هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
راج على مواقع التواصل الاجتماعي أن "ضيفا غير مرغوب به"، انتقل إلى داخل إيران، قبل أسابيع من الإعلان عن وصوله رسميا من قبل وزارة الصحة الإيرانية، التي ظلت تنفي ما كان يشاع عن انتقال عدوى "كورونا" إلى البلاد، إلا أنها في التاسع عشر من الشهر الجاري، أكدت اكتشاف حالات إصابة بالفيروس، معلنة بعد ذلك بساعات تسجيل حالتي وفاة في مدينة قم، التي سرعان ما تحولت إلى بؤرة لتفشي "كورونا" في إيران، ودول جارة، لوجود رعاياها فيها، قصدوا زيارة العتبات الدينية.
من السخرية والفكاهة إلى الذعر
في بادئ الأمر، لم يأخذ الإيرانيون الأنباء الرسمية عن انتقال "كورونا" إلى البلاد بجدية، فتعاملوا معه بفكاهية وسخرية، كعادتهم في مثل هذه الحالات، لكن بعد تأكيد حالات وفاة وتزايدها بشكل مستمر، أصبحوا يعيدون النظر في الموقف، حتى اجتاحت الشارع حالة هلع وذعر، وصار الكل يبحث عن الكمامة الواقية والمواد المعقمة، مطلين على مواقع التواصل، بحثا عن معرفة طرق الوقاية من المرض. فاشتدت الضغوط النفسية بطريقة غير مسبوقة، وهي ضغوط لم يكد يمر يوم خلال العامين الأخيرين، إلا وتعرض لها المواطنون الإيرانيون لها، نتيجة كوكتيل الأحداث والتطورات وتراكمها وتسارعها، تنوعت أشكالها وطبيعتها بين ما هو سياسي واقتصادي أو اجتماعي وبيئي، وذلك منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، بالثامن من أيار (مايو) 2018.
وكانت الضغوط الاقتصادية الهائلة على خلفية العقوبات الأمريكية الشاملة والقاسية، وأخطاء في إدارة الاقتصاد داخليا، في صدارة عوامل الضغط، حيث تراجعت القوة الشرائية للإيرانيين بشكل مستمر، ليستيقظون في كل يوم على أسعار جديدة للسلع والخدمات. وإلى جانب تصعيد الحرب الاقتصادية، زادت التوترات السياسية بشكل مستمر مما أثار المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية، بعد اقتراب التوترات إلى نقطة انفجار في حالات متعددة.
الكوارث الطبيعية تعمق المعاناة
البيئة والطبيعة من جهتها، وقفت على الضفة الثانية للمواجهة والتصعيد إلى جانب هذه الحوادث العسكرية والسياسية والاقتصادية، فتارة من خلال حملة زلازل، أصبحت ملازمة يومية للحياة في إيران، وتارة عبر تلويث الجو، الذي وصل هذا العام لمستويات خطيرة شلّت الحياة التعليمية لأسابيع في مدن عدة، وتارة من خلال سيول وفيضانات جارفة، ضربت البلاد عدة مرات.
بعد مرور نحو عشرة أيام على الإعلان عن ظهور "كورونا"، أصبح الشعب الإيراني يشهّر سلاح الفكاهة والنكتة في مواجهته، بغية تخفيف الآلام والمعاناة.