سياسة عربية

الحكومة العراقية: الهجمات تدفعنا لمراجعة العلاقات مع التحالف

الحكومة وصفت الاعتداء بالخطير والآثم- رئاسة الوزراء
الحكومة وصفت الاعتداء بالخطير والآثم- رئاسة الوزراء

قال رئيس حكومة تسيير الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي اليوم الاثنين، إن الضربات الأمريكية على معسكرات لكتائب حزب الله العراق بالأمس "خطيرة وآثمة، وستكون لها تبعات خطيرة".

وقال عبد المهدي عقب جلسة للحكومة العراقية، إن القوات الأمريكية قصفت "الحشد الشعبي المرابط على الحدود السورية، لمواجهة أي تسلل لعصابة داعش"، وفق تصريحه.

وأعلن المجلس الوزاري للأمن الوطني، الذي يترأسه عبد المهدي، في جلسة طارئة عقب اجتماع الحكومة، أن الضربات الأمريكية "تجاوز خطير لقواعد عمل قوات التحالف الدولي، ومنها القوات الأمريكية".

وأضاف "الأمن الوطني" أن "هذا الاعتداء يدفع الحكومة، لمراجعة العلاقات وسياقات العمل مع التحالف، أمنيا وسياسيا وقانونيا".

واتهم القوات الأمريكية بـ"الإنفراد بعمليات دون موافقة الحكومة العراقية، ناهيك عن أن هذه العملية استهدفت قوات عراقية ماسكة لجبهة مهمة على الحدود ضد فلول داعش الارهابية، وهو ما يعرض أمن وسيادة العراق للخطر، ويهدد أيضاً أمن الجميع دون إستثناء" بحسب "الأمن الوطني".

 

إقرأ أيضا: واشنطن: الغارات على كتائب حزب الله ناجحة وتهدد بإجراءات أخرى

ورأى المجلس أن "القوات الأمريكية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولوياتها السياسية، وليس أولويات العراق حكومة وشعبا"، مشددا على أن حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيه، هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصرا، وهي من تقرر الحاجة للاستعانة بشركائها لا أن يقوم الآخرون مهما كانت مبرراتهم بشكل منفرد ضد إرادة الدولة ومصالحها العليا".

وتابع: "نؤكد على رفض العراق مرارا أن يكون ساحة اقتتال، أو طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي، في ظل بذله جهودا لمنع الاحتكاكات في المنطقة، التي عاشت عقودا طويلة من التدخلات والحروب والاحتلال".

يشار إلى أن المرجعية العراقية أصدرت بيانا، نددت فيه بالضربات الأمريكية،

ونددت المرجعية الشيعية في العراق، بالضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ضد مواقع لكتائب حزب الله العراق، المرتبطة بإيران، وأدت لمقتل 28 شخصا على الأقل وجرح العشرات.

وطالب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، بـ"احترام سيادة العراق"، وتابع في بيانه: "ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف، يجب أن لا تستخدم ذريعة لانتهاك سيادة العراق".

وأضاف في البيان: "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوّة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية".

 

استدعاء السفير


من جهتها قالت وزارة الخارجية العراقية، الاثنين، إنها ستستدعي السفير الأمريكي لدى بغداد لإبلاغه إدانتها للهجوم الجوي على قوات "الحشد الشعبي" الذي اعتبرته "انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق".

وذكرت الخارجية في بيان أنها "تدين وبشدة ما أقدمت عليه القوات الأمريكيّة من قصف مقار ألوية تنتمي للحشد الشعبيّ، وهو ما نراه انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وعملاً مُداناً، ترفضه جميع الأعراف، والقوانين التي تحكم العلاقات بين الدول".

وأكدت أن "الحشد الشعبي قاتل تنظيم داعش الإرهابي، وأوقف امتداده، وهو جزء من منظومة القوات المسلحة العراقية تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة".

وشددت الخارجية على أن "العراق بلد مستقل، وأن أمنه الداخلي يحظى بالأولوية، والاهتمام البالغ، ولن يسمح بأن يكون ساحة صراع، أو ممراً لتنفيذ اعتداءات، أو مقراً لاستخدام أراضيه للإضرار بدول الجوار".

وتابعت أنه "سيتم استدعاء السفير الأمريكي في بغداد (دون تحديد توقيت بعينه) وإبلاغه ما تقدم وكذلك سيتم التشاور مع الشركاء الأوربيين المنضوين في التحالف الدولي لقتال داعش للخروج بموقف موحد فيما يخص آليات العمل ومستقبل تواجد قوات التحالف في العراق".

 

في المقابل، اتهمت الولايات المتحدة السلطات العراقية بأنها "لم تبذل الجهود اللازمة من أجل حماية مصالح واشنطن".

 

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في واشنطن: "لقد حذّرنا الحكومة العراقية مرارا وتشاركنا معها المعلومات، لمحاولة العمل معها للاضطلاع بمسؤوليتها عن حمايتنا بصفتنا ضيوفا".

 

وأشار المسؤول إلى أن "الجيش الأمريكي والدبلوماسيين الأمريكيين يتواجدون في العراق، بدعوة من الحكومة العراقية"، مؤكدا أنه "من مسؤوليتها وواجبها أن تحمينا، وهي لم تتخذ الخطوات المناسبة لذلك".

 
التعليقات (0)