هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رجّح مختصون أتراك، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تونس، بزيارته المفاجئة إلى تونس بهدف السعي للحصول على الدعم اللازم منها في التحرك التركي العسكري المرتقب في ليبيا، رغم تأكيد تونس موقفها على أنها لن تقبل أن تكون عضوا في أي تحالف أو اصطفاف.
وأجرى الرئيس التركي، زيارة مفاجئة إلى تونس الأربعاء الماضي، أكد فيها على اتفاق البلدين على إقامة تعاون من أجل تقديم الدعم السياسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان أردوغان إمكانية إرسال قوات تركية إلى طرابلس، وأن حكومته قد تحصل على تفويض برلماني بذلك في 8 أو 9 كانون الثاني/ يناير المقبل.
فيما أعلنت الرئاسة التونسية، إنها لن تقبل أن تكون عضوا في أيّ تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، ولن تقبل بأن يكون أيّ شبر من ترابها إلاّ تحت السيادة التونسية وحدها.
وأضافت في بيان لها، أن "التصريحات والتأويلات والادعاءات الزائفة التي تتلاحق منذ يوم أمس، إمّا أنّها تصدر عن سوء فهم وسوء تقدير، وإمّا أنّها تنبع من نفس المصادر التي دأبت على الافتراء والتشويه، وتابعت: "إذا كان صدر موقف عكس هذا من تونس أو من خارجها فهو لا يلزم إلا من صرح به وحده".
أهمية تونس
وفي هذا السياق قال اللواء طيار المتقاعد بيازيد كاراتش، إن تونس لها أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا في تحركها، كونها دولة جارة لليبيا، بالوقت الذي تدعم فيه مصر اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
اقرأ أيضا: محللون أتراك يقرأون أسباب زيارة أردوغان المفاجئة لتونس
وأكد في حوار أجرته معه صحيفة " آيدنلك"، وترجمته "عربي21"، على ضرورة تطوير العلاقات بين تركيا وليبيا وتونس والجزائر، وبعد إبرام مذكرتي التفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، والتعاون العسكري مع حكومة الوفاق الوطني، فإن الخطوة التالية هي تعزيز العلاقات مع تونس والجزائر.
وأشار إلى أن بلاده لا يمكن أن تقدم الدعم الجوي والبري اللازم لحكومة الوفاق، دون الحصول على دعم تونس.
ولفت إلى أن العلاقات بين تونس وليبيا، تختلف عن علاقات الأخيرة بالجزائر، حيث كانت تونس مستقرة في عهد القذافي، وكانت ملاذا سياحيا لليبيين، ولهذا السبب فإن مصلحة تونس عودة الاستقرار في ليبيا بأي طريقة لانتظام العلاقات بينهما.
وأكد على أنه وفي هذا الصدد، ومع توقيع تركيا اتفاقياتها مع ليبيا، يجب عليها أن لا تستبعد تونس أو الجزائر في سياستها إزاء ذلك.
وفي إشارة إلى التعاون التركي التونسي، لفت اللواء المتقاعد إلى أنه في السابق قدمت تركيا الدعم اللازم في مجالات التعليم والمنح الدراسية للتونسيين، لافتا إلى أنه خلال فترة عمله ذهب إلى تونس مرتين، وكان هناك تنسيق في إطار "التعاون الأمني الدفاعي" بين البلدين.
تحالف جديد
وأكد على ضرورة أن تنشئ تركيا تحالفا في شرق المتوسط، وتعزز علاقاتها مع دول المنطقة في مواجهة تحالف اليونان وقبرص اليونانية وإسرائيل وفرنسا.
اقرأ أيضا: تجهيزات تركية لقاعدة بليبيا وإرسال جنود قريبا.. تفاصيل
ورجح اللواء المتقاعد بأنه يقوم أردوغان بزيارة محتملة إلى الجزائر، مشددا على أن تركيا يعد بلد رئيس في هذه الجغرافيا، ويجب أن لا تنكسر، ولذلك عليها تطوير العلاقات مع كافة دول الجوار في أفريقيا.
ميناء في تونس
بدوره قال الأدميرال المتقاعد، جيم كوردينيز، إنه على تركيا توسيع درعها في البحر المتوسط، لتشمل ليبيا، لافتا بذات الوقت أن الاتفاق مع تونس يعزز مكانة وقوة أنقرة بالمنطقة مقابل التحركات اليونانية هناك.
وأكد في تقرير لصحيفة "يني شفق"، وترجمته "عربي21"، أن ليبيا بالنسبة لتركيا هي منطقة إستراتيجية في شرق المتوسط، ولتعزيز فاعلية أنقرة هناك يجب عليها أن تستجيب لطلب حكومة الوفاق الوطني في ظل الوضع الحرج الذي تمر فيه.
ورجح الأدميرال التركي، أن السبب الرئيسي لزيارة أردوغان المفاجئة إلى تونس، هو من أجل طلب الدعم اللازم للقوات التركية البحرية وإنشاء ميناء في تونس يلبي احتياجاتها.
وأكد على أنه إلى جانب التدخل العسكري اللازم، فإن تركيا مطالبة بتقديم كافة أنواع الدعم من خلال توفير المعدات والإمدادات اللازمة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
الجنرال التركي المتقاعد والخبير في الأمن ومكافحة الإرهاب، فخري إرنال، أكد على أنه بعد توقيع مذكرتي التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني، أصبحت التحالفات في المنطقة أكثر وضوحا.
التكلفة والمسافة
وأشار في حوار أجرته معه صحيفة "آيدنلك"، إلى أن لتونس تأثير كبير على ليبيا، لاسيما على القبائل المحلية، مضيفا أن الاضطراب الحاصل في ليبيا يؤثر بشكل كبير على تونس والجزائر، البلدين الذين يرغبان بقاء حكومة الوفاق الوطني.
وأكد على أن هدف تركيا الآن، هو تطوير العلاقات مع الجزائر والدول الأخرى التي تقع على جنوب ليبيا، وبالنظر إلى الخريطة فإن تونس هي بوابة البحر الأبيض المتوسط.
وختم بالقول بأنه عند النظر إلى تونس من ناحية عسكرية، فإنها ملائمة جدا بالنسبة لتركيا، من حيث التكلفة والمسافة، مضيفا: "إذا أردنا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، من الممكن الحصول على الدعم اللازم من خلال قبرص الشمالية، لكنها مكلفة كثيرا، لذلك يمكن لتونس أن تقدم لنا الدعم اللازم على صعيد التحرك الجوي وأمور أخرى".