هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنت قوات أمن الانقلاب شمال سيناء (شمال شرق مصر)، خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات في صفوف نشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان والحريات.
وأوضحت مصادر أن الحملة تركزت في شمال شبه الجزيرة المصرية التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش والشرطة من جهة، وبين جماعات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ ست سنوات.
نشطاء أكدوا لـ"عربي21"، أن قوات أمن الانقلاب في سيناء اعتقلت الناشطين إبراهيم الكاشف، وأشرف الحفني، خلال الأيام الماضية، دون الكشف عن مكان احتجازهما وذلك بدعوى رفضهما الانتهاكات التي تتم بحق أهالي شمال سيناء.
والخميس، اعتقلت قوات أمن قسم "ثالث العريش"، الناشط السيناوي إبراهيم الكاشف، من مقهى يديره بحي المساعيد في العريش، وتم إخفاؤه قسريا بحسب النشطاء.
وبعد ساعات طالت حملة الاعتقالات الناشط السيناوي أشرف الحفني، بعد مداهمة قوات من مديرية أمن شمال سيناء لبيته وإخفائه قسريا أيضا.
نشطاء رجحوا أن يكون اعتقال الكاشف، لدوره في الدفاع عن حقوق الأهالي ورفضه سياسات التهجير والاعتقال بحق الأهالي، وأن اعتقال الحفني، بسبب آخر ما كتبه عبر صفحته بـ"فيسبوك"، عن رفضه للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث طرح تساؤله: "لماذا يجب أن لا نعترف بإسرائيل؟".
وعلى مدار السنوات الست الماضية تم اعتقال مئات الأهالي وعشرات النشطاء من سيناء بينهم الناشط السيناوي المهندس أيمن أيوب في أيار/ مايو 2015، وأيمن الرطيل في 22 كانون الثاني/ يناير 2019، ومحمد عبدالوهاب الطلخاوي، وعبدالناصر إسماعيل.
وتشهد شمال سيناء منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013، مواجهات أمنية وأعمال قتل طالت مدنيين وعسكريين متبادلة بين قوات الجيش والشرطة المصريين وبين جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء التي غيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".
وينشر الجيش المصري هناك نحو 40 ألف جندي من البحرية وسلاح الجو والمشاة، وبدأ في 9 شباط/ فبراير 2018، عملية شاملة بشمال ووسط سيناء، بهدف "القضاء على العناصر الإرهابية والإجرامية".
وفي أيار/ مايو 2019، رصدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، معاناة أهالي سيناء مع البطش الأمني وتعرضهم للقتل والاعتقال والتهجير القسري وهدم المساكن.
وأكدت المنظمة أن قوات الجيش والشرطة، ترتكب انتهاكات حقوقية ضد المدنيين يرقى بعضها لجرائم حرب، داعية لوقف المساعدات الأمنية والعسكرية لمصر وتشكيل لجان من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان، لرصد الأوضاع.
ورصد التقرير حالات اعتقال جماعية تعسفية، وعمليات إخفاء قسري، وظروف احتجاز بالغة السوء، وحالات تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء، وهجمات جوية وبرية قد تكون غير قانونية، واستهداف للمدنيين وعدم تمييز بينهم وبين المسلحين، وسحق لحقوقهم الأساسية ونسف أية مساحة للنشاط السياسي السلمي أو المعارض.
"السر في يناير"
أحد النشطاء السيناويين أكد أن "السر وراء حملة اعتقالات النشطاء في سيناء وخاصة كل من يحاول فضح ممارسات الأمن ويعلن رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ هو اقتراب الذكرى التاسعة لثورة يناير 2011".
الناشط الذي رفض ذكر اسمه خوفا من أن تطاله حملة الاعتقلات الأخيرة، قال بحديثه لـ"عربي21"، إن النظام العسكري الحاكم يقوم بـ"قمع أي رأي يتعرض بالنقد للعلاقة الحميمية بين النظام والعدو الصهيوني".
وأشار إلى "قرار الحاكم العسكري في سيناء والذي يطالب المصريين بشمال شبه الجزيرة المصرية بإثبات جنسيتهم المصرية وإثبات ملكيتهم لديارهم وأراضيهم".
وعن مصير آخر مجموعة من المعتقلين، ووضعهم القانوني والتهم الموجهة لهم، أكد الناشط القريب من الأحداث في سيناء، أنهم "ما زالوا في عداد المختفين قسريا".
وأوضح أن "التهم الموجهة إليهم هي تهم دائما ما تكون مستنسخة؛ مثل مشاركة أهداف جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدا أنها "تهم يتم تفصيلها بواسطة الأمن السياسي، ونيابة أمن الدولة المتواطئة".
وحول أهم الأسماء المعتقلة ذكر أسماء النشطاء، "أيمن الرطيل، وأشرف الحفني، وإبراهيم الكاشف، وأيمن أيوب، ومحمد عبدالوهاب الطلخاوي من المعتقلين السيناوية منذ عام أو أقل تقريبا".
"رفض الانتهاكات والتطبيع"
وفي رؤيته قال الناشط السيناوي أشرف قويدر، إن السر وراء حملة اعتقالات النشطاء في سيناء الآن هو "ما ننشره نحن المهتمين بملف سيناء من انتهاكات"، مؤكدا أن "الأمر واضح للعيان وعلى العام".
وأضاف، بحديثه لـ"عربي21"، أن "الناشط أشرف الحفني، مريض واحتجازه يعرضه للموت، ولم يظهر هو وأشرف الكاشف، وما زالا رهن الاختفاء القسري، ولم يتم البت بطلب علاج الحفني"،مشيرا إلى أنه "حتى الآن لا توجد تهمة محددة موجهة لهما وكل ما يثار حول الاتهامات بحقهما توقع فقط".
وأشار إلى وجود العديد من الشخصيات والنشطاء والأهالي الذين تم اعتقالهم على خلفية الدفاع عن حق أهالي سيناء، وبينهم أيمن الرطيل منذ نحو عام، موضحا أن "الاعتقال هنا حالة عامة وترتبط بالدفاع عن حقوق الأهالي ورفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي".
وعن توقيت الاعتقال الآن بالذت رغم نشاط الحنفي، والكاشف المتواصل منذ سنوات دفاعا عن حقوق الأهالي، أكد قويدر، أن "التوقيت ملك لهم وهو ضمن الوضع العام الذي يعيشه أهالي سيناء".
ويعتقد الناشط السيناوي أن تلك الضغوط تأتي في إطار ما يتم تجهيزه على أرض سيناء ولتخويف الأهالي والنشطاء حتي يتم الأمر في هدوء.
ولفت لما أسماه "تسارع وتيرة إتمام اتفاق صفقة القرن على الأرض، مقابل معونة أمريكية لمرافق سيناء وأشياء أخرى، أهمها تسارع وتيرة التطبيع على مستوى الوطن العربي وخاصة مصر، والأهم سيناء".
وأكد قويدر، أنه "يجب وقف معاناة أهالي سيناء أكثر المحافظات سلمية؛ ولكن جرى شيطنتها عامي 2011- 2012".
ويعتقد أن "العمليات الإرهابية محدودة بأماكن معينة ويمكنهم القضاء عليها في ساعات؛ مثل أي مكان بمصر"، متسائلا: "هل عندما تفشى الإرهاب بالصعيد في تسعينيات القرن الماضي كان الحل استهداف السكان بالكامل؟"، مجيبا: "بالطبع لا".
اقرأ أيضا: لماذا حصن السيسي صندوق مصر من طعن المواطنين؟