هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشارت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إلى مباحثات
تجري بين حركتي "حماس" و "فتح" للتوصل إلى اتفاق حول خليفة
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خاصة في ظل مؤشرات على تدهور وضعه الصحي.
وكشفت "الأخبار" عن مصادر أن زيارة عباس،
الاثنين الماضي، إلى المستشفى الاستشاري في رام الله، لم تكن بهدف زيارة قسم
الأطفال، وفقا لما تم الإعلان عنه رسميا، بل كانت لإجراء فحوصات طارئة سُحبت خلالها عينة من دمه
إضافة إلى خضوعه لتصوير لمنطقة الصدر.
وأضافت المصادر ذاتها أن "الحالة الصحية لعباس فور
دخوله كانت غير مطمئنة، فقد دخل وكان أحد مرافقيه يسانده من أسفل كتفه"، لكن
أوساطا طبية مقربة من رئيس السلطة تقول "إن وضعه الصحي ليس خطيرا، بل بإمكانه
ممارسة نشاطه المعتاد في الرئاسة مع دورية إجراء الفحوصات".
ونقلت عن مصادر من حركة "حماس" قولها :"إن الحركة عقدت أخيرا نقاشات
داخلية للتعامل مع جميع السيناريوهات، إضافة إلى إجرائها للمرة الأولى اتصالات مع
أطراف فصائلية وأخرى في حركة فتح في الشأن نفسه".
اقرأ أيضا: البردويل لـ "عربي21": "فتح" ترفض الشراكة في منظمة التحرير
وتضيف
"الأخبار" أن "حماس ترى أنها في مرحلة
ما بعد عباس ستكون أمام استحقاق الذهاب نحو انتخابات رئاسية بعد ستين يوما، فضلا عن
إشكالية من سيحلّ مكانه خلال المدة الانتقالية التي يحددها القانون بمئة يوم،
خاصة أن المجلس التشريعي تم حله، كما أُنشئت المحكمة الدستورية التي ترغب فتح في
أن يتولى رئيسها، المستشار محمد الحاج قاسم، رئاسة السلطة في المرحلة الانتقالية،
بدلا من رئيس التشريعي،
عزيز الدويك، المحسوب على (حماس)".
وأردفت بالقول: "حماس تعول على أن مرحلة ما بعد عباس
ستكون أفضل مما سبقها"، منوهة في الوقت ذاته إلى أن "أي شخصية ترغب
في الترشح لرئاسة السلطة تحتاج إلى توافق عام عليها، وهو ما يبدو صعب التحقق جراء
التدخلات الخارجية والإسرائيلية في فرض خيارات تدفع إلى تواصل الانقسام وبقاء
الدور الأمني للسلطة في الضفة".
وتنقل الأخبار عن مصادر "حماس" قولها "إن
الحركة تضغط للذهاب إلى انتخابات تشريعية لإعادة ترتيب عدد من الملفات، ومنها
المتعلقة بما بعد عباس".
وتكمل: "نسعى عبر التشريعي الجديد إلى تعديل
القوانين التي فرضها أبو مازن خلال تعطيل المجلس، بما في ذلك منع تمرير قانون أن
يتولى رئيس الدستورية منصب الرئيس في المرحلة المؤقتة، وأن يعاد هذا الحق إلى رئيس
التشريعي الجديد".
ووفقا لتقديرات
"حماس" فإن هذا التوجه هو أحد أهم الأسباب التي تدفع السلطة و"فتح"
إلى المماطلة في إجراء الانتخابات الآن (…) إذ تخشى "فتح"
من عدم الفوز في الانتخابات التشريعية، ما سينعكس على قدرتها على تمرير أي قوانين
أو قرارات تكون في مصلحتها، ولا سيّما بعد عباس، ولذا تسعى إلى بقاء الوضع على ما
هو عليه لتكون الخيارات اللاحقة في مصلحتها، بحسب الصحيفة اللبنانية.
اقرأ أيضا: تعرف على أبرز ما تناوله تقدير استخباري إسرائيلي لعام 2020
وما يدفع المباحثات التي تجريها "حماس" حول خلافة
عباس أيضا "خشية الحركة أيضا من سيناريو الفوضى الذي قد تدعمه إسرائيل
ودول عربية تريد إنهاء القضية الفلسطينية، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى ضمّ
إسرائيل للضفة، والشروع في خطوات عملية وكبرى ضمن ما تسمى صفقة القرن".
وتنوه الصحيفة إلى أن "حماس" ترفض الخيارات التي
تطرحها "فتح" بما فيها تولي رئيس اللجنة التنفيذية أو المجلس المركزي في
منظمة التحرير رئاسة السلطة مؤقتا.
وتستدرك بأنه، رغم ذلك فإن "حماس"
تواصل اتصالاتها مع أطراف في "فتح" للتباحث حول شخصية يمكن ترشيحها لرئاسة
السلطة، والترتيب لإجراءات تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني، وفق ما تكشفه
المصادر.
ووفقا للصحيفة فإن "الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي
في صفقة قريبة ثم ترشحه للانتخابات خيار صعب التحقق قريبا لظروف كثيرة".
وتختتم بالإشارة إلى أن "إسرائيل" مستعدة منذ مدة
طويلة لمرحلة ما بعد عباس، مستدلة بما شهده
العام الماضي من تدريب جيش الاحتلال على سيناريوهات تحاكي غياب رئيس السلطة عن
الساحة.