هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للصحافي نيك شاغر، يقول فيه إن مقولة أن المال هو أصل كل شر هي مقولة قابلة للنقاش، إلا أنها مقبولة على أساس أن المال القذر بالتأكيد هو المحفز على الاحتيال والفساد والتصرفات القذرة.
ويشير شاغر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "سلسلة الأفلام الوثائقية، تعود في 11 آذار/ مارس، من إنتاج المخرج المتخصص في الأفلام الوثائقية أليكس غيبني، حيث ستتضمن السلسلة 6 أفلام، مدة كل منها ساعة، حول المدى الذي يذهب إليه بعض الناس لجمع الثروة، بالإضافة إلى النفوذ والتأثير الذي يصاحب تلك الثروة، وهو ما سيتسبب بالتحريض والغضب والفزع، وهي جولة جديدة تفتح العيون وتحذر من سذاجة توقع العدل والأخلاق في أي وضع تتوفر لذوي النفوذ فيه فرصة للتربح على حساب من هم أقل حظا".
ويجد الكاتب أن "من أهم الأشرار في هذا الموسم مقاول شاب أثبت المبدأ القديم، وهو الابن مثل الأب (وأبي الزوجة): جاريد كوشنر، الذي تم وصفه بدقة هنا على أنه (مفترس من الدرجة الأولى)".
ويلفت شاغر إلى أنه "بعد إخراجهما للوثائقي Get Me Roger Stone، فإن دانيال دي ماورو ومورغا بهمي يقدمان الفيلم الثالث بعنوان Slumlord Millionaire الذي يستهدف بشكل مباشر زوج ابنة الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، الذي تزوج إيفانكا بعد أن تسلم إدارة إمبراطورية والده العقارية، وحصل على ذلك الموقع في سن مبكر؛ لأن والده تشارلز كان حكم بالسجن لعامين لمحاولته عرقلة تحقيق كريس كريستي في أعماله التجارية، عن طريق ابتزاز أخته وزوج أخته من خلال فيديو يظهر زوج أخته مع بغي أستأجرها تشارلز".
ويقول الكاتب إنه "في الوقت الذي يطرح فيه دي ماورو وبهمي الأمر بطريقة مذهلة، فإن التفاحة التالفة لم تسقط بعيدا عن الشجرة، فبالإضافة إلى شراء صحيفة (نيويورك أوبزيرفر)، وذلك للسيطرة على الدعاية السلبية ضده وضد عائلته (ردة فعل لمعاناة والده من هجوم صحف التابلويد)، فإن كوشنر بدأ في إدارة أعمال العائلة من خلال ممارسات مخادعة من النوع الخسيس".
ويبين شاغر أن "أبرز هذه (المضايقة من خلال البناء)، فتحب شركات كوشنر أن تطرد السكان في نيويورك من شققهم التي استقر إيجارها بالبدء بعمليات ترميم غير ضرورية على نطاق واسع، فتحول حياة ساكني البناية إلى جحيم، وتجعل المستأجرين يفرون من شققهم، ما يسمح بعدها برفع أجور الشقق إلى مستويات غير مقدور عليها، ومن الأساليب الأخرى التي تتبعها شركات كوشنر في كل من نيويورك وماريلاند، بحسب الفيلم، عدم القيام بإصلاح أنابيب المياه وغير ذلك، ثم تحميل السكان رسوما غير مقبولة (أحيانا بعد سنوات من تركهم للسكن)، وبالذات في الأبراج السكنية في ماريلاند تفرض غرامات مالية مختلفة على السكان، وسيلة لدعم إمبراطورية كوشنر التي تحتاج إلى تدفق دائم للدخل، خاصة بعد شراء بناية رقم 666 في شارع فيفث أفينيو في مانهاتن والأزمة المالية التي أتبعت ذلك، ما جعل البناية عبئا هائلا".
ويفيد الكاتب بأن "الصورة التي يعكسها فيلم Slumlord Millionaire هي الخداع الدائم في تجارة العقارات، والأسوأ من ذلك هو أنه مع استقراره في البيت الأبيض، فإن كوشنر يقوم باستغلال دوره السياسي الذي لا يستحقه للحصول على صفقات مالية مربحة لعائلته، وهو ما جعله شخصية سهلة الاستغلال من القوى الأجنبية الساعية للحصول على وسيلة ضغط على الرئيس، إنه سيناريو الخسارة للجميع ما عدا كوشنر وأعوانه، وسعى مؤسس مبادرة حقوق السكان آرون كار وعضو مجلس مدينة نيويورك ريتش تورس إلى إنهاء بعض خدع كوشنر، مثل تأجير وحدات سكنية في بنايات لا يملك شهادة إسكان لها، إلا أن الرجل يستمر في حياته دون أن يستطيع أحد أن يمسه بسبب موقعه وتأثيره، بما في ذلك أغبياء من مستأجريه الذين ينوحون على الكوابيس التي تسبب كوشنر بها، لكنهم يعترفون بأنهم صوتوا لترامب لأنه (يهتم بالتجارة)".
ويقول شاغر: "يعد كوشنر الشخصية الرئيسية لسلسلة المال القذر، لكنه أيضا لا يختلف كثيرا عن بقية الشخصيات القبيحة الأخرى في السلسلة، خذ مثلا مديري ويلز فارغو، كما صورهم دان كراوس في أول فصل من The Wagon Wheel. فلأجل إبقاء الأرباح عالية (والحصول على مكافآت) خلقوا جوا في الشركة يتم من خلاله الضغط على الموظفين الأقل رتبة لتحقيق حصص إنتاج غير واقعية من خلال فتح حسابات كاذبة لزبائنهم ودون علمهم.. وعندما تم اكتشاف الأمر تمت التضحية بالموظفين الأقل رتبة أنفسهم، وكانت محاسبة المديرين يسيرة".
وينوه الكاتب إلى أنه "سواء كان كما اختزل فيلم (الرجل على قمة الهرم) قصة الصندوق السيادي الماليزي، فيقوم رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق بالدفاع عن نفسه أمام الكاميرا، مظهرا عدم خجل بعض المحتالين، أو رواية (شركة الأوصياء) حيث يتم استغلال الوصاية ويتم تجريد المسنين من ممتلكاتهم وحقوقهم المدنية عن طريق محامين دون ضمير يعملون في توافق مع نظام قضائي لا يهتم، فإن سلسلة المال القذر تكشف لا أخلاقية مالية لا تخجل وهي موجودة في كل مكان، خاصة في الأماكن التي يمكن فيها افتراس الفقراء من الأغنياء، أو على الأقل من يملكون إمكانية فعل ذلك، ومعرفتهم بأن تصرفهم اللاأخلاقي يزيدهم ثراء".
ويبين شاغر أن "قصص المال القذر سريعة وثاقبة ومحدودة بساعة واحدة، حيث حذف منها كل ما لا ضرورة لذكره، وذهبت إلى لب الموضوع، وهذا أيضا يعني أنه ليس فيها تلاعب درامي، فالأثر العاطفي لهذه الجرائم واضح على وجوه الضحايا سواء كانوا العاملين السابقين في فورموسا بلاستيكس في تكساس (التي سممت المنطقة كلها وكذبت طيلة الوقت حول ذلك)، أو الرجال من بيرو الذين أكرهوا على المغامرة بحياتهم من خلال تنجيم الذهب بشكل غير قانوني، ليوظف الذهب من عصابات المخدرات لغسيل الأموال، والمواقف المؤلمة في تلك الأفلام بقدر الطمع والقسوة ذاته".
ويشير الكاتب إلى أنه "بحسب سلسلة المال القذر، فإنه لا يوجد جانب من جوانب الحياة الحديثة لا يتأثر بشكل من أشكال المعاملة المالية الخاطئة، وذلك جزئيا بسبب أن طاقة الإنسان للجشع والقسوة لا تعرف الحدود، إنها حال سيئة، وليست هناك حلول سهلة، ومع ذلك فإن من يبحثون عن الأمل يجدونه هنا أحيانا أيضا، في العمل الجريء للناشطين والقضايا التي يرفعها محامون صالحون".
ويختم شاغر مقاله بالقول: "تعلمنا سلسلة المال القذر درسا مهما: لا تستأجر شقة من شركات كوشنر العقارية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)