هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا أعده كل من كاثرين فيليب وديفيد تشارتر، يقولان فيه إن خطة ترامب، التي يطلق عليها "صفقة القرن"، تمنح إسرائيل السيادة الكاملة على أكثر المواقع الدينية قدسية وأهمية في القدس، ما يفتح المجال أمام تجدد العنف.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بناء على هذه الخطة فإن إسرائيل ستقتطع نسبة 30% من أراضي الضفة الغربية، بما فيها وادي الأردن والكتل الاستيطانية والسيادة على الحرم الشريف.
ويقول الكاتبان إن الخطة لن تحتوي على دولة فلسطينية ذات سيادة، وتتحدث عن سلطة وطنية دون قوة عسكرية، وتعترف بإسرائيل دولة يهودية، مشيرين إلى أن الخطة لا تحتوي على أي حقوق للاجئين الفلسطينيين.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وقال إنه سيعلن "خطة كبيرة جدا"، وأشار إلى أنها "مقترحات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي أقرب ما توصلنا إليه وسنرى".
وينوه التقرير إلى أن توقيت إعلان الخطة جاء قبل ستة أسابيع من ثالث انتخابات تشهدها إسرائيل في عام، وينظر إليها على أنها دفعة لنتنياهو، الذي فشل في الحصول على غالبية تؤهله لتشكيل الحكومة.
وينقل الكاتبان عن مفاوض السلام الإسرائيلي السابق مايكل هيرتزوغ، قوله إن الخطة هي "تحول معياري مهم"، فتم تجاهل مطالب الفلسطينيين كلها، وقبول المطالب الإسرائيلية، وأضاف: "هناك خطابان للتحرير الوطني.. في الخطط السابقة سمح لهذين الخطابين بالوجود، إلا أن الخطة الحالية تتعامل مع الخطاب اليهودي أو الإسرائيلي فقط".
وتورد الصحيفة نقلا عن مدير المركز الفلسطيني للبحوث المسحية والسياسية، خليل الشقاقي، قوله إن "الخطة ميتة قبل إعلانها" وتظهر "عدم احترام لما يفكر به الفلسطينيون"، وقدم الشقاقي معلومات للفريق الأمريكي حول دراساته المسحية للرأي العام الفلسطيني، لكن أعضاءه لم يهتموا بالموضوع، وقال: "الطريقة التي يتعاملون فيها مع الرأي الفلسطيني منفصلة عن الواقع، ويأخذون منه 10- 15%، ثم يؤكدون أنها نسبة 90%".
وبحسب التقرير، فإنه لم تتم دعوة أي مسؤول فلسطيني إلى واشنطن لحضور مناسبة إعلان الخطة، فقد قطعت السلطة الوطنية التي يترأسها محمود عباس العلاقة مع الإدارة الأمريكية بعد نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس في كانون الأول/ ديسمبر 2017، واعترافه بسيادة إسرائيل عليها، وهو ما قضى على حل الدولتين الذين ينص على عاصمة للفلسطينيين في القدس الشرقية، وعلق ترامب في تفاخر قائلا إن "ملف القدس أخرج من المفاوضات".
ويفيد الكاتبان بأن عباس رفض الحديث عبر الهاتف مع ترامب، وقال المتحدث باسمه إن السلطة جاهزة لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بحسب اتفاقية أوسلو، وإجبار إسرائيل على تحمل مسؤولياتها بصفتها حكومة احتلال، وقال: "نحذر إسرائيل وأمريكا من تجاوز الخط الأحمر".
وتنقل الصحيفة عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قوله إن الخطة ستجبر الفلسطينيين على التخلي عن حل الدولتين، والتركيز على حقوقهم المدنية في دولة واحدة، "هي محاولة لتدمير حل الدولتين، لكنها ستفتح الباب أمام شخص واحد وصوت واحد من نهر الأردن إلى البحر المتوسط".
ويشير التقرير إلى أن السلطة الوطنية لم تكن قادرة على جمع الدول العربية لمعارضة الخطة، إلا أن بعض الدول ستعارضها، فقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه "سيرفضها مطلقا"، وقال: "كلمة لا يفهمها الجميع"، لافتا إلى أنه يتوقع أن يصدر الاتحاد الأوروبي بيانا يؤكد فيه دعمه لحل الدولتين ورفض المصادقة على خطة ترامب.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن بريطانيا ستواصل دعم حل الدولتين بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن هذا هو الموضوع الثالث الذي ستجد فيه بريطانيا نفسها على تعارض مع واشنطن، بعد قرارها السماح لشركة "هواوي" ببناء نظام فايف جي، بالإضافة إلى موضوع إيران.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)