هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، من "التداعيات الخطيرة" المترتبة عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمعروفة بـ"صفقة القرن"، وأثرها على تل أبيب.
وقال الخبير الاقتصادي الإسرائيلي في
مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه "في خريطة إسرائيل الكاملة
من البحر حتى النهر، والتي نشرها البيت الأبيض، يظهر جيب فلسطيني صغير في
الضفة"، مؤكدا أن "هذا الجيب منقطع عن العالم ومحاط بالسيادة
الإسرائيلية".
وتابعت الصحيفة: "الخطة لا تضمن
أيضا حلا واقعيا لقطاع غزة"، معتبرة أن "هذا الجيب حتى وإن سمي دولة،
فإنه لن يكون كذلك، ولن يكون لها جيش، ولن تسيطر على حدودها، ولا على مجالها الجوي،
وبالتالي لن تكون خلافا لما قيل في الخطة".
لماذ نتحمس؟
ولفتت إلى أن "هناك ميزة أخرى
لذلك الجيب، وهو تقطيعه من خلال جيوب يهودية صغيرة، لضمان نوع من الحركة
بمساحته"، معتقدا أنه "ستبنى جسور وأنفاق عدة، وستكون المعابر تحت
الرقابة الإسرائيلية، وسيكون هذا الجيب محط جذب للاستثمارات الدولية بقيمة عشرات
ملايين الدولارات".
وأبدت الصحيفة تفهما للرفض الفلسطيني
للخطة الأمريكية، ولكنها تساءلت: "لماذا نحن في إسرائيل نتحمس لهذه
الخطة؟"، مبينة أنه "ليس مفهوما كيف يمكن لأناس يوجدون في مناصب أساسية
في أجهزة أمنية ورسمية إسرائيلية، أن يتوصلوا إلى الاستنتاج؛ أن فكرة الجيب
الفلسطيني على طريقة إدارة ترامب ستخدم المصلحة الاستراتيجية لإسرائيل".
اقرأ أيضا: مراقبون: نزع سلاح غزة مطلب قديم جديد.. صعب التطبيق
وأكدت أن "خريطة التسوية
النهائية لترامب سيئة لنا بقدر لا يقل عن ما هي سيئة للفلسطينيين، والتاريخ المضرج
بدم الجيوب يثبت ذلك بحروف بارزة، وهي سرعان ما تصبح جزرا معتمرة بالمقاومة
والعصيان، وأوراما عنيفة تهاجم وتضعف الجسد الذي تعيش في داخله"، بحسب وصف
الصحيفة.
وفضلا عن "التجربة العالمية
المأساوية مع الجيوب، فإن الخطر الاستراتيجي الأساس الذي تأخذه إسرائيل على عاتقها
بتبني خريطة ترامب؛ هو القطيعة المطلقة التي تخلقها بين السلطة الفلسطينية وبين
المملكة الأردنية"، بحسب "يديعوت" التي نوهت إلى أن "هذه
قطيعة بين قسمين من الشعب الفلسطيني، ستلقي بالمسؤولية عن مصير الفلسطينيين داخل
الجيب على إسرائيل وحدها".
اعتبارات أمنية
ووفق ما ورد في الوثيقة الأمريكية
الرسمية "السلام والازدهار"، فإن "دولة فلسطين، ستوفر على نفسها نفقات
الأمن، لأن إسرائيل ستكون مسؤولة عن أمنها، وضمان سلامة مسارات تجارتها وشبكات
اتصالاتها، وغيرها، وهكذا فإنه بدلا من فك الارتباط عن الفلسطينيين، فإن خطة ترامب تقترح
أن تتبنى إسرائيل الدولة الفلسطينية في حضنها"، محذرة من التداعيات الخطرة
لـ"هذا العناق".
وذكرت أنه "حتى بعد قرار الملك
حسين في تموز 1988 التخلي عن الضفة الغربية وتخصيصها للمجال الذي تتحقق فيه
الأماني الوطنية الفلسطينية، فإن نفوذ الأردن في المنطقة بقي قويا، ومرغوبا فيه
وباعثا على الاعتدال، وبالتالي فإن لإسرائيل مصلحة مفهومة في تواصل إقليمي وتلاصق
مباشر بين الأردن والكيان السياسي الفلسطيني الذي سينشأ، حتى وفقا لخطة
ترامب".
ورأت الصحيفة أن "فكرة اتحاد
فيدرالي وثيق بين فلسطين والأردن، كفيلة بأن تمنع في المستقبل ما تحذر منه هذه
الخطة؛ وهي إقامة دول أخرى شرق أوسطية غير ديمقراطية، غير مستقرة، غير قادرة على
الوقوف على قدميها، بمعنى دول فاشلة".
وأشارت إلى أن "تأييد حزب
"أزرق أبيض" لخريطة ترامب لاعتبارات أمنية، سيعد مع الوقت مسيرة
سخف واضحة، فثمة فرق الليل عن النهار بين التواجد العسكري الإسرائيلي على طول نهر
الأردن وبين جعل غور الأردن ومنطقة البحر الميت جزءا لا يتجزأ من إسرائيل
الكبرى".
وقالت: "صلة وثيقة بين الأردن
ودولة فلسطين، حيوية سواء لأمننا أو لمنع تدهورنا لدولة واحدة للشعبين، لن تكون
كأمر مفهوم من تلقاء نفسه، فالدولة اليهودية، ستكون دولة أبرتهايد مؤقتة".
وخلصت "يديعوت"، إلى أن
"الضم المخطط لبضع مستوطنات في الضفة، ليس الأمر الذي يجب أن يقلق إسرائيل؛
بل إن كل خطة ترامب يجب أن تقلقنا، لأنها خطر على إسرائيل"، على حد قولها.