأزمة من أجل الموارد ومصادر الطاقة ومناطق النفوذ، وهنا لا يمكن حل الأزمة الليبية بعيدا عن الاتحاد الأفريقي خاصة الدور الذي تلعبه "الجزائر" حيث تسعى لإنجاح أي مبادرة تتعلق بحلحلة الأزمة في ليبيا وعلى رأسها مؤتمر المصالحة الذي ستستضيفه قريبا"، بحسب تصريحاته لـ"عربي21".

وتابع: "كما تعول الجزائر على الدور العربي من خلال السعي لإنجاح القمة العربية المرتقبة، كما تسعى الجزائر لتحقيق مقاربتها القائمة أساسا على مرافقة الأشقاء الليبيين للتسوية السياسية الداخلية"، كما رأى.

"حشد موقف مغاربي"

وبدوره قال عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر إن "رئيس مجلس الدولة "المشري" يحاول حشد موقف مغاربي تجاه الأزمة الليبية من أجل حلول سلمية ومنع عسكرة الدولة، أما بخصوص الاتحاد الأفريقي فهو يحاول جاهدا أن يجد موطئ قدم في المساهمة في حل المشكلة الليبية".

لكنه استدرك في تصريح لـ"عربي21" قائلا إن "الاتحاد لا يمتلك أدوات فعالة لكبح جماح الدول الأفريقية المتدخلة في الأزمة الليبية فما بالك بالدول الإقليمية والقوى الدولية، لذا أقصى شيء يمكن للاتحاد الأفريقي القيام به هو عقد لقاء أو قمة من أجل ليبيا ولن تكون ذات جدوى، وكذلك الجزائر"، حسب تصوره.

0
التعليقات (0)