هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، خطة الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب التي أعلن عنها الأسبوع الماضي والمعروفة بـ"صفقة القرن"
بأنها "كذبة كبرى بإعطاء الفلسطينيين دولة".
وقال عريقات في مقال له تحت عنوان "خطة ترامب:
دولتان أم دولة واحدة وبانتوستان؟"، إن "هذه الكذبة ينقضها تماما ما تنص عليه
الخطة من أن السيطرة الأمنية المطلقة غربي نهر الأردن حتى البحر الأبيض المتوسط
ستكون بيد إسرائيل لمدى غير محدود من الزمن، وتجربتنا توضح أن من يسيطر على الأمن
يسيطر على كل شيء".
وأوضح: "هذه الدولة المزعومة تفتقر لأبسط مقومات الحكم الذاتي ناهيك عن السيادة، فإسرائيل
تسيطر على حدودها ومعابرها وسمائها وفضائها ومجالها الالكترومغناطيسي ومياهها
الإقليمية".
ووفقا للخطة فإن "إسرائيل والولايات المتحدة لديهما الرقابة والحكم فيما إذا كانت هذه
الدولة تستوفي معايير البناء الداخلي والدستوري الخاص بها، والتي تمليها عليها
الخطة بما في ذلك احترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد".
اقرأ أيضا: عباس يجدد رفضه "صفقة القرن": لن نتراجع عن مواقفنا
ويقول عريقات:
"هي مفارقة هزلية أن يتم الإعلان عن هذا الشرط على الدولة الفلسطينية كي
تقوم من قبل شخصين كلاهما مقدم للمحاكمة رسميا في دولته بتهم فساد، هي إذا
بانتوستان أكثر تبعية من بانتوستانات جنوب أفريقيا البائدة وترسيم لنظام تمييز عنصري
بامتياز".
ويوضح القيادي
الفلسطيني: "تطالب الخطة الفلسطينيين والعرب بالاعتراف بما يسمى (القدس
الموحدة) التي تشمل القدس الشرقية والمسجد الأقصى عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، وبشطب
كل حقوق اللاجئين بما فيها حق التعويض وبالطبع حق العودة، وحتى الذين يمكن أن
يعودوا إلى ما يسمى (بالدولة الفلسطينية) يجب أن يخضعوا لموافقة إسرائيل، وأن
يتحدد عددهم وفقا لاعتبارات الأمن الإسرائيلي".
وتطالب الخطة
أيضا بـ"الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، الأمر الذي يعني تبني الإيديولوجية
الصهيونية ونفي الرواية التاريخية الحقيقية لمجرى الصراع" وفق لما قاله عريقات.
واعتبر الخطة
بأنها "إحدى أبرز محاولات إدارة ترامب لفرض شرعة الغاب بديلا عن الشرعية
الدولية والقانون الدولي، وهي انتهاك صارخ للإجماع الدولي على الحقوق الوطنية
للشعب الفلسطيني".
وفي معرض رده
على المطالبين للجانب الفلسطيني بعدم تضييع هذه الفرصة، قال عريقات: "لم
تترك القيادة الفلسطينية فرصة إلا وقبضت عليها، بما في ذلك الفرص الذي تبين فيما
بعد أنها وهمية، حيث أقدم الفلسطينيون على
مجازفة تاريخية كبرى بقبولهم فكرة الحل الوسط القائم على أساس حدود 1967، ولكنهم
منذ ذلك الحين لم يتلقوا عرضا واحدا لا من الجانب الإسرائيلي ولا من الجانب
الأمريكي يستجيب لهذا الحد الأدنى الذي قبلوا به رغم ما يلحقه بهم من ظلم تاريخي".
ويشير إلى أن الخطة عُرضت عليه شخصيا من قبل نتنياهو ومفاوضيه عام 2011 و2012، مضيفا: "أتحدى
أن يكون كوشنر أو جرينبلات أو فريدمان خطوا فيها حرفا واحدا، هذه الخطة كتبت بحبر قلم نتنياهو ومجالس
المستوطنات، وهي خطة سياسية تهدف إلى القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، ولا
ينقصها سوى السلام فقط".
ويناقش عريقات وعود الخطة بإنعاش الاقتصاد الفلسطيني عبر ضخ 50 مليار دولار للدولة
الفلسطينية المزعومة، ويرد على ذلك بالقول: "الازدهار في غياب الاستقلال ليس
إلا وهما، فمن دون الاستقلال الناجز لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد مستقر ناهيك عن
اقتصاد مزدهر".
وبالإشارة إلى
الموقف العربي الرافض للخطة الأمريكية خلال الاجتماع الوزاري لجامعة الدول
العربية، اعتبر عريقاتبأنه "شكل ظهير مساند لقضية فلسطين قضية العرب المركزية"،
وأثبت أن "النضال من أجل قضية فلسطين العادلة لا يقتصر على الفلسطينيين فحسب،
بل هو أيضا نضال عربي جماعي".
وختم بالقول: "ليس هناك أي (كوشان) في القدس منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام يحتوي على اسم
"كوشنر" أو "جرينبلات" أو أي مارق على تاريخ فلسطين العتيق،
بينما يحفظ كل حجر من أحجارها أسماء أبنائها وعوائلها الفلسطينية العريقة، هؤلاء
فقط من يقرر مصيرها".